نظم مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخراً، ورشة عمل حول (مستقبل الدولة السورية على المدى القريب) احتوت على ندوتين عقدها على مدى يومين متتاليين، وذلك بقاعة الاجتماعات في مقر المركز.
وشارك في الجلسة الأولى التي انعقدت في 10 ذو القعدة 1439هـ الموافق 23 يوليو 2018م، من الولايات المتحدة مدير منتدى فكرة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الدكتور ديفيد بولوك، ومن الصين الشعبية السفير الدبلوماسي بوزارة الخارجية الصينية السيد شيه شياو يان، ومن روسيا الاتحادية الدكتور أندريه كوروتاييف رئيس معهد إدارة المخاطر بجامعة البحوث الوطنية، كبير الباحثين بمعهد الدراسات الشرقية، وأدار الجلسة الدكتور إبراهيم النحاس عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
وتناول المتحدثون أشكال القوى الراهنة على الأراضي السورية، وتوزعها بين النظام وحلفائه من الروس والإيرانيين، وبين الولايات المتحدة، وتركيا، وتوقعاتهم في التحولات التي يمكن أن تجري خلال الفترة المقبلة في مناطق النفوذ من جهة، وعلى طاولات اللاعبين الدوليين من جهة أخرى.
وأتفق المشاركون جميعهم في التخوف من مستقبل التقسيم الذي يبرز كأقرب وأخطر السيناريوهات على الأراضي السورية. متأملين في توصل الأطراف الكبرى لحلول مشتركة، والعمل وفق نوايا تحفظ للشعب السوري كرامته وعودته مع الحفاظ على دولته ومكوناتها.
وشارك في الندوة الثانية التي انعقدت في 11 ذو القعدة 1439هـ الموافق 24 يوليو 2018م ، من دولة مصر العربية الأستاذ الدكتور محمد مصطفى كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومن سوريا الدكتورة مرح البقاعي، أكاديمية وناشطة، كبيرة الباحثين في شؤون الشرق الأوسط بمركز الاستشارات الدولية، ومن المملكة العربية السعودية الدكتور عائض آل ربيع، باحث في الشؤون الإيرانية رئيس وحدة وسط آسيا بمركز البحوث والتواصل المعرفي، وأدار الجلسة الدكتور صالح الخثلان عضو مجلس الشورى، وأستاذ العلوم السياسية.
وبينوا خلال الجلسة أهم الأدوار العربية في القضية الروسية، ومدى التقاطعات والاختلافات فيما بينها، خصوصاً دور المملكة العربية السعودية، ودور مصر، كما تناولوا الدور الإيراني السام في المنطقة، وفي سوريا على وجه الخصوص التي يعتبرها النظام الإيراني مصيرية، مما جعلهم يتطورون في التدخل حتى أصبح بشكل مباشر داخل الأراضي، من خلال الحرس الثوري، والذراع المليشاوي للنظام “حزب الله”.
واستعرض الباحثون قضايا اللاجئين السوريين، والتهجير القسري، وانهيار العملة، وصعوبة الحياة للشعب السوري في الداخل، بالإضافة إلى الاعتقالات التي يواصلها النظام وحلفائه في المناطق السورية.
وانتهت ورشة العمل إلى عدد من التوصيات التي صاغها المتحدثون ورؤساء الجلسات، في كل من الندوتين وجاءت على النحو الآتي:
• خطورة إيران على مستقبل الدولة السورية خاصة، ومستقبل المنطقة بشكل عام.
• خطورة التنظيمات الإرهابية على مستقبل دول المنطقة والعالم عموماً مع ضرورة تكثيف الجهود التعاون بين الدول خشية من إمكانية عودة وإعادة تشكيل تلك التنظيمات بأوجه أخرى جديدة.
• أهمية التعاون والتنسيق بين الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية في حل القضايا العربية ومنها القضية السورية.
• التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية والحفاظ على مؤسساتها وما تبقى من بناها التحتية.
• إدراك أهمية مسألة إعادة الإعمار في سورية وضرورة التنسيق الدولي في هذا المجال مع ضرورة استبعاد إيران من هذا المجال.
0 تعليق