احتفت مجلة اليمامة في عددها الصادر في نهاية شهر أكتوبر 2024م ببرنامج النشر المشترك الذي يتبناه مركز البحوث والتواصل المعرفي مع الجامعات والمؤسسات الثقافية ودور النشر الصينية، إذ ألقت الضوء على مجموعة الكتب الصادرة بالتعاون بين المركز ودار إنتركونتننتال الصينية للنشر، وأوردت تحت عنوان تدار صينية ومركز سعودي ينعشان الترجمات الأدبية، عددًا من الكتب الصادرة عن برنامج النشر المشترك بينهما.
وأشارت إلى الترجمة الصينية للكتاب السعودي «قصص وأساطير شعبية من منطقة المدينة المنورة: بدر ووادي الصفراء» لمفرج فراج السيد، بتعليق: محمد مفرج السيد، وترجمة البروفيسور وانغ يويونغ والبروفيسور لي نان.
وأوضحت اليمامة أنَّ هذا الكتاب يتضمن قصصًا وحكايات تاريخية مروية عن بدر التاريخية وما جاورها، مما يعد تعبيرًا ثريَّاً عن جزء من تراث المنطقة، واستمرارًا من مركز البحوث والتواصل المعرفي في إصدار وتدشين مشروعه الرائد (النشر السعودي الصيني للأعمال الكلاسيكية والحديثة).
ويعد كتاب «قصص وأساطير شعبية» واحدًا من أبرز الكتب التي تضمَّنت الأساطير والحكايات الشعبية في منطقة المدينة المنورة، وقد برز مؤلفه الراحل مفرج بن فراج السيد شاعرًا وأديبًا سعودي من جيل الرواد؛ إذ مارس هواية الشعر منذ صغره ونشر أول إنتاجه الشعرية بمجلة المنهل عام 1383هــ (1963م)، ووصفه الأديب عبدالقدوس الأنصاري رئيس مجلة المنهل الأسبق بـ«شاعر الريف السعودي».
ونشر السيد شعره بمجلة المنهل المذكورة وصحف المدينة والبلاد والندوة، كما أذيع شعره في الإذاعة السعودية والإذاعة الأردنية وإذاعة صنعاء والقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.
وقد ورد شعر السيد في عدد من رسائل وأطروحات الماجستير والدكتوراة في الأدب السعودي المعاصر، وله تراجم عدة في معاجم أدباء المملكة، كما تُرجم له في معجم البابطين الخاص بشعراء العرب المعاصرين، وضُمِّنت سيرته ومختارات من شعره في سلسلة قصائد مختارة من روائع الغزل عند الشعراء الخليجيين.
ومن كتب السيد المنشورة حديثاً كتاب «بدر ووادي الصفراء.. عادات وتقاليد.. حكايات وذكريات»، وكتاب «الخبيتي أغاني الخبت»، وكتاب «شعراء الكسرة في وادي الصفراء».
يُذكر أن الأعمال السعودية المتعلِّقة بالأساطير الشعبية تلقى رواجًا في الأوساط الثقافية الصينية، إذ إنَّ من أوائل الكتب السعودية ترجمةً إلى الصينية في العقود الماضية كتاب «قصص وأساطير شعبية من قلب الجزيرة العربية» للأديب عبد الكريم الجهيمان، وتُرجِم إلى الصينية في بداية الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، تحت عنوان «الأميرة الصامتة»؛ وهذا يعبر عن أهمية هذا النوع من الكتب في تعميق التواصل مع المثقفين والمهتمين في الصين، وإسهام هذا النوع من الأعمال الثقافية في تغطية احتياجاتهم في فهم الثقافات الأخرى.
صدر عدد اليمامة في 28 ربيع الآخر 1446هـ (31 أكتوبر 2024م):
جاء الكتاب في ثلاثة فصول، عنوان الفصل الأول: (الآخر وآدابنا الشعبية)، وخصصه الباحث للحديث عن كتابات المستشرقين، واهتمامهم بآدابنا الشعبية، ودوافعهم والآثار الناتجة عن ذلك الاهتمام. وحوى الفصل الثاني ثمانية موضوعات تناولت الرواية الشفوية في النصوص الشعبية وآثارها في تحول لهجة النصوص وتحويرها وتأثيرها في فهم الشعر. وقد خصص الفصل الثالث، وهو أطول الفصول، لأحد عشر بحثاً في جوانب الشعر النبطي المختلفة.
