المركز ودار ياشلار بطشقند يُصدران
مختارات شعريّة لصالح زمانان باللغة الأوزبكيّة
ضمن مشروع مركز البحوث والتواصل المعرفي الرامي لنقل الأدب والثقافة السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، صدر حديثًا عن دار ياشلار الأوزبكية للنشر “YOSHLAR NASHRIYOT UYI”، مختارات شعريّة للشاعر والمسرحي السعودي صالح زمانان، بعنوان نُزلُ الأبديّة “Abadiyat manzillari”، نقلها من اللغة العربيّة إلى الأوزبكيّة الدكتور مرتضى سيد عمروف، حيث تأتي هذه الترجمة والنشر بالتعاون بين دار ياشلار، وقسم اللغات الشرقيّة في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند، وبين مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض.
وجاء الكتاب في 112 صفحة من القطع المتوسط، شملت مقدمة المترجم، و 30 نصًا للشاعر تنوّعت بين نصوص جديدة لم تنشر بعد، ونصوص تم اختيارها من ثلاث مجموعات شعريّة، كان زمانان قد طبعها بالعربية هي: ديوان “عائدٌ من أبيه” (3 طبعات)، وديوان “رأسه في الفجيعة.. أصابعه في الضحك”، وديوان “أعطال الظهيرة” (طبعتان).
ويعتبر صالح زمانان من الشعراء والمسرحيين الشباب الذين رسّخوا تجربتهم في المشهد الثقافي وأثّبتوا الأحقيّة حيث توّج بجائزة السنوسي الشعرية عام 2016 كأول سعوديّ يحوزها، وجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب 2017 كأصغر من ينالها، وكتب عدة بحوث في مجال المسرح والحداثة، وطبع 8 كتب بين الشعر والمسرح، وترجمت نصوصه للغات الإسبانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والصينية، وأقام أمسيات ومحاضرات في الشعر والأدب بأكثر من 20 دولة في قارات العالم جميعها.
وأكّد المترجم الدكتور مرتضى سيد عمروف في مقدمة الديوان المُترجم أن قصائد “نُزل الأبديّة” تمثّل رؤية الشعراء والمبدعين الشباب في المملكة العربية السعوديّة تجاه العالم والوجود والإنسان والأشياء الأخرى التي تجسّد مقاصد الشعر وغايات الأدب، وسوف تلاقي احتفاءً خاصاً في أوزبكستان، سواء عند القرّاء من محبي الشعر والتجارب المترجمة، أو عند الأكاديميين والباحثين في الأدب العربي المعاصر، بوصفها تعكس الموجة الجديدة من الأدب العربي المنقول إلى الأوزبكيّة.
وأشار إلى أن المجموعة ستُقدم ملمحًا حداثيّاً جليّاً لما توصلت له التجربة الشعريّة في المملكة، من ناحية الشكل الشعري، أو من نواحي الموضوعات والاستنادات الثقافيّة والمعالجات الفنيّة، فنصوص صالح زمانان في هذا الإصدار تأتي ضمن تصنيف قصيدة النثر العربيّة، وتتجلّى في ثناياها اشتغالات بديعة، تتناول غير المألوف تارةً، وتصطنع من خلاله صورة شعريّة جديدة ومشعّة، وتارةً تتناول المألوف والاعتيادي/ اليومي، لكنّ هذا التناول لا يُهمل الدهشة، فهو يأتي من جهة مفاجئة كالفلسفة أو التراث أو حتى المسرح الذي يُعدّ الشاعر زمانان أحد كتّابه المهمين في السعودية.
وسبق للدكتور مرتضى سيد عمروف قبل هذا العمل أنْ ترجم عدة أعمال من الأدب السعودي إلى اللغتين الأوزبكيّة والروسيّة، ونشر العديد من البحوث العلميّة التي ناقشت موضوعات الترجمة والأدب العربي، كما عمل أستاذاً مشاركاً في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، وقام بتدريس اللغة العربية وآدابها في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند.
الجدير بالذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي – مقره الرياض – أطلق في مطلع العام 2019م مشروعًا تواصليًا ثقافيًا يهدف إلى نقل الآداب والثقافات السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، حيث دشّن المركز في أغسطس الماضي، بمعرض بكين الدولي للكتاب 2019، ثلاثة كتب من الأدب الكلاسيكي السعودي ترجمها إلى اللغة الصينية بالتعاون مع جامعة بكين للدراسات الأجنبية ودار نشر جامعة بكين لإعداد المعلمين ودار انتركونتننتال للنشر، والكتب هي رواية “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، ورواية “ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الناصر الحميدان، والمجموعة القصصية “عرقٌ وطين” لعبدالرحمن الشاعر.
كما دشّن في مايو 2019م، بالتعاون مع دار أوقيتوجي الأوزبكية للنشر والإعلام في طشقند، ترجمة أوزبكية لروايتين سعوديتين، هما “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”سقيفة الصفا” لحمزة محمد بوقري، وتم توزيعهما في المكتبات العامة والأكاديمية والخاصة في كافة مدن أوزبكستان.
وضمن مشروع التواصل هذا، قام في يوليو 2019م بترجمة كتاب يخصّ “مشروع قطار الحرمين” إلى اللغة الإندونيسية، وتم توزيعه في العديد من مكتبات إندونيسيا وجامعاتها ووزارة الشؤون الدينية ومؤسسات الإعلام والسفر والسياحة والحج والعمرة.
ويعكف المركز حاليًا على ترجمة 20 كتابًا سعوديًا إلى لغات آسيوية، تم اختيارها من قبل لجنة خاصة يشرف عليها في هذا المشروع رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي أ. د يحيى محمود بن جنيد.
وتنوّعت موضوعات الكتب المختارة لمشروع الترجمة بين الشعر والرواية والقصة والنقد الثقافي والتاريخ، وستتم طباعتها ونشرها بالتعاون مع الشركاء في تلكم الدول الآسيوية المعنيّة خلال هذا العام 2020م، وخلال العام 2021م، حيث تأتي هذه المختارات الشعريّة لصالح زمانان “نُزُل الأبديّة”، التي ترجمت للأوزبكية ونُشرت بالتعاون مع دار ياشلار للنشر في طشقند كأولى الكتب العشرين التي يجري ترجمتها ونشرها في هذه الحزمة الجديدة من كتب الأدب والثقافة السعودية.
0 تعليق