يحظى الكتاب بأهمية كبيرة من قبل الباحثين والمثقفين المهتمين بقضايا الشرق الأوسط، لأسباب، منها: أنَّ تلك هي المرة الأولى التي يُترْجَمُ فيها إلى العربية مؤلَّفٌ من مؤلفات غلازييف، والثاني: قرب مؤلِّفه من أصحاب اتخاذ القرار الروسي، والثالث: بوصفه واحدًا ممَّن يمكن أن يطلق عليهم المحافظون الروس الجدد. هؤلاء المحافظون الذين تجمعهم عدة منتديات منها نادي «إزبورسك» الروسي الذي يحاضر فيه غلازييف. وهم يتناقضون مع الليبراليين الروس الذين كانت لهم صولة وجولة خلال العقد الأول في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ولذا فليس مستغربًا أن يكون مؤلف هذا الكتاب ضمن القائمة الأمريكية للشخصيات المقربة من الرئيس الروسي التي شملتها العقوبات الأمريكية.
ولذلك فإن الأسئلة المهمة التي من أجلها وضع هذا الكتاب هي: ماذا يجب على روسيا ونخبتها عمله من أجل ألا تخرج من مصاف الدول العظمى وتتحول إلى محمية لدى «شركائها» في الحوار الدولي؟ وهل يمكن تجنب حرب عالمية جديدة؟ كيف يمكن إعادة الاستقلال المالي-الاقتصادي لروسيا؟ ما الخيارات والمستقبل الذي يمكن أن ينتظر روسيا في المستقبل القريب؟