الرياض 24 صفر 1444 هـ الموافق 20 سبتمبر 2022 م واس أقام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بحضور معالي المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط السفير تشاي جون، ومعالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل إبراهيم الذوادي، ومعالي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي الدكتور مغير خميس الخييلي، ورئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية الدكتور لي يانسونغ. ورأس سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية لي تشن، الجلسة الأولى التي سلط فيها أكثر من 20 خبيراً من المملكة العربية السعودية والصين ومصر والإمارات وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية. وتبادل المشاركون الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية، وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذه الندوة، حيث أدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد، الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة. وتبادل الخبراء والعلماء في المنتدى، وجهات النظر حول محورين رئيسين، هما: “تعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات الإنمائية والعمل سوياً على دفع مبادرة التنمية العالمية”، و”الالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار وتحقيق تنمية قوية وخضراء وسليمة”. وقد أعرب الخبراء المشاركون في المنتدى، عن تقديرهم لمبادرة التنمية العالمية، وأكدوا أنها ستساعد على عودة قضايا التنمية إلى جدول الأعمال الأساسي الدولي، كما أنها تتماشى مع التطلع المشترك وجهود الصين والدول العربية إلى تحقيق السلام وتعزيز التنمية والتعاون. وحض المشاركون الجانبين الصيني والعربي على مواصلة بلورة التوافق وتوحيد الجهود من أجل دفع التنمية الصينية والعربية، وتشغيل المزايا التكميلية، وتعزيز التعاون العملي في الابتكار التكنولوجي، والأمن الغذائي، ومكافحة التصحر، وتحلية مياه البحر، وتغير المناخ، وأبحاث اللقاحات وتطويرها، والاقتصاد الرقمي، والحد من الفقر ومجالات أخرى؛ مشيرين إلى أن ذلك من شأنه أن يوفر دعماً فكرياً لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية في المنطقة العربية، وأن يسهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد. واستعرض معالي السفير تشاي جون، في كلمته مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مؤكداً أنه يجب على الجانبين الصيني والعربي التآزر على شأن التنمية وتعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات، والتمسك بالمنافع المتبادلة والكسب المشترك، وتعميق التعاون العملي، والالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار، وزراعة محركات التنمية الجديدة، ودفع التنمية الخضراء معًا، واستكشاف مسارات التنمية المستدامة، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية بإجراءات عملية، والعمل معًا لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد. من جهته شدد معالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل الذاودي، على أن الأمانة العامة للجامعة تقدّر المساعي الصينية إلى الإسهام في جهود التنمية من خلال مبادرة التنمية العالمية، للدفع بالتعاون في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وحشد الجهد، ومواجهة التحديات التنموية بشكل مشترك. بدوره أوضح معالي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي الدكتور مغير الخييلي، أن موضوع الإصلاح والتنمية من المرتكزات المهمة التي يتوجب على الجميع العمل عليها للارتقاء بالمجتمعات والأفراد بما يسهم في سماع صوت المجتمع، لدعم الاستقرار والحفاظ على التنمية المستدامة في المجالات كافة، كتعزيز الابتكار والتطوير ورفع الكفاءات والمهارات. وقال السفير لشؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشن: لمسنا التجاوب الإيجابي والدعم الكبير من الدول العربية لمبادرة التنمية العالمية التي تدفع إلى إعادة قضية التنمية إلى محور الأجندة الدولية، وتتماشى إلى حد كبير مع حاجات الصين والدول العربية الملحة للتنمية والسلام. وأفاد رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور لي يانسونغ، أن مبادرة التنمية العالمية تتطابق مع تطلعات شعوب العالم الهادفة إلى تحقيق السلام والتنمية والطاقة الإيجابية في العالم المتغير والمضطرب. وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد صالح المنيعي، أن “مبادرة التنمية العالمية” تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن المبادرة طرحت “خريطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك “مسرّعاً” لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وقال: تعمل في الوقت الحالي المملكة بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والمملكة بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما. // انتهى //
الرياض 9 أكتوبر 2022 (شينخوا) اختتمت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 والتى امتدت على مدى عشرة أيام، من 29 سبتمبر الماضي إلى 8 أكتوبر الجاري، تحت شعار “فصول الثقافة” بواجهة الرياض، بمشاركة 1200 دار نشر مثَّلت 32 دولةً، وحلَّت جمهورية تونس ضيف شرف بالمعرِض.
