الإستراتيجية الروسية والأهداف التي وُضعت لتحقيقها قد جاءت، إذا ما استخدمنا منطق المؤرخ البريطاني آرنولد توينبيArnold Toynbee ، بوصفها ردَّ فعلٍ على التحدي الذي فُرِض على روسيا، وكُتِب عليها أن تواجهه. فروسيا المعاصرة التي ترى نفسها، وتعدّها الأمم المتحدة وريثة الاتحاد السوفييتي، وقبله القياصرة، هي بلد خرج مهزومًا من الحرب الباردة، وجاءت هذه الهزيمة على يد الولايات المتحدة التي تعدّ نفسها البلد المنتصر في تلك الحرب، التي استمرت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفييتي.
ويرى الباحث أنّ الإستراتيجية الروسية لا بدّ لها أن تعكس هذا الواقع من جهة، والطموحات التي تتطلع إليها القيادة الروسية إلى تحقيقها في المستقبل من جهة أخرى.
وتتناول الدراسة موقف روسيا من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، وجهودها لاستعادة النفوذ بعد الغزو، وموقفها من التدخل الغربي في ليبيا عام 2011م، ومحاولتها العودة إلى ليبيا من جديد، والحرب السورية، وإرسال القوات الروسية إلى هناك، وتطور العلاقة بين المملكة وروسيا ومستقبل هذه العلاقات.