المركز يشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب

المركز يشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب

يشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار “وجهة ملهمة” في رحاب جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، ويمتد في الفترة (28 سبتمبر – 7 أكتوبر 2023م)، وتحلُّ سلطنة عُمان ضيف شرف لهذا العام، لتقدِّم تجربة ثقافية فريدة، تستعرض فيها تراثها وتاريخها وفنونها وثقافتها الأصيلة في المعرض الذي يشارك فيه ما يزيد على1800 دار نشر من 32 دولة موزعة على أكثر من 800 جناح عرض.
ويعرض جناح المركز (B190) مجموعة من الإصدارات المتنوعة من الكتب والدراسات الصادرة خلال عام 2023م، إلى جانب الإصدارات السابقة، التي تزيد على 100 عنوان، على رأسها كتاب توثيقي عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله – بعنوان: “سلمان بن عبدالعزيز رصد لأخباره الصحفية 1354 – 1407هـ / 1935 – 1987م”، و”مراكز البحوث والدراسات السعودية ودورها في تحقيق رؤية 2030”.
ومن أهم أعمال المركز الصادرة مؤخرًا، ومتاحة في المعرض حاليّاً “المنافسات الأولمبيَّة العلميَّة: السُّعوديَّة في الطليعة”، و”قراءة سعودية في الرواية الصينية المعاصرة”، و”إشكاليات الترجمة من الصِّينيَّة إلى العربيَّة: من واقع الأدب النثري والروائي الصِّيني”، “قراءة في الترجمة الأوزبكية للأدب السعودي”، و”العلاقات السعودية الفيتنامية: آفاق التطوّر”، و”استشراف مستقبل العلاقات الصينية السعودية”، و”الشراكة الصينية العربية”، و”رؤية استشرافية: كيف سيتغير النظام الاقتصادي العالمي في عام 2050؟”، و”المشهد الموريسكي : سرديات الطرد في المشهد الموريسكي الحديث”، و”أضواء على عمل الدكتور تركي بن سهو العتيبي في العباب”، وكان المركز قد أصدر”معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر”، للإمام رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني المتوفَّى سنة 650هـ، من تحقيق د.تركي بن سهو العتيبي أستاذ النحو والصرف سابقًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الذي قدم إضافة علمية قيمة للتحقيق الذي أنجزه العالم الباكستاني فير محمد حسن المخدومي المتوفى سنة 1420هـ منذ سنوات.
ومن الإصدارات التي يضمها جناح المركز: “الحجاج في الخطاب السياسي السعودي: مقاربة تداولية”، و”يوسف ياسين: الصحافي ورجل الدولة”، و”العلاقات السعودية الهندية: الحالة الراهنة واستشراف المستقبل”، و”نظام التحكيم في المملكة العربية السعودية والتطور المرتقب في ظل برنامج التحول الوطني 2020م”، إضافة إلى دوريات المركز “مكاشفات” و”الاستعراب الآسيوي”، إلى جانب الدورية الجديدة “أوراق استشرافية”، التي تأتي من منطلق أنَّ استشرافَ المستقبل هو التطلُّع الدائم إلى صورة الزَّمن المقبل، ومن ثَمَّ، يأمل المركز، من خلال هذه الدورية، الإسهامَ مع مراكز الفكر العربية، في الاهتمام بهذا التوجُّه لشحذ الأذهان، وتشكيل فكرٍ مستقبليٍّ عربيٍّ ينبع من احتياجات المجتمعات العربيَّة.
ومن إصدارات المركز المترجمة: “الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر” للدكتورة لوثي لوبيث بارالت، و”التخطيط الإستراتيجي للمؤسسات العامة وغير الربحيّة: دليل تعزيز الإنجاز التنظيمي واستدامته” تأليف: د. جون م. بريسون، و”هل مؤسسات الفكر ذات أهمية؟ تقييم تأثير مراكز السياسة العامة”، تأليف: دونالد إي. أبيلسون، و”سطحية الحياة الأمريكية في السنوات العشر الماضية”، تأليف: جوناثان هايدت، إضافة إلى عدد من الإصدارات المتعلقة بالصين، مثل: “المسألة الصينية: إدارة المخاطر وتعظيم الفوائد من الشراكة في التعليم العالي والبحث”، تأليف: مجموعة من الباحثين، و”التقرير السنوي2020: تطوّر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية”، و”الأدب الصيني”، تأليف: د. ياو دان.
وتشتمل كتب المركز في معرض الرياض على موضوعات: اقتصاد المعرفة، والإعلام، وريادة الأعمال، والتعليم، والحرب، والهجرة، والسلام، وحقوق الإنسان، والعلاقات الدولية، والدبلوماسية، والتأمين، وغير ذلك من قضايا العصر المثيرة كالحرب التجارية، والمثلية الجنسية من وجهة نظر علمية، ويتناول ذلك كتاب عالم الاجتماع الأمريكي نيل وايتهيد، بمشاركة الصحفية والكاتبة بريار وايتهيد: (هل جيناتي جعلتني هكذا)؟
يُذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي يصدر – إضافة إلى الكتب المؤلفة والمترجمة – عددًا كبيرًا من التقارير المُعدة والمترجمة والدراسات والبحوث التي تُعنى بمجريات الأحداث وقضايا الواقع المعيش، مع استشراف المستقبل، من خلال خبراء مختصين في المجالات المختلفة.