وكرَّمت هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، دور النشر الفائزة بجوائز معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022، التي بلغ مجموعها 300 ألف ريال سعودي (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 3.75 ريال)؛ بهدف تحفيز الابتكار في قطاع النشر، ومواكبة التقنيات الجديدة، للوصول إلى كل الشرائح المستهدفة بطرق مبتكرة، وذات طابع مستديم، وذلك بمقر المعرض في واجهة الرياض، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية ((واس)).
وتناصفت الجوائز ست دور نشر سعودية، بواقع 50 ألف ريال لكل دار، وهي على النحو الآتي: جائزة التميز في النشر لدار “تشكيل”، وجائزة التميز في النشر للأطفال لدار “أصالة”، وجائزة النشر المتميز في الترجمة لمكتبة جرير، إضافة إلى جائزة التميز في النشر الرقمي للمنصات الرقمية لدار “مدارك”، وجائزة التميز في النشر للمحتوى السعودي لدار “ملهمون”، وجائزة اختيار القراء لدار “جدل”.
وقال رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية الدكتور محمد حسن علوان إن تونس الخضراء هي ضيفة شرف المعرض لهذا العام، واستضاف مسرحها داخل باحة المعرض العديد من الندوات والمسرحيات العربية، وجاء اختيار تونس لهذا العام لامتلاكها ثقافة عريقة وحضارة كبيرة ولكونها إضافة لأي معرض كتاب، فهي دولة تمتلك الكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين والذين شاركونا في عدد من الندوات والبرامج الثقافية.
وما يعتبر الجديد هذا العام هو مشاركة 68 دار نشر غير عربية لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب، ويعزى ذلك حسب مسؤولين عن المعرض لوجود الكثير من قراء غير العربية في مدينة الرياض، ما دعى المعرض لإتاحة فرصة الإطلاع والإستفادة لهم.
ولدى الدور المهتمة بالشأن الصيني أيضاً حضور واضح في معرض هذا العام، حيث ((دار انتركونتيننتال)) الصينية للنشر التي اتخذت جناحاً مناسباً في المعرض، وعرضت كافة إصداراتها العربية إلى جانب إصداراتها باللغتين الإنجليزية والصينية، وكذلك مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي الذي يهتم كثيراً بالترجمة بين اللغتين الصينية والعربية وقد عرض مجموعة من إنتاجه في هذا الجانب.
ويقول رئيس (الدار العربية للعلوم ناشرون) بسام شبارو لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها دار لبنانية تشارك في معرض الرياض منذ القدم ولديها اهتمام بارز في ترجمة ونشر المؤلف الصيني، مضيفا “نحن نسعد كثيراً بمشاركتنا في معرض الرياض الدولي للكتاب والتي تمتد لقرابة حوالي الثلاثين عاماً، موقعنا في المعرض يعد من أكبر المساحات وأهمها في المعرض ونعرض فيه أكثر من 2500 كتاب متنوع ونهتم بجميع الثقافات مثل الصينية والروسية والإنجليزية وغيرها ولدينا تعاونا وثيقا مع الجانب الصيني في نشر المؤلفات الصينية وترجمتها”.
من جانبه، قال أحمد، وهو شاب سعودي قدم من إحدى المدن الصغيرة من خارج الرياض لحضور المعرض، إن معرض الرياض هو أهم فرصة لديه للإطلاع على أحدث الإصدارات والمؤلفات عند دور النشر العربية، ولا أفوت زيارته سنوياً فهو بمثابة احتفالية ثقافية خاصة أستمتع بها كثيراً، فأنا أعتبر من عشاق القراءة والإطلاع، واجتماع كل هذه الأعداد من الدور في مكان واحد هو أعظم هدية قد يحصل عليها محبي القراءة”.