يقول الخبير الإستراتيجي مايكل بيلسبري: على مدى أكثر من أربعين عاماً، أدَّت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً لا غنى عنه في مساعدة الحكومة الصينية على بناء اقتصاد مزدهر، وتطوير قدراتها العلمية والعسكرية، وتبوء مكانتها على المسرح العالمي، إيماناً منها بأنَّ صعود الصين سيجلب لنا التعاون في الدبلوماسية والتجارة الحرة. ولكن ماذا لو كان (الحلم الصيني) سيحلُّ محلنا، تماماً كما حلَّت أمريكا محل الإمبراطورية البريطانية، من دون إطلاق رصاصة واحدة؟
اذا كانت الفلسفة بحكم توسلها بالاستدلال والحوار تضاد العنف، فإنَّ الفلسفة الائتمانية – التي وضع أسسها الدكتور طه عبد الرحمن بحكم جمعها بين روح التفلسف وروح التدين- تثبت أنَّ آثار العنف لا تقف عند حدِّ هذا العالم المرئي، وإنما تتعداه الى ما وراءه من عوالم غير مرئية.
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في فعاليات منتدى «فالداي» الدولي للحوار في دورته السنوية الـ21 في مدينة سوتشي بجنوب روسيا، وذلك خلال الفترة من (4 إلى 7 نوفمبر 2024م).
ومثَّل المركز الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن الفرج الخبير في الشأن الروسي وكبير الباحثين بالمركز، وكان من ضمن المشاركين الذين حضروا لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام المنتدى، وطرح عليه سؤالاً، قال فيه: أنا سعيد برؤيتك سيادة الرئيس. الأمر متبادل، فحديثكم في هذا الجمع، يستحضر معه ذكريات حديثكم في مؤتمر ميونخ في عام 2007م. وبالتأكيد، لم يَعد النظام العالمي أحادي القطب. فلدينا الآن ثلاث قوى عظمى هي الولايات المتحدة وروسيا والصين. ويبدو أن هذه الدول سوف تتنافس مع بعضها بعضًا. من غير المرجح أن تنشب حرب ساخنة بين هذه القوى إذ أنَّ كل واحدة منها تمتلك أسلحة دمار شامل. غير أنَّ الغرب بدأ بالفعل حربًا تجارية، وقد يتطوَّر الأمر إلى حروب شاملة. ولذلك، فإنَّ سؤالي، يا سيادة الرئيس هو: هل روسيا مستعدة لمثل هذه التطوُّر في الأحداث، بخاصة إذا كانت هذه الحروب طويلة الأمد؟ أم أنَّ سيادتكم تعتقدون أنَّه سيكون للنظام العالمي سيناريو تطوُّر آخر؟ وشكرًا لكم.
فأجاب الرئيس بوتين طالبًا «بداية إدراج الهند بوصفها إحدى القوى العظمى كذلك، فسكانها يبلغ 1.5 مليار نسمة، وهي صاحبة أعلى معدل نمو بين الاقتصادات الكبرى، وهذا ما ينبئ بمستقبل جيد لها، وثمة دول نامية تنمو نموًا سريعًا، وبينها دول لها تأثير كبير في السياسة الراهنة، وفي التنمية العالمية، ومستقبل الإنسان كذلك»؛ وضرب مثلاً بإندونيسيا التي يبلغ سكانها 300 مليون نسمة، وكذلك الوضع لبعض الدول الإفريقية ذات التأثير.
وأوضح أنَّ «السعودية -كذلك تؤدِّي دورًا كبيرًا في مجال الطاقة الدولية، فهذه النقطة الوحيدة كافية جدًا، فحركة واحدة، أو كلمة واحدة من ولي العهد السعودي كافية بأن تحدث تأثيرًا كبيرًا في أسواق الطاقة الدولية».
