تزايد الاهتمام بمراكز البحوث والدراسات عالميّاً بشكل واضح في العقود الأخيرة من القرن العشرين، وأصبحت تمثِّل أحد الدلائل المهمة على تطور الدولة وتقييمها للبحث العلمي واستشرافها آفاق المستقبل. وأضحت هذه المراكز، أو ما اصطلح على تسميتها بـــ (Think-Tanks) جزءاً لا يتجزّأ من المشهد السياسي والتنموي في عدد من البلدان المتقدمة، ومن أبرز سمات المجتمع المدني والسياسي في العالم الغربي. وارتقت تلك المراكز الحديثة إلى حدٍّ، أصبحت فيه أحد الفاعلين في رسم التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، وأحد المؤثِّرين فيها، وأحد المشاركين في وضع الحلول لها.
وتأتي هذه الدراسة لسبر أعماق مراكز البحوث والدراسات السعودية، إذ يتجاوز عددها المئة مركز بحثي، ويعمل غالبيتها تحت مظلة الجامعات والتعليم، فيما يتبع جزءٌ آخر الأجهزة الحكومية، وينطوي عمل مجموعة منها تحت إشراف القطاع الخاص، كما تحاول استجلاء أدوارها، ومعوقات عملها، إضافةً إلى دورها في تحقيق رؤية 2030.