Riyadh-Book-Fair-2023-1
Riyadh-Book-Fair-2023-2
Riyadh-Book-Fair-2023-3
حلقة نقاش حول الأديب الكازاخي مختار أويزوف

حلقة نقاش حول الأديب الكازاخي مختار أويزوف

نظم مركز البحوث والتواصل المعرفي بالتعاون مع سفارة كازاخستان في الرياض في الثلاثاء 10 ربيع الأول 1445هـ (26 سبتمبر 2023م) حلقة نقاش حول المفكر والأديب والروائي والمسرحي الكازاخي الشهير مختار أويزوف، بمناسبة مرور 125 عامًأ على مولده، شارك فيها حضورياً سعادة سفير جمهورية كازاختسان لدى المملكة العربية السعودية بيرك آرين، إلى جانب مشاركة عدد من الباحثين عبر تقنية زووم من كازاخستان.

افتتح الحلقة الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي، مشيرًا إلى أهمية هذه المبادرة لنشر أعمال الكاتب والعالم المتميز مختار أويزوف في المملكة العربية السعودية، وأعرب عن ثقته في أن مثل هذه الفعاليات المشتركة تعمل على تحقيق التقارب بين شعبي البلدين، وتعزيز الروابط الثقافية بينهما.

وأعرب سعادة السفير الكازاخي عن شكره وتقديره للمركز لتنظيمه هذه الحلقة العلمية عن حياة أويزوف وأعماله، مشيرًأ إلى أنَّه يعدُّ من أشهر الكتاب والأدباء والمؤرخين الكازاخ على الإطلاق، وأول من كشف للعالم الإرث الإبداعي للشاعر والمصلح الكازاخي أباي قونانباي، الذي سبق للمركز أن نظم ندوة بعنوان “آباي شاعر شعب كازاخستان العظيم”؛ بمناسبة مرور 175 عامًا على ميلاده في نوفمبر 2020م.

وأوضح السفير أنَّ الكاتب أويزوف أصبح مشهورًا بين عامة الناس بفضل قصصه “الجميلة في ملابس الحداد”، و”نصيب اليتيم”، و”من المذنب؟”، و “اليتيم”، و”الشرس الرمادي”، وقصة “الحادث المؤسف لكاراش كاراش”، ورواية “الوقت الصعب”، ومسرحيات “الريش الحجري”، و”في بستان التفاح”، ودراسات عن تاريخ الأدب والفولكلور الكازاخي والقيرغيزي. وقد كشف كثيرٌ من هذه الأعمال مشكلات المجتمع الإقطاعي الكازاخي في ذلك الوقت.

وشارك في حلقة النقاش متحدثون عبر الإنترنت، منهم: الدكتورة سامال تولوبايفا، الأستاذة بقسم الدراسات الشرقية بجامعة غوميليوف الوطنية الأوراسية، والدكتور يختيار بالتوري، مدير قسم العلوم والابتكار في جامعة نور مبارك، والسيد خيرت ساكي، الدبلوماسي السابق والمستعرب، الذين تناولوا في مشاركاتهم جوانب من حياة مختار أويزوف ودوره في تطوير الأدب الكازاخي، والتعريف بتراث بلاده، وبدور الشاعر الكبير آباي، وتأثير الأدب العربي الكلاسيكي في أدب في آسيا الوسطي، وتطوره.

