لماذا أصبح رمضان سوقًا للفنّ الرديء؟
أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخرًا، تقريراً بعنوان ” لماذا أصبح رمضان سوق الفن الرديء؟”، تناول 13 مسلسلاً و7 برامج للمقالب عُرضت على الفضائيات العربيّة خلال شهر رمضان الماضي، ووجدت متابعة كبيرة، بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا، الذي تحوّل إلى جائحة حبست الأنفاس في العالم، وفرضت على الناس البقاء في منازلهم، فأصبح التلفزيون أحد أهم الملاذات، بعد أُن أُغلقتِ المطاعم والمقاهي، التي كانت تستقطبهم، وتحتضن أمسياتهم الرمضانية.
وجاء التقرير الذي أعدّه الدكتور حسين حسن حسين، في 38 صفحة من القطع الكبير، مشيرًا في مقدمته إلى أن المستوى المتواضع لما قُدّم من مسلسلات وبرامج فرض سؤالاً مهمّاً: لماذا أصبح شهر رمضان المبارك سوقاً للفن الرديء؟ حيث الاهتمام بالكم على حساب الكيف، وإغراق الفضائيات بكلّ ما هو سيّىء في المضمون، وفقير فنيّاً، حتى أصبحت أخطاء المخرجين والممثلين محلَّ تندُّر المشاهد العادي، الذي لا يحتاج إلى كثيرِ تعبٍ لاكتشاف أخطاء فنية ساذجة، ما كانت ترتكب والدراما العربية تخطو أولى خطواتها في بدايات القرن الماضي؟
وإن لم يستعرض هذا التقرير كلَّ ما قدَّم من أعمالٍ، لكنّه اشتمل على نماذج تكفي للحكم على مستوى الدراما العربية مضموناً وشكلاً، إلى جانب تحليل برامج المقالب، للوصول إلى بعض النتائج، التي قد تفيد في إعادة تقييم هذه البرامج، وتجاوز الأخطاء الكارثية التي أصبحت سمةَ معظمها.
واستنتج الدكتور حسين حسن حسين أن أبرز السمات السلبية فيما قدم في شهر رمضان من مسلسلات وبرامج مقالب هي: الإساءة إلى الدين، اشتباك السياسة والدين والفن، العلاقات مع إسرائيل، الأخطاء التاريخية، والاستغلال والعنصرية، كثرة الأخطاء الفنيّة.
وجاءت التوصيات في ختام التقرير، وأبرزها من ناحية برامج المقالب كالتالي:
- إخضاع برامج المقالب لتقييم عالٍ يتناول الجوانب الاجتماعية والتربوية والنفسية، ويتوخى خلوَّها من الاستهزاء بالضيوف، والحطّ من قدرهم، أو ممارسة التنمُّر عليهم.
- ضمان عدم إساءتها لشعب أو فئة من الناس، كالقبائل، والمرأة، والأطفال.
- ضمان خلو المشاهد من الألفاظ والمشاهد الخادشة، وعدم معالجة ذلك بإلغاء الصوت، لأنَّ بعض الضيوف يمثلون قدوةً لكثيرين من صغار السن.
أمّا التوصيات بالنسبة للمسلسلات فهي:
- أهمية وجود لجنة للنصوص تضمُّ كُتَّاباً، ونُقَّاداً، لإجازة السيناريو والحوار، والنص لا يزال على الورق.
- تحويل النصوص التاريخية أو تلك التي تتناول حقبة تاريخية معينة للمراجعة العلمية من مختصين.
- إخضاع الأعمال بعد الانتهاء من تصويرها للجنة مختصة من مخرجين وفنيين للتنبيه إلى الأخطاء الفنيّة، وتفاديها قبل العرض، ومن ثم إجازتها.
- تجنب طرح القضايا ذات الحساسية على نحوٍ عابر، مثل العلاقة مع إسرائيل، لأن المردود سيكون سلبيّاً.
- أن تكون الأعمال السعودية أصيلة، ونابعة من المجتمع، وليست محاكاة لمجتمعات أخرى لها عاداتها وتقاليدها المختلفة، حتى لو كانت مجتمعات عربية، لوجود خصوصية لكلِّ مجتمع.
- تولي الدولة إنتاج أعمال كبيرة ذات رسالة من خلال هيئة الترفيه، على أن تكون بمعايير موضوعية وفنية عالية.