صدر عن مركز البحوث والتواصل المعرفي مؤخرًا كتاب ” الحِجاج في الخطاب السِّياسي السُّعودي: مــقـــاربــة تداوليَّة” للدكتورة رفعة بنت موافق الدوسري، التي أوضحت في مقدمته أنه “يستشرف ملامح الخطاب السِّياسي السُّعودي، ثمَّ يلج إلى أعماقه، اعتمادًا على ما تمدُّنا به النَّظريات الحِجاجيَّة الحديثة، بدءًا من البلاغة الجديدة والحِجاج اللغوي، إلى الظَّواهر الحِجاجيَّة الأسلوبيَّة ومظاهر الحِجاج، انطلاقًا من إستراتيجيَّات المخاطِب، التي تنتقي أساليب الحِجاج وتنظِّمها، ولاسيَّما في معارض الأزمات”.
ويهدف الكتاب إلى “دراسة البنية اللسانيَّة للخطاب، بالنَّظر في أجزائه الصغرى، بدءًا من إستراتيجيَّة التشكُّل الظَّاهرية السَّطحيَّة، إلى فعل التحوُّل السِّياقي العميق؛ فالكشف عن أنساقه اللغويَّة وأنظمته التَّواصليَّة، ووسائله البنائيَّة، مع السَّعي إلى ربط كلِّ تلك الأجزاء بميثاق القصديَّة التي لا تنفك عن الحقل السِّياسي”.
توزَّع الكتاب وهو بحث علمي إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة. تكشف المقدمة عن: أهمية الموضوع وأسباب اختياره وأهدافه ومنهجه، ويهتم التَّمهيد بعرض مفهوم الحِجاج، ومفهوم الخطاب السِّياسي، ويستعرض الأطر المنهجيَّة للنظريَّة الحِجاجيَّة المنتخبة لقراءة المدوَّنة.
وتضمَّن الفصل الأول بناء الخطاب، بالنَّظر إلى صيغ التَّخاطب وكيفياته، وكفاءة المخاطبين، والمنجز الوظيفي للخطاب. وقد قُسِّم هذا الفصل إلى مبحثين، يكشف المبحث الأول عن العلامات الدَّالَّة على المخاطِب، والعلامات الدَّالَّة على المخاطَب، والوظائف التَّداوليَّة للخطاب السِّياسي، بعد النَّظر في الكفاءة التَّداوليَّة للخطاب.
وفي المبحث الثاني تتبع لملامح البنية المنطقيَّة للخطاب السِّياسي، بالنَّظر إلى أشكال البنى التركيبيَّة في علاقتها بالبنية الإجماليَّة للخطاب.
وسلط الفصل الثاني الضوء على الحجج الصِّناعيَّة التي اعتمدها السَّاسة السُّعوديون في خطبهم السِّياسيَّة، وقد قُسِّم هذا الفصل مبحثين، تناول المقدِّمات الحِجاجيَّة، والثاني أنَّواع الحجج.
وسعى الفصل الثالث إلى إثبات أنَّ الحِجاج لا يقوم فقط على الاستدلال والبرهان، والعمليات المنطقيَّة والفلسفيَّة، بل يتجاوز كلَّ هذا إلى البنى الصغرى في الكلام. ويضمَّن هذا الفصل ثلاثة مباحث، يضمُّ المبحث الأول: شرحًا لنمط التَّعاطي الناجع مع اللغة والتَّأويل في الحقل السِّياسي، ويضم المبحث الثاني: العوامل والرَّوابط بوصفها أدواتِ حِجاج، ويكشف المبحث الثالث: عن الأنساق السُّلَّميَّة الحِجاجيَّة ومظاهرها، وآليات اشتغالها في الخطاب السِّياسي السُّعودي. وفي الفصل الرابع استقراء لملامح السَّاسة ومواقعهم ونزعاتهم ومقاصدهم الضمنيَّة، عبر النَّظر في أعلى مستويات المنجز السِّياسي، الذي يمثله “الأسلوب”، وجاء هذا الفصل في مبحثين: الأول عن العُدول ووظائفه الحِجاجيَّة، والثاني عن حِجاجيَّة الخصائص التَّوجيهيَّة والتَّكوينيَّة.
0 تعليق