إن اختيار موضوع “الاشتقاق في اللغة الجبالية موازنة باللغة العربية الفصيحة” اختيار شائك منذ البداية؛ لكون هذه اللغة لغة منطوقة، لم تدوّن بعد. وخوض غمار البحث في هذا الموضوع يستدعي اهتماماً مؤسساتياً وأكاديمياً رفيع المستوى، وهذا يا للأسف ما لم يتوافر حتى الآن بالنسبة إلى الدراسات التي تتناول اللغات العربية الجنوبية الحية (المهرية، الجبالية، السقطرية). ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة، مع أنها تبقى في إطار الجهود الفردية، إلا أن الباحث – بوصفه أحد المتحدثين بهذه اللغة في مجتمع يتقنها ويتحدثها يوميًا- يرجو وضع لبنة في الطريق، لتكون مبادرة قد تجد من يلتقطها من المؤسسات العلمية والباحثين؛ حفظاً لهذه اللغة من الضياع والاندثار، بوصفها لغة شفاهية، إضافةً إلى أنها ليست اللغة الرسمية في الإقليم.