بيان مشترك حول الديموقراطية
البيان المشترك للأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية
ومراكز البحوث في العالم حول تعزيز التنمية المشتركة
أصدر 355 حزبًا سياسيًا ومنظمة اجتماعيَّة ومراكز بحوث من 140 دولة بيانًا مشتركًا بشأن بذل جهود مستقلة لاستكشاف السبيل نحو الديمقراطية، والعمل سويًّا لتعزيز التنمية المشتركة.
وأكد البيان الذي تبنّته الدائرة الدوليَّة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عددًا من المشتركات، وجاء نصه على النحو الآتي:
تعدُّ الديمقراطيَّة ثمرةً مهمَّة لتطوّر الحضارات السياسيَّة للبشريَّة، وتمثّل التنمية تطلّعا أكيدًا يسعى إليه المجتمع البشري.
وبعد الاستكشافات المستمرَّة، خلقت شعوب مختلف الدول والمناطق أنماط الديمقراطيَّة المتميّزة وطرائق التنمية المتنوّعة، التي يكمّل بعضها بعضًا، وتشكّل صورة جميلة للحضارات البشريَّة المتعددة.
تعدُّ الأحزاب السياسيَّة الجهة التي تصنع الديمقراطيَّة، وتحافظ عليها وتطوّرها، وتقع على عاتقها رسالة مهمَّة لتحقيق الديمقراطيَّة وتعزيز التنمية.
وبناءً على ذلك، نحن، 355 حزبًا سياسيًا ومنظمة اجتماعيَّة ومراكز بحوث من 140 دولة ومنطقة، نصدر البيان الآتي للعالم:
أولًا: نؤكد أن العالم متنوّع ومتعدّد الألوان، ويولّد التنوّع روعة الحضارة البشريَّة، ويعدُّ مصدرًا للحيويَّة، وقوةً دافعة للتنمية العالميَّة.
هناك طرائق متنوّعة لتحقيق الديمقراطيَّة، فلا يوجد نظام ديمقراطي ونمط تنموي ينطبقان على جميع الدول؛ لاختلاف كل دولة أو منطقة عن الأخرى، من نواحي التاريخ والثقافة والنظام السياسي والمرحلة التنمويَّة.
إن قياس الأنظمة السياسيَّة المتنوّعة في العالم بمقياس واحد، والنظر إلى الحضارات السياسيَّة المتنوّعة للبشريَّة بنظرة واحدة هو بحدّ ذاته غير ديمقراطي، ولا يفيد التنمية.
ثانيًا: نؤكد أن المقياس الأساسي لتقييم كون النظام السياسي لدولة ما ديمقراطيًّا وفعالًا أم لا، يكمن فيما إذا كانت سلطة الدولة تتداول بشكل منتظم؛ وفقًا للقانون، وإذا كان جميع أبناء الشعب يديرون الشؤون الوطنيَّة والاجتماعيَّة والقضايا الاقتصاديَّة والثقافيَّة وفقًا للقانون، وإذا كان أبناء الشعب يعبّرون عن مطالبهم ومصالحهم عبر سبل مفتوحة، وإذا كانت أطياف المجتمع تشارك في الحياة السياسيَّة للدولة بشكل فعال، وإذا كانت عمليَّة صنع القرار للدولة علميَّة وديمقراطيَّة، وإذا كان الأكفاء في المجالات كافة يصلون إلى منظومات القيادة والإدارة للدولة عبر منافسة شريفة، وإذا كان الحزب الحاكم يقود الشؤون الوطنيَّة وفقًا لما ورد في الدستور والقوانين، وإذا كانت السلطة تخضع للقيود والرقابة بشكل فعّال.
ثالثًا: نؤكد أن المقياس الأساسي لتقييم كون الدولة ديمقراطيَّة أم لا، يكمن فيما إذا كان الشعب سيدًا حقيقيًّا لدولته.
من المهم أن يكون لدى الشعب حق الاقتراع، لكن الشيء الأهم هو ما إذا كان الشعب له حق المشاركة الواسعة النطاق. من المهمّ أن يحصل الشعب على الوعود الشفويَّة خلال العمليَّة الانتخابيَّة، لكن الشيء الأهم هو مدى الوفاء بهذه الوعود بعد الانتخابات.
