شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في ندوة عالمية حول “آفاق التسوية السياسية للقضية السورية” أقامها كل من معهد شنغهاي للدراسات الدولية وجامعة الدراسات الدولية بشنغهاي على مدى يومين (13-14 مايو 2018م) في مدينة شنغهاي الصينية.
وتعدّ هذه الندوة الدولية هي الأولى من نوعها التي تقام في الصين حول القضية السورية، كما أن مركز البحوث والتواصل المعرفي كان الممثل الوحيد للمملكة العربية السعودية في هذا المحفل، وقد مثله كل من الدكتور إبراهيم النحاس والأستاذ عزيز الزهراني.
شهد الندوة عدد كبير من المهتمين بالقضية السورية، وفي مقدمتهم: شيا شياو يان المبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى سورية، ومارتن لونغدون المبعوث الخاص للحكومة البريطانية إلى سورية، ورئيس إدارة الشرق الأدنى، وفرنك جيليت السفير الفرنسي لدى سورية، وروبرت دان رئيس مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، إلى جانب خبراء من الصين، والسعودية، وإيران، وسورية، والأردن، ولبنان، وقطر، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، كما شارك عدد من العلماء والخبراء ممثلي أكثر من عشر مؤسسات بحثية في أنحاء العالم.
وفي الكلمة الافتتاحية شرح شيا شياو يان المبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى سورية موقف الصين وجهودها بشأن القضية السورية، مؤكداً ثبات موقف الحكومة الصينية، التي تعتقد “أن الحل السياسي هو السبيل الأمثل والوحيد لحل القضية السورية، مع ضمان استقلال سورية، واحترام سيادتها”.
وأضاف: “أنه ينبغي أن يحدد الشعب السوري مستقبل الدولة السورية، كما يجب على الأمم المتحدة أن تؤدي الدور الرئيس في هذه القضية”.
ودعا شيا شياو يان المجتمع الدولي إلى إيجاد حل يتوافق مع واقع سورية، ويراعي مخاوف جميع الأطراف من خلال الحوار السياسي الشامل، كما دعا إلى الاستمرار في التواصل مع الحكومة السورية والمعارضة، إضافة إلى دعم خطوات الأمم المتحدة لإيجاد مخرج للأزمة، ودفع جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، والاستمرار في المشاركة بنشاط في محادثات جنيف لتعزيز السلام، وتقديم المساعدات إلى الشعب السوري، والتفكير في المشاركة في عملية إعادة بناء سورية، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك.
وتضمنت الندوة محاور رئيسة جرى تناولها في ثلاث جلسات، وهي: التسوية السياسية للقضية السورية، والعوامل الرئيسة المؤثرة فيها، ودور المجتمع الدولي في تسويتها.
وقد كان للجانب السعودي حضور لافت، إذ شارك ممثل المركز الدكتور إبراهيم النحاس في الجلسة الأولى بورقة بحثية تناولت الموقف السعودي من القضية السورية؛ موضحاً “أن على سورية الالتزام باتفاقية جنيف، والمواثيق الدولية، ودعم جهود الأمم المتحدة”.
وردّ النحاس على الجانب الإيراني الذي كان يمثله محمد رضا رؤوف شيباني السفير السابق لإيران في سورية ولبنان، قائلاً: “على إيران أن تقوم بتصفية حساباتها السياسية خارج الدول العربية، وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لها”.
وقد أشاد الجانب الصيني والمشاركون بالحضور المتميز للمملكة العربية السعودية في هذا الندوة.
وأعرب الصينيون المنظمون والمشاركون عن تطلعهم إلى أن يكون للمملكة حضوراً أكبر في الفعاليات الصينية، ورغبتهم في إقامة ملتقيات مشتركة تعزز علاقات البلدين، وتكثيف الوجود السعودي في الفعاليات الصينية التي تتناول قضايا ذات اهتمام مشترك.
0 تعليق