أقام مركز البحوث والتواصل المعرفي حفل تدشين للنسخة الكاملة لمعجم “العُباب الزاخر واللُّباب الفاخر” للعلامة الحسن الصًّغَاني المتوفى سنة 650هـ، تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب الرئيس الأسبق لجامعة الملك سعود، وذلك في 17 ذي القعدة 1443هـ (16 يونوي 2022م)، بمقر المركز.
يمثل هذا الإصدار، الذي جاء في خمسة عشر مجلدًا من القطع المتوسط، إضافةً قيّمة للمكتبة العربية، لما تميزت به هذه النسخة من تمام واكتمال دون غيرها من النسخ والتحقيقات السابقة.
وتميزت هذه النسخة بأنها قابلت جميع النسخ المخطوطة المعروفة للمعجم، وغير المعروفة التي عثر عليها المحقق، ولم يطلع عليها أحد قبله من المحققين.
اشتمل الحفل على كلمات للدكتور يحيى محمود بن جنيد رئيس المركز، والدكتور أحمد الضبيب راعي الحفل، والدكتور تركي بن سهو العتيبي محقق المعجم، وقد أشاروا إلى أهمية هذا العمل، الذي مرّ بمراحل تطلبت كثيرًا من الجهد في البحث والتحقيق، وصولاً إلى التدقيق والتصميم والطباعة، مؤكدين ضرورة تشجيع الحفاظ على التراث العلمي العربي والإسلامي، وإتاحته للباحثين وللأجيال الصاعدة، بما يحقق الاعتزاز به، وترسيخ روح الانتماء إلى حضارة عريقة أثرت الحضارة الإنسانية في المجالات كلها.
معجم العُباب الزاخر واللباب الفاخر، هو معجم لغوي على قدر كبير من الأهمية العلمية والتاريخية، وكان العالم الباكستاني فير محمد حسن المخدومي المتوفى سنة 1420هـ، قد حقق منه منذ وقت طويل أربعة أجزاء فقط، وكان آخرها سنة 1417هـ، وقام الدكتور أحمد خان، أحد أبرز المهتمين بالمخطوطات في باكستان، بجلب الكتاب المحقق كاملًا بخطِّ المخدومي في اثني عشر مجلدًا إلى السعودية منذ أكثر من عشر سنوات، وتولى المركز عملية الإعداد لنشره، وأسنده إلى عالم اللغة العربية الدكتور تركي بن سهو العتيبي أستاذ النحو والصرف سابقًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قابل العتيبي عمل الدكتور المخدومي على الأصول المخطوطة، وأضاف وحرَّر وصوَّب، وعندما فرغ من عمله اكتُشفت نسختان مخطوطتان في معهد البيروني للاستشراق في طشقند بجمهورية أوزباكستان لم يطّلع عليهما المخدومي، فعاد الدكتور تركي بن سهو إلى مقابلة العمل كاملاً على النسختين، وأعاد النظر في الكتاب كلّه، فصحَّح وعدَّل بموجبهما على عمل الدكتور المخدومي، وهذا ما جعله شريكًا في التحقيق. وكان من حسن الطالع أن ينتهي العمل مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي نظمته اليونسكو، وقُدِّم للطباعة في خمسة عشر مجلدًا.
امتاز الحسن بن محمد الصغاني في كتابه بتحقيق المفردات وتوثيق مصادرها، وتمييز ما في معاجم اللغة من الحديث، ما كان منه منسوبًا للنبي صلى الله عليه وسلم، أو ما كان منسوبًا إلى صحابي أو تابعي، وهو في هذا النهج غير مقلِّد لأحد من أصحاب التصانيف التي أُلِّفت قبله، ولكنه راجع دواوينهم، واعتمد فيها على أصح الروايات، فاختار أقوال المتقنين الثقات، ذاكرًا أساميَ خيل العرب وسيوفها، وبقاعها وأصقاعها، وداراتها، وفرسانها، وشعرائها، مستشهدًا بالأشعار على وجه الصحة.
0 تعليق