لقد شهد الأدب الصيني تطورات كبيرة، وتميَّزت كلُّ حقبة زمنية من حقب هذا الأدب بصفاتها وأنماطها الأدبية التي رسخت لها سمات وعلامات فارقة عن سواها، ولاسيَّما أدب الخيال النثري، الذي تندرج تحته الأساطير والملاحم القديمة، وقصص الحكمة والحكايات التاريخية، وهو أدب غنيٌّ بالخيال، ويربط بين العصور والأجيال ربطًا قويّاً، بحيث تبقى الوشائج وثيقةً بين الماضي والحاضر، على رغم القطيعة المعرفية المعاصرة التي تتمثل في النهضات والثورات الثقافية التي عاشتها الصين، من أجل التحوّل من النظام الإمبراطوري وا لاعتقادات القديمة إلى النظام الشيوعي ا لاشتراكي وفلسفات المادية الجدلية وما تناسل منها من اتجاهات وتيارات.
وبناءً على ذلك فإنَّ الخيال الأدبي الصيني مادة غنية وثرية، من حيث الكم والكيف، ومن حيث ا لامتداد الزمني، ومن حيث اتصاله العميق بالهوية والثقافة والتاريخ والمجتمع الصيني، وهو عمل يطلُّ بقارئه على الوجدان والذاكرة الصينية كليهما، وذلك ما جعله أهلاً للعناية وا لاهتمام.