ويقول عبداللطيف الذي ينوي نشر كتابه الأول قريباً “أتمنى أن أحظى بفرصة نشر كتابي في معرض الرياض العام القادم، فأنا أغبط الذين يحصلون على مثل هذه الفرصة، فبعد سنوات من حضوري المتكرر لمعرض الرياض تأكدت أنه المكان الأنسب لانطلاقة أي كاتب يرغب في سلوك طريق التأليف والكتابة”.
أما برهان أحمد المقيم في الرياض فلم يفوّت معرض الكتاب في الرياض طوال الأعوام الماضية، ويقول إن المعرض أصبح يغنيه عن حضور المعارض في الدول المجاورة وكذلك عن التردد على المكتبات في المدينة بعد أن يأخذ ما يحتاج إليه من كتب وتكفيه طوال العام.
ونظمت أمس (السبت) ندوة بعنوان “هل يجب أن تكون متذوقًا للأدب كي تتقن الترجمة الأدبية ” ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022 في ختام فعالياته بواجهة الرياض، وشارك فيها الدكتور عيسى مخلوف وبندر الحربي ويارا المصري وحاورهم الدكتور شريف بقنه، حسبما ذكرت ((واس)).
وأوضح مخلوف أن هناك نسبة كبيرة من الترجمة للأسف شوهت قسمًا مهمًا من الأعمال الأدبية التي كتبت في الثقافات الأخرى والسبب عدم الإلمام بالثقافة المحلية واللغة العربية، مشيرًا إلى أنه لايمكن أن يترجم المترجم الأدبي دون أن يعرف لغتين، اللغة التي كتب بها النص الأصلي والتي ينقل إليها، مؤكداً أن الذي يريد أن يترجم رواية حتى لو لم يكن روائيًا على الأقل أن يكون ملمًا باللغتين وعالمًا وعارفًا بما يجري في المشهد الروائي في العالم العربي والأجنبي.
من جانبه، بين الحربي أن لكل لغة منظور فريد في رؤيتها إلى العالم ولكل لغة طبقات ومعاني مختلفة، وأن الترجمة الأدبية تتكلم عن ثلاثة أشياء (فكرة ونص ومشاعر)، كما أوضح أن هناك العديد من المقولات قيلت في أزمنة مختلفة من علماء مختلفين ويعتقد أن الرأيين صحيحين.
يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب يقام بشكل سنوي في مدينة الرياض، حيث يُعد منصة للشركات والمؤسسات والأفراد العاملين والمهتمين بقطاعات الأدب والنشر والترجمة؛ لعرض مؤلفاتهم وخدماتهم، إضافةً إلى دوره الأساسي في تعزيز وتنمية شغف القراءة في المجتمع، وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والأدبي والفني، وذلك من خلال تحفيز الأفراد على زيارة معرض الكتاب للاطلاع واقتناء المصنفات الثقافية والأدبية والتعليمية، وحضور المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والفنية والمبادرات المصاحبة للمعرض، حسبما ذكر الموقع الرسمي للمعرض على الانترنت.
ويشكل المعرض حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي، بوصفه أحد أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، ومن حيث مشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية.
وبعد تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن الهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة السعودية، انتقلت لها مسؤولية تنظيم وإشراف المعرض، حيث تعمل على تعزيز مكتسبات ومكانة معرض الرياض الدولي للكتاب في خارطة معارض الكتب الإقليمية والدولية، وإضافة التطوير اللازم لمواكبة رؤية المملكة 2030 المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة. /نهاية الخبر/
عقد مركز البحوث والتواصل المعرفي حلقة نقاش حول العلاقات السعودية الباكستانية في يوم الثلاثاء 29 ربيع الأول 1444هـ (25 أكتوبر 2022م)، حيث استضاف السيناتور الباكستانية سحر كمران، التي رحب بها المدير التنفيذي الأستاذ عبدالله الكويليت؛ مشيرًا إلى مشاركاتها القيمة في تناول تلك العلاقات عبر المنابر والمنصات الإعلامية، ومن خلال جهودها البحثية واهتمامها الكبير بالشأن السعودي، وبما يحقق تطور علاقات بلدها مع المملكة العربية السعودية.
