العلاقة بين السعودية وجمهورية الهند

30 أغسطس، 2023 | بحوث محكمة

العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند

العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند قديمة، وتعود جذورها إلى مئات السنين، وهذا العمر الطويل من الاتصالات بين البلدين أدى إلى تشكُّل روابط اقتصادية واجتماعية وثقافية متعددة، فسكان المملكة والهند كانت بينهم اتصالات مكثفة بحكم الجغرافيا، وتجارة قوية يعود تاريخها إلى عدة قرون، وخصوصاً مع المناطق التي تطل على الخليج العربي.
كما أنَّ شبه القارة الهندية، قبل اكتشاف النفط، كانت الجهة التي يذهب اليها سكان الخليج بحثاً عن عمل، وأدى اكتشاف النفط في المملكة إلى (ميتامورفوز) في تلك العلاقات؛ فبدلاً من سفر سكان المملكة، فيما مضى، إلى الهند من أجل كسب الرزق، أصبح سكان الهند هم الذين يأتون إلى المملكة من أجل ذلك. ولذلك وصل عدد الهنود المقيمين في المملكة إلى أكثر من مليون هندي، كما يزور المملكة لأداء فريضة الحج أكثر من 170 ألف مسلم هندي، هذا عدا عن الذين يأتون إليها خلال العام لأداء العمرة.
وهذه العلاقة بين البلدين وجدت لها صدى في رسائل البانديت جواهر لال نهرو Pandit Jawaharlal Nehru التي أرسلها من السجن إلى ابنته أنديرا غاندي، إذ أشاد فيها بدور المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، في توحيد البلاد وتأسيس المملكة العربية السعودية، وأثنى على الحكمة التي يتمتع بها.
وعلى الرغم من قدم العلاقة بين المملكة والهند، إلا أنها بدأت تتطور بشكل مطّرد بعد انتهاء الحرب الباردة التي كانت المملكة والهند تقفان فيها ضمن قطبين مختلفين. ولذلك، فإنَّ هذا البحث سوف يهتم بالتقدّم الذي أحرزته الهند، وإمكانية استفادة المملكة من تلك الإنجازات، إذ تشير التوقعات إلى أنَّ اقتصاد الهند سوف يتطور في العقد القادم، ويصبح ناتجها المحلي الإجمالي الثالث، عالميًّا، من ناحية الحجم.

اقرأ الكتاب