يهدف كتاب «تحولات الخطاب السياسي الصيني تجاه الأمن الإقليمي الخليجي» – الذي أصدره مؤخرًا مركز البحوث والتواصل المعرفي للدكتورة رفعة موافق الدوسري – إلى سبر أغوار الطموحات الصِّينيَّة في منطقة الخليج العربي، عبر تحليل الخطاب السياسي الصِّيني تجاه أمن منطقة الخليج.
وتؤكد المؤلفة أن «المقاربة تقتضي استحضار الأنموذج الأمريكي للسياسة تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط ولاسيما ما يتعلَّق منها بمنطقة الخليج العربي، في المرحلة المنصرمة عقب ما يسمَّى بالربيع العربي، إلى مرحلة التحوُّل الحالية التي أسهمت في خلق نماذج جديدة موجَّهة لمنطقة الخليج العربي وساستها، بوصفه الأنموذج المهيمن لعقود، ومرحلة تتطلَّب من الإدارة الصِّينيَّة جهدًا لاقتحامها وتقويضها إن أمكن، وتقديم بديل يحظى بالثقة والقبول».
ووصفت د. رفعة الدوسري المرحلة اللاحقة لمراحل الصراع بمرحلة إعادة الضبط الاستراتيجي لموارد النزاع في المنطقة على جميع الأصعدة، بما فيها الصعيد الاقتصادي، ولا سيما في ظل التحديث المستمر لميزان القوى، الذي أثبتت وقائعه استحالة فصل مصير التنمية عن مصير القوى العظمى التي تقود النظام الدولي الحالي، الذي أثبتت وقائعه كذلك أنَّ كل تحديث في السياق نفسه «لا بدَّ أن يكون على طاولة الشرق الأوسط».
وبيَّن استثمار فرص النمو الاستراتيجي عالميَّاً تقدم الصين نفسها على أنَّها شريك استراتيجي لضمان صناعة مستقبل العالم ضمن أنموذج معروف ومحدَّث، استغلَّت عبره الصِّين سقطات الأنموذج السابق وإخفاقاته، وتراجع شعبيته وسخط أجزاء واسعة من العالم عليه، بعد أن ظلَّت السياسة الأمريكيَّة مسيطرة على المشهد العالمي لعقود.