شارك في النقاش عدد من الباحثين في المركز، وهم: د. عبدالله بن عبدالمحسن الفرج، والأستاذ محمد بن عودة المحيميد، ود.عائض بن محمد آل ربيع، ود. أمين سليمان سيدو، ود. حسين حسن حسين، والأستاذ فهد بن صالح المنيعي.
افتتح الحديث الأستاذ عبدالله الكويليت مؤكدًا أهمية تحديد جوانب القوة والضعف في علاقات البلدين، من أجل ترسيخ ودعم الجوانب الإيجابية، ومعالجة مواطن الضعف؛ لتصبح تلك العلاقات في مستوى طموحات الشعبين الشقيقين.
بدأت السيناتور سحر كمران حديثها بتأكيد أن العلاقات بين باكستان والمملكة العربية السعودية تاريخية ومهمة، لا للبلدين فحسب، وإنما للعالم الإسلامي بأسره.
وقالت: “لقد كان لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لباكستان في عام 2019م أثر طيب في نفوس الباكستانيين، الذين ينظرون إلى المملكة بوصفها مهبط الوحي، وخادمة الحرمين الشريفين، حيث يقصدها الزوار والمعتمرون والحجاج، فيجدون ما توليه للأماكن المقدسة، ولهم من رعاية واهتمام عظيمين”.
وأوضحت أن التعاون بين البلدين يشمل المجال الاقتصادي والثقافي والعسكري، وتدعم المملكة باكستان، وتقف إلى جوارها في المحافل الدولية، ولها أيادٍ بيضاء في الأزمات والكوارث الطبيعية، إلى جانب الدعم الاقتصادي المباشر.
ونوهت كمران بأن باكستان تقف إلى جوار المملكة، وتدعم دورها في حماية أراضيها، وحماية المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان لباكستان ولا يزال دور في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب.
ووضعت المتحدثة عددًا من المحاور المهمة لتفعيل علاقات باكستان والمملكة في المستقبل في إطار السعي إلى تسرية معرفة أعمق بين فئات المجتمع في البلدين بحقائق الأوضاع فيهما، بعيدًا من التنميط السائد، مع الاهتمام بالشباب، الذين يمتلكون أدوات العصر، ولديهم حب الاستطلاع، والتطلع لعلاقات مختلفة عن ذي قبل، خصوصًا أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولاً واسعًا في مختلف مناحي الحياة.
وتداخل الباحثون حول النقاط التي أثارتها السيناتور سحر كمران، وأمنوا على أهمية تلمس سبل دعم علاقات البلدين بما يناسب العصر، وتوظيف وسائل التواصل الحديثة، وتبني تبادل البرامج الثقافية والتعريفية المبتكرة بعيدًا من الأطر التقليدية.
استضاف مركز البحوث والتواصل المعرفي اليوم الاثنين 21 ربيع الأول 1444هـ (17 أكتوبر 2022م) فخامة رئيس ألبانيا الأسبق البروفيسور رجب ميداني في محاضرة بعنوان “الأمن البشري مقابل الأمن القومي” في إطار ندوة “قضايا الأمن والتعايش.. البلقان نموذجًا”.
شارك في الندوة رئيس الجامعة الكندية للتكنولوجيا البروفيسور سوكول آبازي بمحاضرة عنوانها ” المياه ووضع الشعوب في المرحلة القادمة”، بينما كان عنوان محاضرة مدير معهد التربية والتراث والسياحة البروفيسور رامز زكاي “التعدد الديني والثقافي في بلاد البلقان ودوره في الأمن الوطني لدول أوربا الشرقية”.
تناول البروفيسور رجب ميداني مفهوم “تحدي الموازنة بين أمن الدولة وأمن الإنسان”، فقال: “منذ نهاية الحرب الباردة، نشبت النزاعات المسلحة داخل الدول أكثر منها فيما بينها.
الأمن القومي هو مجموعة من آليات الدفاع تهدف إلى حماية الدولة، بوصفها كيانًا ذا سيادة. وهي تشمل الحماية من الهجمات والتهديدات التي تنشأ من خارج حدودها الوطنية، ولكنها تشمل أيضًا الحماية من أي أعمال قد تهدد نظام الدولة من الداخل. هذه الهجمات، في معظمها، هي في شكل عسكري، وبالتالي فإن القوة العسكرية الدائمة ضرورية.
