يؤكد الباحث أن السنوات المقبلة ستشهد هجمة أمريكية ذات أبعاد ثلاثية يمثلها التحدي الصيني الجديد: التحدي الاقتصادي، والتحدي الأيديولوجي، والتحدي المؤسساتي والإستراتيجي، وهي محاور سوف تسعى أمريكا من خلالها إلى إيقاف الصعود الصيني داخل حدوده. وقد تشكل الرصاصة الأولى؛ أي: العقوبات الاقتصادية على الصين، أداةً فعالة في يد واشنطن في سبيل إبطاء تقدُّم بكين تكنولوجياً واقتصادياً، كما شكَّلت العقوبات الاقتصادية تاريخياً سلاحاً فعالاً في أكثر من معركة خاضتها واشنطن؛ من أجل إضعاف خصومها وإرغامهم على تقديم التنازلات المطلوبة. ويشير الكاتب إلى أنَّ أمريكا لا تعيش اليوم أفضل مراحلها الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية؛ ويُقدر حجم الدَّين العام الأمريكي بنحو 21 ترليون دولار، ومعه صعود “اليمين البديل” وقلة الانجذاب في العالم إلى الديمقراطية الغربية، وازدهار الصين دون حاجة إليها.
يتناول الكتاب مؤشرات عن نهاية سياسة “القطب الواحد”، والتراجع الملموس لقوة أمريكا وتأثيرها الحاسم في مناطق متفرقة من العالم، كالأزمة السورية، والأوكرانية، والجورجية، كما أنّ صعود الصين بشكل متسارع ومتعاظم يثير الدهشة في ظل التراجع الاقتصادي العالمي.