من المهم أن تكون هناك إجراءات وقواعد سياسيَّة تنصُّ عليها الأنظمة والقوانين، لكن الشيء الأهم هو ما إذا كانت هذه الأنظمة والقوانين تطبق بشكل فعلي.
من المهم أن تكون القواعد والإجراءات لممارسة السلطة ديمقراطيَّة، لكن الشيء الأهم هو ما إذا كانت السلطة تخضع للرقابة والقيود من قبل الشعب بشكل فعلي.
رابعًا: نؤكد أن الديمقراطيَّة حق لجميع شعوب العالم، وليست حكرًا على عدد قليل من الدول. يجب أن يكون الحكم على ديموقراطية دولة من الدول مناطًا بشعبها فقط، ونرفض التدخّل في الشؤون الداخليَّة للدول الأخرى بحجّة الديمقراطيَّة.
خامسًا: نؤكد ضرورة اعتبار تعزيز رفاهيَّة الشعب وتحقيق التنمية الشاملة للإنسان نقطة الانطلاق، وموطئ القدم في عمليَّة تنمية المجتمع البشري.
يجب التركيز على تحقيق تطلّعات الشعب إلى الحياة الأفضل، وتعزيز شعوره بالكسب والسعادة والأمن باستمرار عمليَّة البناء الديمقراطي.
وفي الوقت الحالي، يجب على دول العالم تفعيل التعاون في مجالات الحدِّ من الفقر، والأمن الغذائي، ومكافحة الجائحة، وتأمين اللقاحات، والتمويل التنموي، وتغيّر المناخ والتنمية الخضراء، والتحوّل الصناعي والاقتصاد الرقمي، والترابط والتواصل، إضافة إلى الإسراع في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، والتركيز في حلِّ المشكلات الواقعيَّة التي تهمُّ مصالح الشعب مباشرة. وتمتلك جميع الدول والأمم في العالم الفرص والحقوق في التنمية على قدم المساواة، فيجب بذل الجهود لتحقيق التنمية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع من دون ترك أي دولة خلفنا.
سادسًا: نؤكد أن دمقرطة العلاقات الدوليَّة تيار عصري لا يقاوم، وتطبيق تعدديَّة الأطراف الحقيقيَّة طريق وحيد يؤدّي إليها. تواجه البشريَّة الآن التحدّيات والقضايا الكونيَّة المختلفة، التي لا يمكن التعاطي معها بشكل فعّال إلا من خلال اعتماد حوكمة عالميَّة أكثر شمولًا، وآليات متعدّدة الأطراف أكثر كفاءة، وتعاون إقليمي أكثر فعاليَّة.
كلما طُبّقَت التعدديَّة بشكل أفضل، حُلّت الإشكاليات المشتركة التي تواجه البشريَّة بشكل أفضل.
سابعًا: نؤكد أن تعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشريَّة هو الاتجاه الصحيح لتطوّر الحضارة البشريَّة وتقدّمها.
وعلينا أن نسترشد بالقيم المشتركة للبشريَّة المتمثّلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطيَّة والحريَّة من أجل السعي إلى تعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشريَّة انطلاقًا من المسؤوليَّة العالية تجاه مستقبل البشريَّة ومصيرها، بما يحقّق تقاسم المصالح والحقوق والمسؤوليات في الشؤون الدوليَّة بين دول العالم بغض النظر عن الاختلاف فيما بينها، من ناحية الأنظمة الاجتماعيَّة والأيديولوجيات والتاريخ والثقافات والمستويات التنمويَّة، لتضافر الجهود لبناء عالم أفضل.
ندرك تمامًا أهميَّة الرسالة المشتركة التي تقع على عاتقنا في تمكين الديمقراطيَّة وتحسين معيشة الشعب، ونحرص على بذل الجهود المتضافرة لتجاوز الخلافات وتعزيز التبادل والاستفادة المتبادلة وزيادة التفاهم وحشد التوافق بين الأطراف المختلفة؛ لنقدّم إسهامات مطلوبة في زيادة رفاهيَّة الشعوب، وتعزيز تنمية الدول، وحماية السلام العالمي ودفع التقدم البشري.