يظل الأمن القومي مهمًا، ولكن في عالم تندر فيه الحرب بين الدول، أصبح مفهوم الأمن البشري مهمًا أيضًا.
على عكس المفاهيم التقليدية للأمن التي تركز في الدفاع عن الحدود من التهديدات العسكرية الخارجية، فإنَّ الأمن البشري يهتم بأمن الأفراد”.
وطرح ميداني “ثلاثة أسئلة بسيطة: 1- ماذا يفعل التحديث العسكري الباهظ الثمن بالنسبة إلى الأمن البشري المواطن؟
2-. ما التكلفة التي يجب أن يتحملها المواطن – من ناحية السلامة الشخصية والنفقات – لتنفيذ الأمن الخارجي؟
3. أليس الأمن البشري للمواطن الفرد أكبر عندما يكون التركيز في الأمن الداخلي، وليس الأمن الخارجي؟”.
وتطرق ميداني لرؤية الإسلام للأمن البشري، فقال: “يولي الإسلام اهتمامًا كبيرًا للأمن البشري: فلا يمكن تحقيق النمو والازدهار في المجالات المادية والروحية من دون الأمن البشري.
يعدُّ الإسلام الأمن محصنا من أي تهديد؛ لأنه وفقًا للنصوص الدينية، وبخاصة الآيات القرآنية، يستنتج أن الأمن من أعظم نعمة الله، ويتقدم على الحاجات البشرية الأخرى من ناحية البعد الإنساني.
ومن وجهة النظر الإسلامية، الأمن البشري هو البنية التحتية لحياة الفرد والمجتمع وشرط مسبق لأي تنمية، لا سيما في مكافحة الفقر، ودعم حقوق الملكية للناس، وإقامة العدل وتجنب التمييز”.
وأشار ميداني إلى الأمن السيبراني، والحدود الأخلاقية التي يبنغي أن تحكم الإعلام الرقمي، وطرائق مكافحة جرائم المعلومات، منوهًا بالثنائية بين الحرية والأمن، والاستقلالية والتبعية، وكيف يمكن المزاوجة بينها.
وتناول البروفيسور سوكول آبازي قضية المياه في البلقان، مشيرًا إلى التعاون المائي بشأن نهر الدانوب، وأنه ظلًّ أساسًا لتعزيز العلاقات بين الدول في أعقاب الحرب التي دارت رحاها في تسعينيات القرن الماضي، وأوضح أن “دول البلقان أجرت مفاوضات لإبرام اتفاقية لإنشاء منظمة تُعنى بإدارة حوض نهر الدانوب، جمعت هذه الدول، ثم امتد التعاون إلى التجارة والقضايا الخاصة بإزالة مخلفات الحرب وغيرها”.
وأكد آبازي أهمية استمرار التعاون بما يحول دون حدوث خلافات تلقي بظلالها على أوضاع المنطقة، وتنذر بعدم استقرارها، ونشوب نزاعات تؤثر سلبًا في الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح البروفيسور رامز زكاي أن “الحديث عن التعددية الدينية الثقافية في البلقان يتطلّب تحليلاً للتطورات التاريخية والاجتماعية السابقة للشعوب والثقافات في قارة أوربا”، وقال: “إنَّ المشهد الديني في أوروبا محور المناقشات حول دور الدين في المجتمع المعاصر. يتعلّق أحد الأسباب بحقيقة أن التطورات الأوروبية، بما في ذلك التطورات الدينية، كان لها تاريخياً تأثير قوي في بقية العالم. ويصبح هذا التأثير أكثر وضوحًا اليوم في العصر الحديث، عندما اتخذت العمليات المعرفية بين الثقافات أبعادًا جديدة، وتطورت بسرعة كبيرة للوصول إلى كل ركن من أركان العالم في بضع دقائق”.
