أقام مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخرًا، حلقة نقاش حول “حركة بوكو حرام وتطوراتها الحالية”، قدّمها أستاذ الإعلام الدولي، مدير المركز النيجري للبحوث العربية الدكتور الخضر عبدالباقي محمد، وذلك في مقر المركز بحي الصحافة.
وتناولت الحلقة نشأة بوكو حرام ومرتكزاتها الفكرية، وإشكالية العنف الديني وعلاقتها ببوكو حرام، وعلاقة هذه الجماعة بالعنف السياسي، تداعيات عملياتها وأبعادها الإقليمية والدولية.
واستعرض الدكتور الخضر مراحل تطورات بوكو حرام منذ نشأتها، حيث جاءت المرحلة الأولى 1995م تحت مسمى “جماعة أهل السُنّة للدعوةِ والجهاد”، والمرحلة الثانية 2002م التي أطلقت على نفسها فيها “طالبان نيجيريا، وصولا للمرحلة الثالثة 2004 م حين أطلقت عليها وسائل الإعلام “بوكو حرام”، مشيرًا إلى إشكالية العنف الديني وعلاقتها بهذه الجماعة، ومقسمًا هذا الإشكال إلى الصراع بين المسلمين والمسيحيين، والصراع بين المسلمين والوثنيين، ثم الصراع القبلي المتلون بالطائفي (كادونا/جوس/لاغوس/فلاني يوربا).
وأكد مدير المركز النيجري للبحوث العربية أن العمليات الإرهابية لجماعة بوكو حرام تركت تداعيات متباينة على المستوى الإقليمي والدولي، ففي 14 من مارس من العام 2015م عملت عدد من دول أفريقيا نحو استصدار لقرار من الأمم المتحدة تريد من المنظمة الدولية إنشاء صندوق ائتمان لتمويل قوة لمحاربة جماعة بوكو حرام في نيجيريا، وطالبت المجتمع الدولي بتقديم المعلومات المخابراتية والعتاد، كما دعت إلى أن يتضمن القرار تشكيل قوة من نيجيريا وجيرانها وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين للتعامل مع بوكو حرام، وقد دعم الاتحاد الافريقي هذا التصور ووافق بالفعل على نشر قوة يصل قوامها إلى عشرة آلاف جندي.
وحسب الدكتور الخضر عبدالباقي فإن التطورات والأحداث المفصلية فيما يخص الجماعة جاءت كالتالي:
· أعلنت الرئاسة النيجيرية في بيان أصدرته، في 30 يوليو 2019، هزيمة حركة «بوكو حرام»، بعد 10 سنوات من العمليات الإرهابية، الذي قامت الأخيرة بشنها منذ عام 2009،
· أدت عمليات بوكو حرام إلى مقتل 27 ألف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين، واتسع نطاقها إلى داخل دول الجوار.
· انتقال عناصر حركة «بوكو حرام» ومجموعات إجرامية وإرهابيين من دول في شمال إفريقيا وغربها، مستغلين تصاعد حدة الصراع المسلح في ليبيا والهزائم العسكرية التي تعرض لها تنظيم «داعش» في كل من سورية والعراق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
· اتساع نطاق الهجمات الإرهابية التي تشنها تلك التنظيمات، على غرار الهجوم الذي نفذه عناصر من «بوكو حرام» في شمال شرق نيجيريا، في 27 يوليو 2019، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 65 شخصاً، رداً على مقتل 11 عنصراً من مقاتليها قبل أسبوعين من قبل سكان محليين، بما يعني أن الهجوم كان بمثابة رسالة لإرهاب السكان المحليين، ودفعهم إلى عدم التعرض لعناصر الجماعة من جديد.
· استمرار الهجمات التي تشنها الحركة ضد قوات الجيش، وكان آخرها الهجوم الذي استهدف ثلاثة مراكز في ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا، في بداية مارس 2019، وقامت به إحدى المجموعات الموالية لفصيل أبو مصعب البرناوي التابع لتنظيم «داعش»، ويتوازى ذلك مع استمرار الهجمات الإرهابية خارج نيجيريا، في ظل قدرة مقاتلي «بوكو حرام» على عبور الحدود مع دول الجوار، حيث أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في شمال الكاميرون، في 13 يونيو 2019، وأدى إلى مقتل نحو 30 شخصاً، بينهم 16 جندياً كاميرونياً.
ويرى الدكتور الخضر قدرة بوكو حرام في الاستمرار، وذلك وفقاً لمؤشرات من أهمها التماسك التنظيمي، واستغلال التضاريس الصعبة، والقدرة على الاستقطاب، وأخيرًا الحصول على ظهير ملحي.
حضر الحلقة رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، ومجموعة من الباحثين في المركز ومن خارجه.
0 تعليق