جريدة الرياض: مركز البحوث والتواصل المعرفي يشارك في ندوة الخبراء الصينيين والعرب
شارك مركز البحوث و التواصل المعرفي في ندوة بين الخبراء الصينين و العرب حول الإصلاح و التنمية العالمية وأقيمت الندوة افتراضياً تحت رعاية منتدى التعاون الصيني العربي ، و استضافها مركز الدراسات الصيني العربي
وركّزت الندوة على موضوعين رئيسين :” تعزيز تبادل الخبرات بين الصين والدول العربية في مجال الحكم و الإدارة ، ودفع مبادرة التنمية العالمية ” و بناء الحزام والطريق عالي الجودة و إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الذي تسوده التنمية و الازدهار .
وحضر الندوة التي أُقيمت بشكلها الافتراضي ،أكثر من 20 خبيراً بارزاً من الصين و السعودية و الإمارات و مصر وفلسطين ودول عربية أخرى في مؤسسات البحوث الصينية و العربية ،و كوّنت كلمات الخبراء إثراء للندوة بالاقتراحات القيمة مؤكدين على احتياج العالم للتضامن بدلا من الانقسام و الديموقراطية بدل الهيمنة .
و أكد سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشنغ ون في كلمته الرئيسية ، أن مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حضوره للمناقشة العامة للدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، تتماشى مع موضوع العصر المتمثل في السلام و التنمية ،كما تتجاوب مع الرغبة الشديدة لشعوب العالم في السعي إلى حياة أفضل .

و أكد لي أنه وبإرشاد هذه المبادرة ، يتوجب على الجانبين الصيني و العربي مواصلة تعزيز التقارب بين الشعب الصيني و الشعوب العربية ، و تعميق التعاون العملي في كافة المجالات ، و التحضير للقمة الصينية العربية الأولى ، و العمل سوياً على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك المتجه نحو العصر الجديد
من جانبه ، أشاد محمود علام ، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ، السفير المصري الأسبق لدى جمهورية الصين الشعبية بمبادرة التنمية العالمية ووصفها بأنها ذات أهمية بالغه في التصدي للمخاطر و التحديات ، و تحقيق التنمية المتوازنة ، وخلق مستقبل أكثر إشراقًا ، ما يقدم نموذجًا ناجحًا يُحتذى به لتنمية دول العالم و التعاون في التنمية العالمية
فيما تناول رئيس مركز البحوث و التواصل المعرفي الاستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد أهمية تكوين باحثين سعوديين متخصصين بالدراسات الصينية لترسيخ التفاهم والتبادل بين البلدين ، و أوضح في كلمته بأن العالم اليوم يبدو مع مضي الوقت بأنه يتفهم الصين بشكل أكبر و أفضل مما كان عليه في السابق ، إذ أن الصين في فترة من الفترات كانت منعزلة و لكنها اليوم في قلب الحدث و في كل مكان موجودة على كافة المستويات الاقتصادية و السياسية و التقنية و العلمية و الثقافية و بالتالي أصبحت الصين دولة ذات نفوذ و مكانه كبيرة في العالم و العالم العربي و في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص .
كما أشار الاستاذ الدكتور يحيى بن جنيد إلى أن الصين استخدمت كافة منافذ وطرق التعريف بواقعها و كان لهذا الأثر الكبير في التعريف بها حاليًا ، و من الملاحظ أنها استفادت من حركة النشر ، إذ أن هناك مئات الكتب التي تتحدث عن الصين بشكل جيد و تُسهم في التعريف بها و اطلاع القارئ على كافة الجوانب التي تتعلق بها تاريخياً وجغرافيًا و اقتصاديًا و ثقافيًا .
ومن هنا تصبح قضية النشر و الكتب هي ميدان جيد للتعريف بالصين بالإضافة إلى الوسائل الاخرى المرئية لأطلاع العالم على ما حدث بالصين من نهضة و تطور كبير جداً ، والدليل ما نشاهده من مدن حديثة تنشئ في كل جوانب الصين .
و أوضح الدكتور يحيى دور مركز البحوث و التواصل المعرفي في نشر الأعمال الصينية و ترجمتها إلى العربية و تعريف العالم العربي بالصين و ثقافتها و العمل على ترجمة الكتب العربية إلى الصينية .