وأضاف زكاي: “بدأت عملية التواصل بين المعتقدات والثقافات داخل القارة الأوربية في وقت مبكر جدًا، وهذا يتضح من الكتب والمصادر التاريخية اليهودية والمسيحية والإسلامية، لكنها اتخذت أبعادًا جديدة في القرن العشرين، حيث تم تصدير النموذج الغربي للحياة تدريجيّاً إلى دول البلقان، وقد كانت تحت الحكم العثماني لعدة قرون، ومن ثم تحت حكم الشيوعي، بما في ذلك نموذج الدولة القومية، وهيكل الاقتصاد الرأسمالي، والعلوم والتكنولوجيا. وهكذا أصبحت الثقافة الغربية عنصرًا مؤثرًا في التحولات اللاحقة التي ستجد بصماتها ليس فقط في دول البلقان، بل في مجتمعات كثيرة غير الأوروبية في العالم”.
وانتهى الباحث إلى الآتي: “أولاً: الثقافة والدين ليسا ملكًا لتجمع قومي أو قاري، ولكن أيضًا ما يحدث في البلقان يمكن أن يكون له تأثير فوري في أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا، وفي أي مكان في العالم. ثانيًا: التواصل وتبادل الخبرات الثقافية بين الشعوب والحوار والاحترام والتسامح فيما بينها هو أفضل ضمان للأمن القومي المستدام للجميع”.
أطلق مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي ودار إنتركونتننتال للنشر الصينية، إصدار عدد من الكتب المشترَكة بينهما، على هامش الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م، بحضور مجموعة من الدبلوماسيين والأكاديميين والمؤلفين.
وقال رئيس المركز يحيى محمود بن جنيد: خطوات التعاون بين المركز ودور النشر والجامعات الصينية اختصرت الكثير، وتوسع فيما يتعلّق بمشروع النشر والترجمة، موضحًا اهتمام المركز بالعلاقات العلميّة والثقافيّة مع المؤسسات والمراكز ذات الصلة في الصين.
وأكد أهمية النشر المشترك، الذي أثمر ترجمة عدد من المؤلفات الصينية إلى اللغة العربية، سواء بالتعاون مع دار إنتركونتننتال أم غيرها من دور النشر الصينية، إلى جانب ترجمة مؤلفات سعودية إلى اللغة الصينية، لتحقيق تواصل إيجابي بين البلدين، اللذين تعدُّ علاقاتهما تاريخية، وممتدة الجذور.
وأشاد بتجربة التعاون مع دار “إنتركونتننتال” لما لديها من خبرة وباع طويلين في الترجمة والنشر، واهتمامها بالشأن السعودي، وحرصها على تعميق العلاقات مع المؤسسات الثقافية والبحثية السعودية.
من جانبها، قالت ممثلة دار إنتركونتننتال يانغ: العلاقات الودية بين المملكة والصين عميقة الجذور، وفي ظل رؤية المملكة 2030، ومبادرة “الحزام والطريق” الصينية في مجال تحقيق التعاون والتبادل المثمر بين المملكة والصين.
ونوّهت بالعمل في مجال إنتاج ونشر الكتب والأعمال السمعية والبصرية والمنتجات الثقافية، وتعزيز فهم الصين للعالم، وتجسير العلاقات مع الدول الصديقة من خلال النشر المشترك.
وبيّنت أن “إنتركونتننتال”، نشرت ما يزيد على 100 كتاب بالعربية، شملت مجالات السياسة والاقتصاد والأدب والتعليم وغيرها، مضيفة أن إطلاق “مشروع الترجمة المتبادلة الصيني – السعودي” مع دار نشر جامعة بكين للمعلمين، ومركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، في تنفيذ المشروع بشكل مشترك، من خلال المترجم من الصينية إلى العربية والعكس شهد إقبالاً كبيرًا، مما أسهم في تحقيق التقارب بين الشعبين.
وأضافت: مشروع النشر المشترك صدر عنه ما يزيد على عشرة كتب في المملكة والصين، منها كتب سعودية مترجمة إلى الصينية، ومنها: “حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية، و”10 سيناريوهات لتطوّر العلاقة بين السعودية والصين، و”العصفورية”، والمجموعة القصصية “أن تبحر نحو الأبعاد”، ورواية “غفوة ذات ظهيرة”، ورواية “مدن تأكل العشب”، إضافةً إلى كتب صينية تُرجمت إلى العربية، منها: “جغرافية الصين”، و”الأدب الصيني”، وكتاب “ما هوا تينغ وإمبراطورية تينسنت”.