رئيس وحدة وسط آسيا وجنوب القوقاز بالمركز يتسلم “جائزة ابن بطوطة” في المغرب
تسلّم الدكتور عائض آل ربيع رئيس وحدة وسط آسيا وجنوب القوقاز بمركز البحوث والتواصل المعرفي، جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات المترجمة عن ترجمته كتاب “وراء الشمس، يوميات كاتب أهوازي في زنازين إيران السرية” للكاتب الأحوازي يوسف عزيزي.
وجرى تسليم الجائزة للدكتور عائض آل ربيع في حفلتها التي أقيمت أخيراً في المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الخامسة والعشرين بالدار البيضاء لعام 2019م، وحضر المناسبة وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج، الذي هنّأ الفائزين واصفاً إياهم بأنهم “برعوا فأجادوا في مواصلة العناية بأدب الرحلة”.
وجاءت ترجمة كتاب يوسف عزيزي “وراء الشمس” في 231 صفحة من القطع المتوسط، وهو كتاب يعد مؤلفه واحداً من آلاف الكتاب والمفكرين والمثقفين والفنانين والطلاب الذين شاركوا في نهاية السبعينيات من القرن الميلادي الماضي في الثورة على شاه إيران، وعَرفوا الاعتقالات والمحاكمات في عهده، ثم أصبحوا بعد ذلك طريدي نظام الخميني ونزلاء سجون عهد ولاية الفقيه، الذي شهدت أعوامه السوداء إعدام آلاف الشبّان الذين كانوا مخدوعين في بدء أمرهم بالثورة التي عادت وأكلَت أبناءها، وهذه اليوميات تعد من أهمّ الوثائق التي تسجل الوقائع المرعبة التي كانت تجري في سجون النظام الإيراني.
وتشكل هذه اليوميات وثيقة نادرة من نوعها، تكشف طبيعة التحولات التي وقعت بين وصول الخميني من منفاه الباريسي في نهاية السبعينيات الميلادية، وكيف أن الذين حملوه على أكتافهم واحتفلوا بمقدمه هم الذين أصبحوا ضحاياه، بدءاً بمطاردتهم قضائياً بالمحاكمات، ومروراً بتعريضهم للتعذيب في السجون، وانتهاء بإصدار أحكام الإعدام شنقاً عليهم وتنفيذها فيهم. كما توثق هذه اليوميات جانباً من تدخلات ملالي إيران السافرة في الشؤون العربية.
لقد جرى اعتقال عزيزي في أبريل عام 2005م على إثر انتقاده قمع النظام الأحوازيين، وخلال وقت وجيز استعاد حريته، أي: بعد شهرين من اعتقاله، في أبريل من العام نفسه، واستمر استدعاؤه للتحقيق معه ومحاكمته بعد ذلك طوال مدة مقامه في إيران، ثم في سبتمبر من عام 2008م صدر عليه حكم بالسجن خمس سنوات بتهمة انتقاد نظام الحكم. لكنه استغل كون الحكم لم يصل بعد إلى محكمة التنفيذ، وانتهز الفرصة وغادر إيران في 3 نوفمبر عام 2008م، وتلقى دعوات من دول عدة لاستقباله لاجئاً، من بينها: السويد، وألمانيا، وغيرهما، غير أنه رجّح الانتقال إلى بريطانيا؛ لإتقانه الإنجليزية، ولوجود جالية أحوازية عربية واسعة بوسعه الاندماج فيها هناك.
وقد أسهم دعم المؤسسات الحقوقية والثقافية في الدفاع عن عزيزي في جانب كبير من نجاته من قبضة نظام الملالي، وفي حصوله على التقدير اللائق به بعد هربه من بلاده؛ إذ أصدر 70 كاتباً وشاعراً إيرانياً بارزاً بعد اعتقاله بياناً أكدوا فيه دعمهم إياه، كما حاز جائزة ندوة حقوق المرأة في إيران وأذربيجان وتركيا عام 2008م، ثم في عام 2009م حاز جائزة “هيومن رايتس واتش” التي توصف بأنها جائزة “هلمت – همت”، وتُمنح كل عام للكتاب والمؤلفين الذين يتعرضون للسجن والتعذيب.
يُذكر أن جائزة ابن بطوطة تُقدم سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وانطلقت دورتها الأولى عام 2003م، ويمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي برعاية الشاعر الإماراتي أحمد السويدي.
0 تعليق