زارت مركز البحوث والدراسات الإسلامية الدكتورة داون مورفي الباحثة الأمريكية المتخصصة في السياسة الخارجية الصينية، والعلاقات الأمريكية الصينية، والعلاقات الدولية.
جرى نقاش في اجتماع شارك فيه عدد من باحثي المركز ترأسه الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد رئيس المركز حول مراكز الفكر ودورها في رصد أحداث المشهد السياسي العالمي، وتحليل المستجدات التي يفرضها صراع القوى الدولية، وتأثيره في العالم، وكيفية إسهامها في صناعة القرار.
وألقت الباحثة الضوء على كتابها China’s Rise in the Global South: The Middle East, Africa, and Beijing’s Alternative World Order ، الذي يدرس مصالح الصين وسلوكها؛ بوصفها قوَّةً عالميةً صاعدةً باتجاه النظام الدولي الحالي. ويحلِّل الكتاب علاقات الصين مع الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء، ونهج سياستها الخارجية في المسائل المختلفة، ومنها: المساعدات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأجنبية، إلى جانب دراسة الحالة التفصيلية لمنتدى التعاون الصيني العربي (CASCF)، ومنتدى الصين -التعاون الأفريقي (FOCAC)، وأدوار المبعوث الخاص المعني بقضايا الصين والشرق الأوسط، والمبعوث الخاص المعني بالمسائل الصينية الأفريقية، والمبعوث الصيني الخاص لسورية، والقاعدة البحرية الصينية في جيبوتي، ومبادرة الحزام والطريق الصينية.
داون مورفي أستاذ مشارك لدراسات الأمن الدولي في كلية الحرب الجوية، وأستاذ مساعد زائر في العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة برينستون (كولومبيا) -هارفارد الصين، والبرنامج العالمي بجامعة برينستون.
استضاف مركز البحوث والتواصل المعرفي خلال المدة (15 – 25 أكتوبر 2022م ) وفدًا ألبانيّاً رفيع المستوى برئاسة البروفيسور رجب ميداني، رئيس الجمهورية الألبانية الأسبق (1997م-2002م)، وبرفقته البروفيسور “سوكول أبازي”، رئيس الجامعة الكندية للتكنولوجيا، والبروفيسور “رامز زكاي”، مدير معهد التربية والتراث والسياحة.
وأوضح رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد أنَّ هذه الزيارة تأتي في إطار سعي المركز إلى توسيع الشراكة الاستراتيجية مع المؤسسات والهيئات الثقافية والعلمية، ومراكز الفكر، والشخصيات ذات التأثير في صناعة القرار في الدول المختلفة، تحقيقًا لأهدافه في تعميق التواصل المعرفي، وتبادل الخبرات والأفكار ووجهات النظر، والتعريف بواقع الحياة في المملكة العربية السعودية، وما تعيشه من تحولات واسعة، من أجل تبادل المصالح، وإيجاد أرضية مشتركة تدفع علاقات المملكة الخارجية، وتطورّها على أساس راسخ.
وتضمّن برنامج الوفد الألباني زيارات لعدد من المؤسسات الثقافية والعلمية والبحثية في داخل مدينة الرياض وخارجها، وإقامة مجموعة من اللقاءات والفعاليات، وجولات على الأماكن التاريخية والمتاحف، التي تسهم في التعريف بالمملكة العربية السعودية، إضافةً إلى أداء فريضة العمرة والتعرف إلى التطور العمراني الكبير في الحرم المكي الشريف، وزيارة المدينة المنورة، والصلاة في المسجد النبوي الشريف، وقد شملت الزيارة مسجدي قباء والقبلتين، وطريق السنة الرابط بين مسجد قباء والحرم المدني الشريف، وجبل أحد.
وتضمنت جولة الوفد الألباني في الرياض زيارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، حيث استقبلته صاحبة السمو الملكي الأميرة مها بنت محمد الفيصل الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وقد اطلع على طبيعة عمل المركز، واستمع إلى شرح عن الخدمات البحثية والمكتبية التي يقدمها، كما زار الوفد متحف الفيصل، الذي يحتوي على مجموعة ضخمة من المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية النادرة والفريدة.
وقدم مساعد الأمين العام لجائزة الملك فيصل الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن الهدلق تعريفًا بالجائزة الملك فيصل، التي أصبحت تحتلُّ مكانة مرموقة بين الجوائز العلمية العالمية، وجرى بحث موضوع الترشح للجائزة من ألبانيا ودول البلقان، وكيفية تشجيع المؤسسات العلمية بها في ترشيح علمائها، وأكد الطرفان استمرار التواصل والتعاون المشترك.
