أصل هذا الكتاب دراسة هدفت إلى استكشاف واقع مراكز الفكر في المملكة العربية السعودية، والكشف عن الأدوار التي تقوم بها، وتحليل دورها الحالي في توجيه السياسة العامة، والكشف عن أبرز التحديات التي تواجهها؛ كما سعت إلى استشراف مستقبل هذه المراكز في ظل رؤية 2030 من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة.
وقد توصلت الدِّراسة إلى عدة نتائج، أبرزها: أن مراكز الفكر بوصفها صناعة لا تزال في طور التأسيس، مع تفاوت في وعي ممثلي المراكز بالهوية كمركز فكري، وأن أدوار مراكز الفكر تمثَّلت في مجالات قراءة الواقع، ورفع الوعي، وتثقيف الجمهور، وإتاحة رؤى متعددة تساعد على صنع القرار، وتقديم النقاشات والحوارات، وتقديم المشورة والحلول الاستراتيجية المبنية على الدِّراسات.
إنّ أهم التحدِّيات التي تواجه مراكز الفكر هي تحدّيات متعلقة بالموارد المالية، وتحقيق الاستدامة المالية، وتحديات متعلقة بالموارد البشرية، وتمثّلت في استقطاب الباحثين، وإيجاد كفاءات بحثية متخصصة، وتحدّيات متعلقة بالتنظيم تمثّلت في غياب الإطار التنظيمي.
وأوضحت الدِّراسة محدودية مساحة المشاركة في السياسات العامة، إذ إنها في أغلبها دعم لصانع القرار، وليست توجيهاً له.