المركز يصدر كتاب “هل مؤسسات الفكر ذات أهمية؟”
أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي ترجمة لدراسة مهمة عن مؤسسات الفكر حول العالم ومدى أهميتها وتأثيرها تحت عنوان: “هل مؤسسات الفكر ذات أهمية؟ تقييم تأثير مراكز السياسة العامة”, أعدها الباحث دونالد إيز أبيلسون، وترجمتها إلى العربية خلود بنت غائب العتيبي, حيث صدرت النسخة الأولى من الدراسة في 2002م باللغة الإنجليزية، والنسخة الثانية بالإنجليزية أيضا في 2009م، وهذه الترجمة التي أصدرها مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض هي للنسخة الثالثة من الكتاب.
أصداء إعلامية
المفكر الأمريكي جون ألترمان يزور المركز
زار المفكر والباحث الأمريكي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط جون ألترمان مركز البحوث والتواصل المعرفي. والتقى ألترمان رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحي محمود بن جنيد، والباحثين بالمركز، وجرى حوار حول قضايا المنطقة ومستجدات الأحداث وتداعياتها، والتوقعات حول مستقبل أهم القضايا في الشرق الأوسط.
أصداء إعلامية
المركز يشارك في معرض النجف للكتاب
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في معرض النجف للكتاب، الذي أقيم في المدة من 20 أكتوبر إلى 30 أكتوبر 2021م، ضمن أكثر من 200 دار ومؤسسة نشر عربية وأجنبية. وقد أتاح المركز لزوار جناحه في معرض النجف للكتاب 2021، الاطلاع على كتبه وإصداراته التي تجاوزت ثمانين كتابًا.
أصداء إعلامية
المفكر الأمريكي جون ألترمان يزور المركز
زار المفكر والباحث الأمريكي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط جون ألترمان مركز البحوث والتواصل المعرفي.
والتقى ألترمان رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحي محمود بن جنيد، والباحثين بالمركز، وجرى حوار حول قضايا المنطقة ومستجدات الأحداث وتداعياتها، والتوقعات حول مستقبل أهم القضايا في الشرق الأوسط. إضافة إلى الحديث عن العلاقات السعودية الأمريكية، ودور مراكز الأبحاث في صناعة القرار والتأثير في السياسات العامة.
عمل الدكتور الترمان عضوًا في فريق تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية، ومساعدًا خاصًا لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، كما شغل منصب عضو اللجنة التنفيذية للعمليات البحرية 2009-2019. وهو باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ونائب رئيس مركز Zbigniew Brzezinski ومدير برنامج الشرق الأوسط.
وبالإضافة إلى عمله في مجال السياسات، فهو يدرس مواد مختصة بدراسات الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة وجامعة جورج واشنطن. وحصل على جوائز من جامعة هارفارد أثناء تدريسه، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ.
ألقى الترمان محاضرات عدة في أكثر من 35 دولة في خمس قارات حول مواضيع تتعلق بالشرق الأوسط وسياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة. وهو مؤلف أو مشارك في تأليف أربعة كتب عن الشرق الأوسط ومحرر لخمسة كتب أخرى.