واستقبل معالي الدكتور محمد بن علي آل هيازع مدير جامعة الفيصل وصاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة مها بنت مشاري آل سعود وكيلة الجامعة للعلاقات الخارجية والتطوير الوفد، الذي تجوّل في الجامعة، ووقف على الكليات والمرافق والمعامل والمختبرات العلمية بها، وأبدى إعجابه بالمستوى المتميّز للجامعة، الذي يبرز ما وصلت إليه المملكة من تطوّر عبر اهتمامها بالتعليم ومؤسساته في جميع المراحل.
وزار الوفد الألباني الدرعية التاريخية، وتعرف إلى مشروع بوابة الدرعية أحد أهم مخرجات ومنجزات رؤية المملكة 2030، وتجول في أحياء المدينة وزار متحفها.
والتقى الوفد الألباني بمرافقة الأستاذ صالح بن علي زمانان، مدير الشراكات والمشروعات بمركز البحوث والتواصل المعرفي، المسؤولين في هيئة المسرح والفنون الأدائية، وأجرى حوارًا حول دورها وأنشطتها.
وتزامنت زيارة الوفد مع تنظيم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض ملتقى” الرياض المسرحي للعروض المبتكرة”، الذي حمل اسم الفنان الدكتور راشد الشمراني، فكان في استقبال الوفد المدير العام للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون المكلف نايف بن خلف الثقيل ومدير الجمعية بالرياض الأستاذ خالد بن محمد الباز.
وقد شاهد الوفد مسرحية “طريق صحراوي”، وأُقيمت جلسة حوارية شارك فيها عدد من المسرحيين.
وزار الوفد مدينة جدة، وتجوّل في جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة، حيث استقبلهم رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، الذي قدم تعريفًا بالجامعة. وبعد الجولة، جرى توقيع اتفاقية تعاون بينها وبين الجامعة الكندية للتكنولوجيا.
وزار الوفد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، وكان في الاستقبال نائب رئيس الجامعة للشؤون الحكومية الأستاذ سليمان بن محمد الثنيان، الذي عرّف بالجامعة، وزود الوفد بنبذة تعريفية، وألقى الضوء على أحدث أبحاثها.
وقد أبدى الوفد إعجابه بالجامعة، وباهتمامها بعلوم العصر، ما بلغته من تطوّر في هذا المجال.
وكان ختام زيارة الوفد في جدة بجولة شملت عددًا من أهم معالم المدينة، التي تبرز تاريخها، وما شهدته من تحولات واسعة، إلى جانب التعريف بالتراث السعودي من خلال زيارة بعض المتاحف ذات المقتنيات التاريخية القيمة.
يشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يُقام هذا العام تحت شعار “فصول الثقافة”، ويستمر من يوم الخميس 2 ربيع الأول 1444هـ (29 سبتمبر 2022م) حتى 11 ربيع الأول (8 أكتوبر 2022م)، بمشاركة 1200 دار نشر تمثِّل 32 دولة.
ويعرض جناح المركز (L81) مجموعة من الإصدارات المتنوعة من الكتب والدراسات الصادرة خلال 2021م، ومجمل الدراسات التي نشرها المركز منذ إنشائه.
وينفرد المركز بإصدارات متخصصة، من البحوث المحكمة، والترجمات والتحقيقات التراثية، والمعاجم اللغوية، بلغت أكثر من 100 عنوان، وعلى رأسها كتاب توثيقي عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله – بعنوان: “سلمان بن عبدالعزيز رصد لأخباره الصحفية 1354 – 1407هـ / 1935 – 1987م”.
ومن أهم أعمال المركز الصادرة مؤخرًا، ومتاحة في المعرض حاليّاً “معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر”، للإمام رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني المتوفَّى سنة 650هـ، من تحقيق الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي أستاذ النحو والصرف سابقًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الذي قدم إضافة علمية قيمة للتحقيق الذي أنجزه العالم الباكستاني فير محمد حسن المخدومي المتوفى سنة 1420هـ منذ سنوات.
ويضم جناح المركز من الإصدارات الجديدة كتاب “الحجاج في الخطاب السياسي السعودي: مقاربة تداولية” للدكتورة رفعة بنت موافق الدوسري، و”المنافسات الأولمبية العلمية: السعودية في الطليعة” للدكتور أبوبكر خالد سعدالله، و”يوسف ياسين: الصحافي ورجل الدولة” للأستاذ قاسم بن خلف الرويس، و”العلاقات السعودية الهندية: الحالة الراهنة واستشراف المستقبل” للأستاذ أسامة يوسف الإدريسي، إضافة إلى دوريات المركز “مكاشفات” و” الاستعراب الآسيوي”.
