نظَّم مركز البحوث والتواصل المعرفي حلقة نقاش عن معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، وذلك في يوم الخميس 15 شعبان سنة 1438هـ، الموافق 11 مايو عام 2017م، بمشاركة البروفيسور (إنج سنج هو)؛ مدير معهد الشرق الأوسط بالجامعة الوطنية في سنغافورة، وأستاذ كرسي السيد محمد العقيل لدراسات آسيا والجزيرة العربية بالجامعة، والباحثة الكورية الجنوبية جينس جون، إلى جانب باحثي المركز، وعدد من الأكاديميين والمختصين بالعلاقات السعودية الصينية.
افتتح (هو) حديثه بالإشارة إلى أنَّ طلابه متخصصون في العلاقات بين آسيا وشبه الجزيرة العربية، ثم انتقل إلى الحديث عن العلماء الذين نشروا الإسلام في شرق آسيا، وترجموا العلوم العربية إلى اللغة الملاوية، وتحدث عن أحفاد هؤلاء العلماء الذين أصبحوا فيما بعد مطوّفين، وجسّدوا الاندماج الثقافي والعرقي، وضرب لذلك مثالاً بـ(فطاني)، التي تعد إحدى الولايات المسلمة التي تحاول الانفصال عن تايلند البوذية.
وتحدّث (هو) أيضاً عن المسلمين في الصين الذين ناصروا الجمهوريين ضد الشيوعيين، وهذا أدى إلى هرب مجموعة كبيرة منهم بعد انتهاء الحرب الأهلية في الصين وانتصار الشيوعيين، واستقبلهم الملك سعود، رحمه الله، في المملكة، ولجأ بعضهم إلى دول آسيوية، معظمها مسلمة.
وأفاد هو في سياق عرضه بعض نتائج بحوثه بأن عرب حضرموت كانت لديهم هجرات وتنقلات بين إفريقية الشرقية والهند وجنوب شرق آسيا، وبعضهم وصلوا إلى الصين.
وأضاف أن عدن ازدهرت بسبب تعطّل طريق التجارة بعد غزو المغول بغداد، إذ كان الطريق يمر من البصرة إلى الشام ثم يذهب إلى أوربا، ولكن غزو المغول أوجد طريقاً جديداً عبر البحر الأحمر، من عدن إلى الهند، وصولاً إلى الصين، فهاجر الحضرميون إلى هنالك، وأصبحوا أغنياء، وبعضهم أصبحوا سلاطين، واندمجوا في تلك الشعوب.
وأفاد بأن العلاقات بين آسيا وإفريقية كانت قوية في العصور الوسطى، “ونسميها علاقة جنوب جنوب”، ووصفها بأنها كانت قوية ومتكاملة، وفيها دين وثقافة وعلم واندماج عرقي، لكن الاستعمار أضعفها؛ لأن الوجهة أصبحت تنطلق من كل جهة إلى الغرب (بريطانيا أو فرنسا)، وعلَّق: “لكننا نستطيع الآن بعد الاستعمار أن نستعيد تلك العلاقات”، مفيداً أن من أسباب هذه الفرص ازدهار الصين بالصناعة.
وفي سياق حديثه عن التجربة السنغافورية، قال: “نحن في سنغافورة ليس لدينا مفاهيم الأصالة، بل لدينا ثقافة مختلطة بين العرب والهند والصين، ونعيش واقع تعددية الثقافة”.
وأضاف: “نحن نسمّي الشرق الأوسط “غرب آسيا” وندعوكم لتنظروا إلى آسيا، إضافة إلى الغرب”.
وقال: “نحن لا نفتخر بتاريخ الشرق مع الغرب، كالحروب الصليبية، والاستعمار، ودورهم في الحروب، وتأجيجهم الإرهاب، وننظر إلى العلاقة بين الشرق والغرب على أنها “كمين تاريخي”، وأما فكرتنا نحن فإن لدينا دعوة مفتوحة مبنية على تاريخ سلمي، وهذا هو الغرض الأساسي لمعهدنا”.
وأوضح: نحن في معهد الشرق الأوسط نبحث عن تعامل عملي في عدة مجالات، في الثقافة، والاقتصاد، واللجوء السياسي، ونحو ذلك، ولكننا في الوقت نفسه نستطيع إفادة الشرق الأوسط بأن نتبنّى محوراً للتعاون، وقد جئنا لندعوكم إلى المشاركة في ذلك.
وأمّنت الحلقة على أهمية الاستفادة من التجربة السنغافورية، والعمل على دعم التعاون بين المراكز العلمية في آسيا، وتبنّي فكرة إنشاء كيان جامع لها.
0 تعليق