أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي، اليوم، تقريرًا بعنوان “الحركات الجهادية في شمال جمهورية مالي 2012 – 2019م”، أعدّته وحدة أفريقيا الصحراء بالمركز، وجاء في 44 صفحة من القطع الكبير، ضمن سلسلة التقارير الخاصة التي يصدرها المركز في 1440هـ/2019م.
ويهدف التقرير إلى تقديم عرض بانورامي شامل مختصر عن الجماعات الجهادية في شمال مالي بين عامي 1433 و1440هـ (2012 – 2019م)، متضمناً جذورها وروافدها، وما آلت إليه أحوالها، مع مراعاة ذكر الأحداث والسياقات التي أرهصت بها أو أثّرت فيها أو تأثرت بها في منطقة الصحراء الكبرى وما جاورها.
وقد اعتمد التقرير عدداً يسيراً من المراجع العلمية والصحف والمواقع الإخبارية، وركّز جهده الأساسي في المصادر المتاحة من الإصدارات المرئية والمسموعة لهذه الجماعات ووسائل إعلامها المقروءة، إضافة إلى الاستعانة بمعلومات مباشرة من المنطقة من بعض المطلعين على أحوالها من المغتربين، حيث جاء القسم الأول من التقرير حول ما قبل ثورة 2012م، بينما القسم الثاني من عام 2012 إلى 2017م، ليأتي القسم الثالث من عام 2017م حتى الآن، وينتهي بالاستنتاجات والتوصيات ثم قائمة المصادر والمراجع.
واستنتج التقرير غياب المصادر العربية الموثقة التي تؤرخ لمنطقة شمال مالي، وهو ما جعل المعلومات شحيحة فيما يخص النشأة والانتشار والنشاط وتاريخ التغييرات للجماعات الجهادية هناك، بل إن غالبية المصادر التي تقدم معلومات عن الجماعات الجهادية في مالي هي تابعة للقاعدة أو مناصرة لها.
وأشار إلى أن منطقة شمال مالي تعيش حالاً من الفقر والأميّة والمظالم مما يوفر بيئة خصبة للإرهاب، خاصةً أنه لا توجد في شمال مالي نهائياً أي مواجهة فكرية أو خطاب ديني مضاد للتكفير والتفجير؛ مؤكدًا أن أحد أسباب الجذب عند الحركات الجهادية هناك هو اعتمادها في التخاطب مع العرب والطوارق باللغة العربية التي هي لغة ثقافتهم وكتابتهم، بينما تتعامل الحكومة باللغة الفرنسية.
0 تعليق