ومن إصدارات المركز المترجمة: “الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر” للدكتورة لوثي لوبيث بارالت، و”التخطيط الإستراتيجي للمؤسسات العامة وغير الربحيّة: دليل تعزيز الإنجاز التنظيمي واستدامته” تأليف: د. جون م. بريسون، وترجمة: د.وحيد بن أحمد الهندي، و”هل مؤسسات الفكر ذات أهمية؟ تقييم تأثير مراكز السياسة العامة”، تأليف: دونالد إي. أبيلسون، وترجمة: خلود غائب العتيبي، و”سطحية الحياة الأمريكية في السنوات العشر الماضية”، تأليف: جوناثان هايدت، وترجمة: محمد بن عودة المحيميد، إلى جانب عدد من الإصدارات المتعلقة بالصين، مثل: المسألة الصينية: إدارة المخاطر وتعظيم الفوائد من الشراكة في التعليم العالي والبحث، تأليف: مجموعة من الباحثين، وترجمة: هاجر العبيد، و”التقرير السنوي 2020 : تطوّر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية”، و”الأدب الصيني”، تأليف: د. ياو دان، وترجمة: قاو يوي شياو )نهلة).
وتتناول كتب المركز في معرض الرياض: اقتصاد المعرفة، والإعلام، وريادة الأعمال، والتعليم، والحرب، والهجرة، والسلام، وحقوق الإنسان، والعلاقات الدولية، والدبلوماسية، والتأمين، وغير ذلك من قضايا العصر المثيرة كالحرب التجارية، والمثلية الجنسية من وجهة نظر علمية.
أقام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وحضر معالي السفير تشاي جون المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط، ومعالي السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ومعالي د. مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع أبوظبي، وسعادة الرئيس أ.د. لي يانسونغ رئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية المنتدى، وألقوا كلمات في الافتتاح.
ورأَس سعادة السفير لي تشن سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الجلسة الأولى، التي سلط فيها أكثر من 20 خبيراً من الصين ومصر والإمارات والسعودية وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية، وتبادل المشاركون الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية.
وقد شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في الندوة المذكورة، وأدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز الأستاذ فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة.
وتبادل الخبراء والعلماء في المنتدى وجهات النظر حول محورين رئيسين، هما: “تعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات الإنمائية والعمل سوياً على دفع مبادرة التنمية العالمية”، و”الالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار وتحقيق تنمية قوية وخضراء وسليمة”.
وقد أعرب الخبراء المشاركون في المنتدى عن بالغ تقديرهم لمبادرة التنمية العالمية، قائلين: إن المبادرة ستساعد على عودة قضايا التنمية إلى جدول الأعمال الأساسي الدولي، وهي تتماشى مع التطلع المشترك واتجاه جهود الصين والدول العربية إلى تحقيق السلام وتعزيز التنمية والتعاون.
وحض المشاركون الجانبين الصيني والعربي على مواصلة بلورة التوافق وتوحيد الجهود من أجل دفع التنمية الصينية والعربية، وتشغيل المزايا التكميلية، وتعزيز التعاون العملي في الابتكار التكنولوجي، والأمن الغذائي، ومكافحة التصحر، وتحلية مياه البحر، وتغير المناخ، وأبحاث اللقاحات وتطويرها، والاقتصاد الرقمي، والحد من الفقر ومجالات أخرى؛ لأن من شأن ذلك أن يوفر دعماً فكرياً لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية في المنطقة العربية، وأن يسهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد.
واستعرض معالي السفير تشاي جون في كلمته بشكل أساسي مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مؤكداً أنه يجب على الجانبين الصيني والعربي التآزر على شأن التنمية وتعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات، والتمسك بالمنافع المتبادلة والكسب المشتركة، وتعميق التعاون العملي، والالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار، وزراعة محركات التنمية الجديدة، ودفع التنمية الخضراء معًا، واستكشاف مسارات التنمية المستدامة، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية بإجراءات عملية، والعمل معًا لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
وشدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، معالي السفير خليل الذاودي على أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تقدّر المساعي الصينية إلى الإسهام في جهود التنمية من خلال مبادرة التنمية العالمية، للدفع بالتعاون في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وحشد الجهد، ومواجهة التحديات التنموية بشكل مشترك.
وأوضح رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي معالي الدكتور مغير الخييلي، أن موضوع الإصلاح والتنمية من المرتكزات المهمة التي يتوجب على الجميع العمل عليها للارتقاء بالمجتمعات والأفراد بما يسهم في سماع صوت المجتمع، لدعم الاستقرار والحفاظ على التنمية المستدامة في المجالات كافة، كتعزيز الابتكار والتطوير ورفع الكفاءات والمهارات.