وأضاف موجهًا حديثه لممثل المركز: «والآن، بالنسبة إلى الدول التي ذكرتها، فقد تحدثت عن التنافس بينها. تعلم أنَّ التنافس الصحي جيد على الدوام، وهو لم يكن أبدًا مضرَّاً لأي أحد. وأنا لا أطرح تعليقًا ساخرًا هنا. فالتنافس يحيي القوى الداخلية لكل دولة، ويساعد على دفع تنميتها. الاحتكار هو الشيء المذموم». واستدرك مازحًا إلا أنَّه في الماضي يقولون إن هناك حالة واحدة فقط عندما يكون فيها الاحتكار جيد، وهي عندما يكون احتكارنا».
وأوضح أن سوء الاحتكار «في كونه يقوض الأساس»، وأضاف: «ينبغي ألا يتطوَّر التنافس الطبيعي إلى عدوان من أي دولة ضد دولة أخرى. الأمر الأهم، هو أن الاتفاقيات تُفصل ويتفق عليها من الأطراف المعنية. وكذلك الأحكام يُتفق عليها، ولا يخترعها أحد. ويجب مراعاة هذه الأحكام؛ إذ أنَّ هناك قيود وعقوبات نسميها غير شرعية، التي لم تستعمل، وتُطبق بصفتها أداة تنافس. أما لماذا أسميتها غير شرعية؟ فالإجابة لأنَّها تعارض الأعراف الدولية، مثلُا، منظمة التجارة الدولية جرى تسيسها، واستخدامها مؤخرًا لمنافع تنافسية».
وأشار إلى أنَّ «فرض العقوبات ضد روسيا أو ضد الصين ترتد في معظم الأحيان على من فرضها. فمثلاً الولايات المتحدة والصين بينهما تعاون اقتصادي كبير. فإذا طُبقت العقوبات ضد الصين، فماذا سيحدث بعد ذلك؟». وأجاب: «من المحتمل أنهم أطلقوا النيران على أقدامهم. انظر إلى أوروبا، فهم يقلصون البضائع الصينية، وقد وضعوا حواجز معينة تضرُّ الأوروبيين، أنفسهم». وواصل قائلاً: «إنَّ هناك مصدرًا للطاقة الرخيصة من روسيا، إلى جانب بضائع رخيصة لمستهلكي السوق من الصين. فما الذي سيحدث بعد ذلك إذا هم قطعوا أحد هذين المصدرين؟ لقد أغلقوا طوعًا مصادر طاقتنا الرخيصة نسبيَّاً، ونحن الآن نرى أنَّ الأمر يوازي الركود. وإذا تخلَّوا الآن عن البضائع الصينية الرخيصة نسبيَّاً فإنه سيكون لديهم تضخم».
وشرح الوضع في الولايات المتحدة بقوله: «سوف يحدث مثل ذلك – أي التضخم – للولايات المتحدة، ففي جعبتها قضايا كافية. لديها عجز مضاعف، 34 مليار دولار من الديون. وعجز في التجارة الداخلية وهلم جرًا. ولديها عجز في الميزانية، أعتقد أنَّه يصل إلى حدود 6%. أما نحن، ومع كل القيود علينا؛ فإنَّ عجزنا يقف عند أقل من 2%، ويصل عجزهم 6%. فهم يقوضون تنميتهم ومؤسسات التنمية لديهم. ولذلك، فإنَّه نعم للتنافس الصحي، فهو أمر طبيعي وممكن. أما استخدام أدوات غير شرعية لمكاسب تنافسية فهو أمر سيء، وسيكون مضرَّاً لأولئك الذين يستخدمونه».
يجدر الذكر أن َّمنتدى «فالداي» الدولي للحوار ملتقى لكبار الخبراء الأجانب والروس في مجال العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والعلاقات الدولية، وانطلق في سبتمبر 2004 بمبادرة من وكالة «ريا نوفوستي»، ومجلس السياسة الخارجية والدفاع، ومجلتي «روسيا في الشؤون العالمية» و«ملف روسيا»، ويعود اسم النادي إلى موقع المؤتمر الأول الذي انعقد في مدينة فيليكي نوفغورود بالقرب من بحيرة فالداي.
خطاب الرئيس بوتين ولقاؤه مع المشاركين على موقع الكرملين الإلكتروني على الرابط: