نظمه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
“التواصل المعرفي” يعرض جهوده اللغوية في ملتقى الصناعة المعجمية
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في ملتقى الصناعة المعجمية الذي نظمه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالمملكة العربية السعودية في 14 ربيع الأول 1445هـ (29 سبتمبر 2023م) بحضور رؤساء المجامع اللغوية العربية، ونخبة من الباحثين واللغويين من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والعراق والجزائر ولبنان وقطر والأردن وموريتانيا وتونس والسودان والمغرب وباكستان وتشاد والهند وماليزيا؛ وتمّ على هامش الملتقى إطلاق النسخة الرقمية من “معجم الرياض للغة العربية المعاصرة”، ويشتمل على ما يزيد على مائة وعشرين ألف مدخل معجمي، وما يزيد على 400 مليون كلمة، وقد شاركت في إعداده عدة فرق علمية متخصصة في الصناعة المعجمية الحديثة والهندسة الإعلامية واللسانيات الحاسوبية.
توزعت أعمال الملتقى على جلسات علمية ناقشت منهجية الصناعة المعجمية أحادية وثنائية ومتعددة اللغات، وكذا أركان هذا الصنف من التأليف وجهود المؤسسات في المجال.
وجاء البرنامج التفصيلي للملتقى الذي انعقد من التاسعة صباحًا وحتى الرابعة مساءً حافلاً بالفعاليات العلمية، حيث تضمن خمسَ جلسات، هي: الجهود السعودية في الصناعة المعجمية نماذج ومسارات، والجهود العربية في الصناعة المعجمية (جلستان)، والجهود العربية والعالمية في الصناعة المعجمية (جلستان).
وقد تحدث في تلك الجلسات ثلاثون باحثًا وخبيرًا لغويًّا في صناعة المعجمات تقدموا بثلاثين ورقةً علمية، من المملكة، وغيرها من البلدان العربية والمستعربين.
ومثل مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذا الملتقى د.ياسر عبدالله سرحان الباحث في اللغويات التطبيقية (المعجمات). وقدم في الجلسة الأولى من الملتقى ورقة علمية بعنوان: “جهود مركز البحوث والتواصل المعرفي في الصناعة المعجمية”، موضحًا أنَّ المركز منذ نشأته في عام 1437هـ/ 2016م، بذل جهده ملموسًا وواضحًا في المعاجم الموضوعية، والمعاجم الجامعة، ونقد المؤلفات المعجمية، ففي حقل صناعة المعجمات اللغوية فاق إنتاجه كثيرًا من المؤسسات اللغوية، قياسًا بعمره، والمعاجم التي أصدرها، هي: معجم اللغة النُّوبية، ومُعجم تَمَاشَقْ (عربي – طارقي)، والمعجم الهَوْساوي العربي، والمعجم الأمازيغي (قبائلي – عربي).
وهذه الأعمال المعجمية الأربعة شكلت سلسلة ذهبية، نشرت في فترة زمنية واحدة من عام 2019م، وهي موجهةٌ للباحثين من ذوي الأحادية اللغوية أو الثنائية على حدٍّ سواء، من العرب والمستعربين الذين يجمعون بين التمكن من العربية ولغاتهم الأصلية، وكان الدافع لهذا الجهد قوة هذه اللغات وامتصاصها لشرائح تستوطن العالم العربي والإفريقي، وهي ذات ثقلٍ مجتمعي وتأثير واضح في المفردات العربية في تقارض ملحوظ بينهما، وثاني الأمرين أنّ مستقبل الحرف العربي لهذه المناطق عند ملايين من هؤلاء المتحدثين من غير العرب لا ينقصه الشغف والاهتمام من قِبلهم، ومواقع التواصل الاجتماعي خير شاهد على ذلك.
وتمثّلت جهود المركز الخالصة لمعالجة مفردات العربية معجميًّا في تحقيق كتاب “معجم الألفاظ والتراكيب الاصطلاحية لإسماعيل حَقّي”، وهو القسم الثاني من كتاب الفروقات الذي تحدث عنه صاحب موسوعة الأعلام، كما أصدر المركز كتاب”في أصول التعبيرات الاصطلاحية في فصحانا المعاصرة” للأستاذ الدكتور محمد يعقوب التُّركستاني.
وأصدر المركز”العُباب الزاخر واللُّباب الفاخر” للعلامة الحسن الصَّغَاني المتوفى سنة 650هـ ، وهو في مؤلفاته المعجمية كالتكملة والشوارد والعباب يُعَدُّ من أوائل اللغويين الذين أخذوا اللغة عن الكتب والصحف وليس مشافهة عن الأعراب، على الرغم من كونه عاش بمكة، لذا حوى من الحصيلة اللغوية والشواهد والأعلام ما يجعله ضمن الأعمال الموسوعية الضخمة التي تميز بها التراث العربي.
اعتمد محقق الكتاب الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي على خمس نسخ مخطوطة، مجتهدًا في استكمال ما نقص من معظمها وتصحيح ما ورد بهن من أغلاط عن طريق المقابلة وعرضها على كتب اللغة، وجاء المعجم في 15 مجلدًا.
أوصت الورقة بأن يتبنى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية العمل المعجمي في شكل ثلاثة مسارات مهمة، هي: حصر الجهود المعجمية العربية محليًّا وعالميًّا والإفادة منها، وتبني الجهود والأفكار الناشئة التي تسعى إلى ضبط الرصيد اللغوي المحلي عن طريق المعاجم المدرسية وحصر المفردات الأساسية، ودعم الجهود التي تضرب بعمق في رِكاز اللغة القديمة.
0 تعليق