وقال السفير للشؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشن: لمسنا التجاوب الإيجابي والدعم الكبير من الدول العربية لمبادرة التنمية العالمية التي تدفع إلى إعادة قضية التنمية إلى محور الأجندة الدولية، وتتماشى إلى حد كبير مع حاجات الصين والدول العربية الملحة للتنمية والسلام.
وأفاد رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور لي يانسونغ بأن مبادرة التنمية العالمية تتطابق جداً مع تطلعات شعوب العالم إلى تحقيق السلام والتنمية والطاقة الإيجابية في العالم المتغير والمضطرب.
وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ فهد صالح المنيعي، أن “مبادرة التنمية العالمية تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان”، موضحاً أن المبادرة طرحت “خريطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك “مسرّعاً” لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وأضاف: تعمل في الوقت الحالي السعودية بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والسعودية بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.
أقام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وحضر معالي السفير تشاي جون المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط، ومعالي السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ومعالي د. مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع أبوظبي، وسعادة الرئيس أ.د. لي يانسونغ رئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية المنتدى، وألقوا كلمات في الافتتاح.
ورأَس سعادة السفير لي تشن سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الجلسة الأولى، التي سلط فيها أكثر من 20 خبيراً من المملكة والصين ومصر والإمارات وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية، وتبادل المشاركون الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية.
وقد شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في الندوة المذكورة، وأدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز الأستاذ فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة.
وتبادل الخبراء والعلماء في المنتدى وجهات النظر حول محورين رئيسين، هما: “تعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات الإنمائية والعمل سوياً على دفع مبادرة التنمية العالمية”، و”الالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار وتحقيق تنمية قوية وخضراء وسليمة”.
وقد أعرب الخبراء المشاركون في المنتدى عن بالغ تقديرهم لمبادرة التنمية العالمية، قائلين: إن المبادرة ستساعد على عودة قضايا التنمية إلى جدول الأعمال الأساسي الدولي، وهي تتماشى مع التطلع المشترك واتجاه جهود الصين والدول العربية إلى تحقيق السلام وتعزيز التنمية والتعاون.
وحض المشاركون الجانبين الصيني والعربي على مواصلة بلورة التوافق وتوحيد الجهود من أجل دفع التنمية الصينية والعربية، وتشغيل المزايا التكميلية، وتعزيز التعاون العملي في الابتكار التكنولوجي، والأمن الغذائي، ومكافحة التصحر، وتحلية مياه البحر، وتغير المناخ، وأبحاث اللقاحات وتطويرها، والاقتصاد الرقمي، والحد من الفقر ومجالات أخرى؛ لأن من شأن ذلك أن يوفر دعماً فكرياً لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية في المنطقة العربية، وأن يسهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد.
واستعرض معالي السفير تشاي جون في كلمته بشكل أساسي مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مؤكداً أنه يجب على الجانبين الصيني والعربي التآزر على شأن التنمية وتعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات، والتمسك بالمنافع المتبادلة والكسب المشتركة، وتعميق التعاون العملي، والالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار، وزراعة محركات التنمية الجديدة، ودفع التنمية الخضراء معًا، واستكشاف مسارات التنمية المستدامة، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية بإجراءات عملية، والعمل معًا لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
وشدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، معالي السفير خليل الذاودي على أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تقدّر المساعي الصينية إلى الإسهام في جهود التنمية من خلال مبادرة التنمية العالمية، للدفع بالتعاون في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وحشد الجهد، ومواجهة التحديات التنموية بشكل مشترك.
وأوضح رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي معالي الدكتور مغير الخييلي، أن موضوع الإصلاح والتنمية من المرتكزات المهمة التي يتوجب على الجميع العمل عليها للارتقاء بالمجتمعات والأفراد بما يسهم في سماع صوت المجتمع، لدعم الاستقرار والحفاظ على التنمية المستدامة في المجالات كافة، كتعزيز الابتكار والتطوير ورفع الكفاءات والمهارات.
وقال السفير للشؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشن: لمسنا التجاوب الإيجابي والدعم الكبير من الدول العربية لمبادرة التنمية العالمية التي تدفع إلى إعادة قضية التنمية إلى محور الأجندة الدولية، وتتماشى إلى حد كبير مع حاجات الصين والدول العربية الملحة للتنمية والسلام.
وأفاد رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور لي يانسونغ بأن مبادرة التنمية العالمية تتطابق جداً مع تطلعات شعوب العالم إلى تحقيق السلام والتنمية والطاقة الإيجابية في العالم المتغير والمضطرب.
وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ فهد صالح المنيعي، أن “مبادرة التنمية العالمية تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان”، موضحاً أن المبادرة طرحت “خريطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك “مسرّعاً” لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وأضاف: تعمل في الوقت الحالي السعودية بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والسعودية بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.