تعدُّ مجلة الأندلس لسان حال المستشرقين أو المستعربين الإسبان كما يحلو لهم أن يسمُّوا أنفسهم، وتشكل مدرسةً قائمةً بذاتها، تخرَّج منها عددٌ من الأسماء اللامعة، وتتضح من خلالها معالم الدِّراسات الاستشراقيَّة الإسبانيَّة الحديثة وتوجهاتها العامَّة، وتجمع بين دفتيها مواضيع متعددة، تدور في معظمها حول الأندلس الإسلاميَّة؛ ومع أنَّ غالبيَّة كتّابها من الإسبان، إلاَّ أنها فتحت أبوابها لباحثين آخرين، فحظيت بكتَّاب متنوعي الثقافات ومتعدِّدي الجنسيَّات واللغات، فإلى جانب الإسبانيَّة لغتها الرسميَّة، فقد سمحت لكتّابها باستخدام لغات أخرى كالفرنسيَّة والإنجليزيَّة.
ويتتبّع فهارس المجلة عدداً فعدداً، وترجمة عناوين المقالات والبحوث، ولم يكتفِ بالاطلاع على الفهرس فقط، إذ رجع إلى المقال لمعرفة مدى تطابق العنوان مع محتوى البحث نفسه، وفي حالة عدم التطابق، حاول أن يعطي القارئ فكرةً عن الموضوع أحياناً، وشرح العنوان في أحيانٍ أخر؛ كما حرص على أن تكون ترجمته دقيقة وحرفيَّة إلاَّ في حالات محدَّدة، اضطرَّ معها إلى جعل العنوان المترجم أقرب إلى فهم القارئ العربي وأكثر انسجاماً مع المقال، وذلك بتصرّف محدود مع قليل من العناوين التي استدعت ذلك.