الرئيس الألباني الأسبق ميداني في حوار مع “اليمامة”
ما رأيته في المملكة مفاجأة لي وفرص عظيمة لتطوّير علاقاتنا

21 نوفمبر، 2022 | أصداء إعلامية

أجرت مجلة اليمامة في عددها الصادر في يوم 23 ربيع الآخر (17 نوفمبر 2022م) حوارًا مطوّلاً مع فخامة الرئيس الدكتور رجب ميداني، الرئيس الأسبق لجمهورية ألبانيا، الذي حلَّ ضيفًا على مركز البحوث والتواصل المعرفي على رأس وفدٍ ضمّ كلّاً من البروفيسور “سوكول أبازي”، رئيس الجامعة الكندية للتكنولوجيا، والبروفيسور “رامز زكاي”، مدير معهد التربية والتراث والسياحة.

صورة من حوار اليمامة


تناول الحوار الذي أجراه زياد العولقي تجربة ميداني السياسية، بالتركيز في فترة تولِّيه رئاسة الجمهورية، وأزمة كوسوفو، ودوره فيها، وعلاقة بلاده بأوروبا، ثم عرَّج على محاضرته في مركز البحوث والتواصل المعرفي عن “الأمن القومي مقابل الأمن البشري”، والعلاقات السعودية الألبانية، وغيرها.
بدأ الحوار بتعريف موجز عن البروفيسور رجب ميداني -المولود في 17 أغسطس 1944م بمقاطعة تيرانا-الذي انتقل من العمل الأكاديمي أستاذًا للفيزياء في أعرق الجامعات الألبانية والأوروبية، إلى منحًى آخر مختلف تمامًا، حين أضحى سياسيّاً ألبانيّاً بارزًا وصل إلى سدة الحكم رئيسًا للجمهورية في أوائل التسعينيات الميلادية.
وجاء في التعريف أنَّ ميداني، وخلال توليه الرئاسة، أدّى دورًا حاسمًا في تطوير المسار الديمقراطي والدستوري في دولة ذات إرث شيوعي كبير، وفي حماية المؤسسات الديمقراطية الناشئة في بلاده، وتنفيذ حزمة من الإصلاحات التي نجحت في إنعاش الاقتصاد الوطني.
وعن انطباعه بعد زيارته المملكة، قال ميداني: “وجدت كل شيء ينمو ويزدهر بسرعة كبيرة.. وما رأيته كان تطوُّرًا سريعًا يحدث بتناسق متكامل وهدوء، والأهم من ذلك أنه يُخطَّط له بشكل دقيق جدّاً. بصراحة لقد كان ما رأيته في المملكة مفاجأة حقيقة وعظيمة بالنسبة لي”.
وأبدى ميداني تفاؤله بمستقبل العلاقة بين البلدين، فقال: “هناك كثير من المؤشرات على فرص تعزيز العلاقات وتطويرها على مختلف الأصعدة، ولاسيَّما في المجال الاقتصادي والتجاري. وأحد هذه المؤشرات، في رأيي، هو مسألة الازدواج الضريبي”، مشيدًا بالاتفاقية الموقَّعة في هذا الصدد؛ “لأنَّ الهدف منها هو تطوير العلاقات الاقتصادية، وزيادة تدفُّق الاستثمار بين البلدين، وتجنُّب الازدواج الضريبي، ومنع التهرُّب الضريبي المتعلق بضريبة الدخل ورأس المال على المقيمين في كلا البلدين، وتركِّز الاتفاقية بصورة أساسية على ضرائب الدخل ورأس المال المطبقة في البلدين”.
وأشار إلى أنَّ زيارته مركز البحوث والتواصل المعرفي المستضيف، وكلّاً من مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية وبعض الجامعات، مبيِّنًا أنه تم التوقيع على اتفاقية (مذكرة تفاهم) بين الجامعة الكندية للتكنولوجيا (CIT) في تيرانا بألبانيا وجامعة الأعمال والتكنولوجيا (UBT) في جدة بالمملكة العربية السعودية؛ مشيدًا بهذه الاتفاقية التي يراها “خطوة إيجابية”، واستدرك “لكنني آمل أن نرى في المستقبل مبادرات مختلفة وتعاونًا مثمرًا”.