الحضور الصيني في معرض الكتاب
عبر دار إنتركونتنانتول بالتعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي
أمهات كتب التراث الفكري الصيني، وحضور لافت في معرض الكتاب

متابعات – شوي تشينغ قوه (بسام)
أصبحت الصين الشغل الشاغل لكثير من الناس في الآونة الأخيرة، في الوسائل الإعلامية والمنتديات الأكاديمية، والعامة والخاصة، وذلك يرجع إلى الصعود الصيني وارتفاع مكانتها السياسية والاقتصادية في العالم، وغزو منتجاتها على كافة المستويات جميع الأسواق، وزيادة تفاعلها مع الدول الأخرى، في مقابل تعقّد علاقاتها مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
وبات موضوع الصين موضوعا حاضرا ومستقبليا بقدر ما هو موضوع تاريخي وحضاري. ومن أجل اكتساب معرفة أكثر دقة وموضوعية عن الصين اليوم، يلزمنا معرفة مصادر الفكر الصيني وخصائصه، وعلاقة الصين الحاضرة بماضيها، ومميزات النموذج التنموي الصيني والدروس والعبر المستفادة منه، ورؤى القيادة الصينية للقضايا الصينية وللعالم، والواقع المعاصر للمجتمع الصيني والإنسان الصيني، إضافة إلى التنوع الكبير فيها، ثقافيا واجتماعيا وجغرافيا وإثنيا…
ولإتاحة الفرصة للقراء السعوديين للتعرف على الصين بشكل دقيق وموضوعي، شاركت الصين في معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 عبر دار إنتركونتنانتول الصينية، إحدى أهم دور النشر في البلاد، بالتعاون مع شريكها السعودي مركز البحوث والتواصل المعرفي. ويضم الجناح الصيني، بالإضافة إلى الكتب الصادرة عن دار إنتركونتنانتول، مئات من الكتب المتنوعة التي تصدر عن بضع عشرة دار نشر في الصين، تغطي مجالات سياسية واجتماعية وثقافية وأدبية وفنية ولغوية وغيرها، وعلى رأس هذه الكتب المعروضة، كتاب )حول الحكم والإدارة) للرئيس الصيني “شي جين بينغ” في ثلاثة مجلدات، والكتب التي تسلط الضوء على رؤى وأفكار القيادة الصينية حول حوكمة الصين، وتعرّف القراء بماهية النموذج التنموي الصيني والتجارب الصينية الناجحة في تحقيق التقدم النوعي الذي أوصل الصين إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن كانت تعد في مصاف الدول الفقيرة والمتخلفة قبل عشرات من السنين فقط.
يذكر أن دار إنتركونتنانتول الصينية أقامت علاقة تعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي منذ سنوات، ووقعت معه اتفاقية لنشر سلسلة من الكتب الكلاسيكية والمعاصرة في إطار مشروع تبادل الترجمة والنشر بين البلدين، بعد أن وقعت مع جامعة الدول العربية اتفاقيات مماثلة لتبادل ترجمة ونشر كتب صينية وعربية. ويأتي الجناح الصيني لمعرض الرياض للكتاب نافذة لعرض ثمار هذه الترجمات المتبادلة.
والجدير بالذكر أنه من بين آخر المنشورات ضمن مشروع تبادل الترجمة والنشر بين الصين والمملكة العربية السعودية أربعة كتب تمثل أهم أمهات التراث الفكري الصيني، هي كتاب «لاو تسي»، الكتاب الوحيد لمؤسس الفكر التاوي الذي يحمل الاسم نفسه، وكتاب «الحوار» لكونفوشيوس، المعلم الأول للفكر الكونفوشي، وكتاب «منشيوس»، المعلم الثاني للفكر الكونفوشي، وكتاب «شانغشو»، أقدم سجل تاريخي للصين القديمة. وتجسّد هذه الكتب الأربعة ثمرة التعاون بين المترجمين العرب والصينيين، حيث تعاون في ترجمة الكتب الثلاثة الأولى الباحث السوري الكبير فراس السواح والمترجم والباحث الصيني شوي تشينغ قوه (بسام)، وتعاون في ترجمة الكتاب الرابع المترجم المصري حسين اسماعيل والمترجمة الصينية وانغ فو (فريدة).
يُعدّ كونفوشيوس (551—479 ق.م)، المعلم الصيني الأول عبر تاريخ الصين المديد، أشهر شخصية صينية لدى المثقفين العرب، لكونه المفكر الأول الذي أرسى منظومة القيم الفكرية والأخلاقية للثقافة الصينية. واستطاعت أفكاره التي ترتكز على الدعوة إلى الفضائل الأخلاقية وإصلاح الفرد والمجتمع سعيا لبناء مجتمع مثالي للإنسان، أن تهيمن على الفكر الصيني حتى العصور الحديثة، بل ستظل بلا شك تاركة بصماتها في مسيرة الصين المستقبلية. ولم تنحصر تأثيراته في داخل الصين، بل استفادت من تعاليمه ثقافات عالمية مختلفة، فاستحق بجدارة أن يكون واحدا من الشخصيات القليلة التي صنعت التاريخ وستسهم في تحديد ملامح تاريخ الإنسان في المستقبل.
