نظَّم مركز البحوث والتواصل المعرفي حلقة نقاش بعنوان: “البيانات.. أهميتها ودورها في التخطيط وتحقيق رؤية 2030″، وذلك في يوم الثلاثاء 21 من ذي الحجة، سنة 1438ه (12 سبتمبر، عام 2017م). شارك في الندوة عدد كبير من المختصين الذين تناولوا الموضوع من جوانبه المختلفة.
افتتح الدكتور عبدالعزيز الملحم؛ مدير حلقة النقاش بمقدمة عن أهمية البيانات، ووَصَفَها بأنها العصب المحرّك لأي مؤسسة أو جهاز، سواء أكان ذلك في القطاع العام أم في القطاع الخاص، وأنها أصبحت الثروةَ التي تحمي استثمارات البلدان.
وابتدأت الحلقة فعالياتها بعرض قدّمه الدكتور راشد بن سعيد الزهراني؛ نائب رئيس تقنية المعلومات والخدمات المساندة بالهيئة العامة للإحصاءات، بعنوان: البيانات الإحصائية.
وفي كلمات وجيزة أوضح الدكتور الزهراني أن مهمة الهيئة العامة للإحصاء هي تحقيق رؤية 2030، وأنّ ورقته تتلخص في توضيح هذا الأمر وتجليته للحاضرين.
وأفاد الزهراني أن خريطة المستقبل تحددت في رؤية السعودية 2030، وبرنامج التحوّل الوطني 2020، وأنها تبنّت مسارات واضحة للتنمية الشاملة في المملكة العربية السعودية؛ ليواكبها تحولٌ في القطاع الإحصائي توصف مخرجاته بالأساس الذي تُبنى عليه قرارات التنمية في شتى مجالاتها، والبنية المتينة التي يعتمد عليها متخذو القرار، وراسمو السياسات.
وقدم الأستاذ إبراهيم نياز مدير خدمات إدارة الأداء في شركة حلول الخبراء للاستشارات ورقةً بعنوان: بيانات الأداء الحكومي: التحديات والطموح، وأوضح أنّ: مركز (أداء) يعمل “على تمكين الأجهزة العامة لتحقيق أهدافها من خلال تطوير القدرات وبنائها في الأجهزة العامة في مجال إدارة الأداء وقياسه.
كما يقيس مركز “أداء” تجربة المواطن مع الخدمات العامة، ويمكنه من إبداء رأيه عن مستوى رضاه عن جودة الخدمات.
كما أوضح نياز مفهوم البيانات، فقال: هي أصول جوهرية للمركز، وتوافرها يشكل أهمية عليا لنجاح عمله.
وقدم الدكتور حسين أبو ساق عرضاً عن المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية التنموية، ودوره في دعم صانع القرار.
وقال: إن إسهامات المركز تتجلى في دوره الفعَّال في تقديم رؤية مستقلة، كما يمكّن صناع القرار ويدعمهم من خلال تقديم المشورة الإستراتيجية، والتحليل المناسب في مجالات التنمية ذات التخصصات المتعددة.
أما ورقة الدكتور علي الرومي؛ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام، فجاءت بعنوان: أهمية البيانات ودورها في التخطيط وتحقيق رؤية 2030، وجعلها تحوي مقدّمات مبدئية.
وحول أهمية البيانات، قال: “البيانات هي النفط الجديد للاقتصاد الرقمي”، منبهاً على أهمية البيانات للفرد في ظل تعدد الخيارات، وضعف دور السلطة، والتلاعب في التسويق.
أما الدكتور عامر الحسيني؛ عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد؛ فجاءت مشاركته في حلقة النقاش بعنوان: “حوكمة البيانات في عصر البيانات الضخمة”.
وأوضح أنّ البيانات الضخمة تمثل كماً هائلاً من المعلومات الرقمية تأتي في شكل منظم، وشبه منظم، وغير منظم، ولها سرعة عالية، مشيراً إلى أن شركات البيانات (مثل غوغل) أسهمت في ظهور هذا المفهوم، وأنها تعدِل 70 إلى 80 في المئة من معلومات المنظمات.
وتحدث – عقب ذلك – الدكتور وليد العابد المتخصص في البرمجيات اللغوية، ومؤسس عدد من البرمجيات في مجال المعلومات، عبر مداخلة خارجية من فرنسا.
وعرّفَ العابد جودة البيانات بأنها: تنسيق العلاقة بين الإنسان والحاسوب بطريقة ذكية ومختزلة؛ لأنّ حجم المعلومات ونوعيتها يعدّان من المعضلات الكبيرة، مبيّناً أنَّ هذا علمٌ يُدرس في سويسرا وفرنسا.
وأفاد الدكتور العابد أنّ المنظمات عادةً لا تنظر بفاعلية في المكنوز الضخم الذي تحويه معلوماتها، وهي تعمل بشكل كليّ على إدارة معقدة لجمع البيانات وتحليلها، بدل أن تركز في دراسة تحقيق الأهداف.
وشارك في النقاش عدد كبير من الحضور، وأكدت الحلقة أهمية البيانات لتحقيق رؤية 2030 على أرض الواقع، وضرورة تنمية القدرات البشرية في هذا المجال، ومواكبة التطور التقني في مجال البيانات وحوكمتها، وتكامل أدوار جهات الاختصاص وتطوير طرائق التعاون والتنسيق بينها، وطالب المشاركون ببناء منظومة معلوماتية متكاملة لقياس الأداء تسهم بفعالية في دعم اتخاذ القرار، مع تفعيل حوكمة البيانات والاستفادة منها، والتركيز في نوعية البيانات وحفظها، ودعم البيانات بالوثائق، وزيادة توعية الجهات الحكومية بأهمية المعلومات وحضورها المستمر من أجل تحقيق رؤية ٢٠٣٠، وزيادة التنسيق بين الجهات المعنية برصد المعلومات وتحليلها وعرضها؛ ليتم تقديمها إلى صانع القرار بشكل آنيّ وسليم وسريع.
0 تعليق