من ندوة مركز “التواصل المعرفي”

وعن موضوع محاضرته في مركز البحوث والتواصل المعرفي، أوضح ميداني قائلاً: “الأمن البشري وأمن الدولة يرتبط بعضهما ببعض ارتباطًا وثيقًا من وجهة نظري، فهما يسيران بشكلٍ متوازٍ. ومن ناحية أخرى، لا يمكن لأمن الدولة بحدِّ ذاته أن يضمن أمن شعب دولة ما، فحتى مصلحة الدولة تلقي بظلالها على مصلحة الشعب. وبهذا المعنى، فقد أعادت الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001م، والأحداث الإرهابية الأخرى تقييم عددًا من العلاقات المشتركة، بما في ذلك العلاقات الدولية”.
وعن التحدِّيات التي واجهته خلال فترة حكمه، أشار إلى حرصه على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في ألبانيا، وأضاف: ” أرى أنَّ أهم التحديات التي واجهتني خلال فترة الرئاسة هي الصراع في كوسوفو. فقد ركّزت بشدة كلَّ طاقتي وعقلي وقلبي على بقاء ومستقبل شعب كوسوفو الألباني؛ أي على إخوتي وأخواتي الذين قتلوا أو اغتُصبوا أو شُرِّدوا أو طُردوا من منازلهم وأرضهم”، موضِّحًا أنه دعا حلف الناتو إلى التدخل لوقف التطهير العرقي الذي كان يُمارس على الألبان الأصليين في كوسوفو، مشيرًا إلى أنَّ هذه الممارسة امتدّت نحو قرنٍ تقريبًا.
وقال ميداني: “أؤمن أن دوري في أزمات كوسوفو كان إنسانيّاً ودستوريّاً.. ففي ذلك الوقت، أصبحت ألبانيا نفسها مكانًا يحج إليه كثيرٌ من قادة العالم المهمِّين. وبالنظر إلى الواقع الفعلي، أرى أنَّ تدخل حلف الناتو ووجوده في البلقان كان ولا يزال ركيزة قوية للسلام والاستقرار في المنطقة”.
ونفى ميداني العلاقة بين اللاجئين والتطرُّف، موضِّحًا “أنَّ الترويج للصلة الخاطئة بين اللاجئين والتطرُّف هو ورم خبيث واضح”، مشيرًا إلى أنَّ من أسباب التطرُّف “ارتفاع مستوى البطالة والفقر، ومختلف أشكال التمييز التي تتعرض لها هذه المجتمعات المسلمة المهاجرة بصورة يومية كعمليات التفتيش المتكررة التي تقوم بها الشرطة، والعوامل الثقافية-الاجتماعية كالفصل التربوي والثقافي، والتفاوتات المتعددة في الوصول إلى الخدمات العامة، ونوع من الفصل الاجتماعي المكاني أو شكل من أشكال “الحي اليهودي” الحديث أو الفصل الاجتماعي العنصري بجميع أشكال الإقصاء، وغير ذلك”، وأكَّد أنَّ “هناك طريقتين بارزتين ومعروفتين للقبول بالمجموعات المهاجرة أو الاعتراف بها بين مجموعات الأكثرية الغربية، وهما الاندماج والتكامل”، ونوَّه بأنَّ التكامل يعدُّ الطريقة الأفضل؛ لأنها لا تقصي هوية الأقلية، المطالبة باحترام قوانين البلد المضيف، والسلوكيات الأخلاقية السائدة فيه. وتفاءل ميداني بعلاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي، وقال: “إنَّ لألبانيا وكوسوفو مستقبلاً منظورًا فيه”.
وحول قرار المملكة العربية السعودية خفض إنتاج النفط التزامًا بقرار أوبك بلس، أوضح أنَّ الولايات المتحدة ترى “هذه الخطوة ازدراءً من قبل المملكة العربية السعودية الحليفة بدلاً من اعتبارها إجراءً قائمًا على حالة السوق”، موضحًا أنَّ “الأمر الذي لا شك فيه هو أنَّ تخفيضات إنتاج النفط السعودي ستؤثر في الاقتصادات الغربية من خلال رفع الأسعار في محطات الوقود، ويمكن أن تلحق هذه التخفيضات ضررًا بطريقة أو بأخرى بفرص الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة في الانتخابات النصفية القادمة”.

هل لديك تعليق..؟

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية لتصلك أخبار المركز وجدول فعالياته الثقافية والكتب والدوريات الجديدة على بريدك الإلكتروني

شكرًا... لقد تم تسجيل اشتراكك بنجاح!

Pin It on Pinterest

Share This