وفي سياف الفكر الكنفوشي احتفى المعرض بمنشيوس (372—289 ق.م)، المفكر الذي نال لقب «الحكيم الثاني» بعد «الحكيم الأول» كونفوشيوس، فقد أصبح كتابه أحد أهم الكتب الكلاسيكية الضرورية لتكوين المثقف الصيني في العصور اللاحقة. واشتهر بتركيزه على قيم المروءة والفضيلة والصلاح والعدل وغيرها من مرتكزات الأخلاق الرفيعة، واهتمامه بالتهذيب الذاتي للمثقفين، ودعوته إلى تطبيق الحكم الرشيد في إدارة شؤون الرعية، واعتقاده بأولوية الشعب على الحاكم.
وفي سياق آخر، يمتاز لاو تسي (581—500 ق.م)، مؤسس الفكر التاوي أو الطاوي، بدعوته إلى العيش في وئام مع الطبيعة، وعدم التقيد بالطقوس الجامدة والسلوكيات الاجتماعية السائدة، وميله إلى البساطة والعفوية والتقشف والتواضع، وتأكيده على وحدة الأضداد والعلاقة الجدلية بين الأمور المتضادة. ويلاحظ أن هناك أوجه تشابه عديدة بين الفكر التاوي الصيني والفكر الصوفي في الإسلام.
والجدير بالذكر أن كتاب لاو تسي، الذي يسمى أيضا بكتاب “تاو تي تشينغ”، لقي إقبالا متزايدا من قبل المثقفين في جميع الأمم، ومنهم المثقفون العرب، حيث بلغت الترجمات العربية حتى الآن7 ترجمات، ونال إعجابا خاصا من قبل بعض كبار الأدباء والمفكرين العرب من أمثال ميخائيل نعيمة ومحمود المسعدي وجمال الغيطاني وأدونيس وهادي العلوي وفراس السواح وغيرهم.
لا شك أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 مثل مسرحا عالميا مدهشا تطل منه الإبداعات الصينية والفكر الصيني على المجتمع العربي، وحاضنته المملكة العربية السعودية.
المصدر: مجلة اليمامة
المركز يحتفي بعودة مبتعثَيْن
احتفى مركز البحوث والتواصل المعرفي بعودة اثنين من الباحثين، بعد إنهائهم الدراسة، وحصولهم على درجة الماجستير بمرتبة الشرف من معهد الدراسات المستقبلية بجامعة تامكنج (Tamkan) في تايوان. وقد حصل الباحثان: فرحان العنزي، وفهد المنيعي، على منحة دراسية من مكتب الممثل الاقتصادي والثقافي لتايبيه في الرياض.
أصداء إعلامية
المركز يحتفي بعودة مبتعثين في الدراسات المستقبلية
احتفى مركز البحوث والتواصل المعرفي بعودة اثنين من الباحثين، بعد إنهائهم الدراسة، وحصولهم على درجة الماجستير بمرتبة الشرف من معهد الدراسات المستقبلية بجامعة تامكنج (Tamkan) في تايوان.
وقد حصل الباحثان: فرحان العنزي، وفهد المنيعي، على منحة دراسية من مكتب الممثل الاقتصادي والثقافي لتايبيه في الرياض. وتُعَد عودة الباحثين إضافة مميزة لمجموعة الباحثين في المركز، الذين تتنوع اختصاصاتهم في العلاقات الدولية، والاستشراف والدراسات المستقبلية، واللغات، والدراسات الثقافية.
ومن الجدير بالذكر أن المركز يولي اهتمامًا خاصًا بالدراسات المستقبلية؛ فبالإضافة إلى الأستاذين المنيعي والعنزي، التحق الباحث ماجد الحضيني بالدبلوم المهني “استشراف المستقبل وقيادة الفكر الإستراتيجي” بجامعة حمدان بن محمد الذكية بالإمارات العربية المتحدة.
ويعتزم المركز إيفاد مجموعات من الباحثين إلى “معهد إدارة الأزمات والمخاطر في جامعة موسكو الحكومية”، لدراسة هذا التخصص.
وقد نظم المركز حلقات نقاش ودورات تدريبية في إطار الدراسات المستقبلية، شارك فيها مجموعة من المختصين البارزين في هذا المجال.
وستكون عودة المبتعثين إضافة مهمة للتعمق في مجال الدراسات المستقبلية والتوسع في الاعتماد عليهما.