وأشار أغلب المعقبين إلى أن هذا الكاتب الكازاخي البارز لا تزال أعماله مجهولة لدى عموم المثقفين العرب، ودعوا إلى أهمية المشاركة بين المؤسسات ذات الاهتمام تفعيل الترجمة المتبادلة لأعمال أشهر الكتاب الكازاخيين والسعوديين إلى اللغتين العربية والكازاخية، وعلى رأسها الرواية الملحمية الكازاخية “طريق آباي”.

بشكل عام، أعرب المشاركون من الأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام عن تقديرهم الكبير لمبادرة السفارة والمركز، وأبدوا عن امتنانهم وتقديرهم لهذا التبادل المعرفي، الذي يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.

قام بالتقديم الدكتور عائض آل ربيع مدير إدارة البحوث بمركز البحوث والتواصل المعرفي.

Kazakh-writer-Mukhtar-Uyzov-1
Kazakh-writer-Mukhtar-Uyzov-2
Kazakh-writer-Mukhtar-Uyzov-3
Kazakh-writer-Mukhtar-Uyzov-4
Kazakh-writer-Mukhtar-Uyzov-5
Kazakh-writer-Mukhtar-Uyzov-7
التعاون والتبادل الصيني العربي في مجال النشر

التعاون والتبادل الصيني العربي في مجال النشر

يعقد مركز البحوث والتواصل المعرفي ودار انتركونتننتال الصينية للنشر ندوة عن “التعاون والتبادل الصيني العربي في مجال النشر”، وذلك في صباح يوم الأحد 16 ربيع الأول 1445هـ (1 أكتوبر 2023م) بقاعة الاحتفالات في فندق موفنبيك بالرياض.

وتتناول الندوة واقع التبادل المعرفي والنشر المشترك بين الجانبين، والمعوقات والتحديات التي يواجه التعاون الثقافي عمومًا، والتعاون في مجال النشر بوجه خاص.

وكان وفد الدار المشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب قد زار المركز اليوم الخميس 13 ربيع الأول 1445هـ (28 سبتمبر 2023م)، واستقبله رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، والأستاذ عبد الله الكويليت المدير التنفيذي.

وتكوّن الوفد من السيدة قوانغ هونغ نائب المدير العام للدار، والسيدة تشيو هونغ يان مديرة مركز النشر، والسيدة يانغ شيويه مديرة قسم التعاون الدولي، ود. لي شيجيون (لطيف) باحث ما بعد الدكتوراه بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، الذي سبق أن كان باحثًا زائرًا في المركز.

عقد الجانبان لقاءً بحضور المدير التنفيذي للمركز عبد الله الكويليت، وعدد من الباحثين، ابتدره رئيس المركز بالترحيب بالوفد، ومنوهًا بالعلاقات المتميّزة بين المركز والدار، والتي تجسدت في مشروع النشر المشترك الذي يتضمن ترجمة ونشر 25 عملاً من الأعمال الكلاسيكية السعودية إلى اللغة الصينية، وقد أُنجزت أعمال كثيرة في إطار المشروع، وهي ضمن إصدارات المركز والدار بمعرض الرياض الدولي للكتاب.

وأشار ابن جنيد إلى إستراتيجية المركز في تجسير العلاقة مع مراكز الفكر والجامعات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك ودور النشر في الصين من أجل دفع التبادل العلمي والثقافي بين البلدين، في إطار ما تشهده العلاقات الرسمية من تطوّر بارز، وقد أثمر ذلك إنتاجاً علميّاً وثقافيّاً يفتح آفاقًا واسعة أمام استشراف مستقبل العلاقات البينية؛ بما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين.

وأكدت نائب المدير العام لدار انتركونتننتال قوان هونغ حرص الدار على تطوير العلاقات مع المؤسسات العلمية والثقافية السعودية، ومن ذلك يأتي الحرص على المشاركة كل عام في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعدُّ أحد أهم معارض الكتاب في العالم، وأشارت إلى اعتزاز الدار بالتعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي، وبما أُنجز في مشروع النشر المشترك، مع تطلع دائم إلى ترسيخ هذه العلاقات، من خلال أعمال بناءة تنعكس إيجابًا على التبادل العلمي والثقافي بين البلدين.

وأوضحت مديرة مركز النشر تشيو هونغيان اهتمام الدار بالشراكة الإستراتيجية مع المؤسسات السعودية ذات الاهتمام بالفكر والثقافة، واصفة التعاون مع مركز التواصل المعرفي بالنموذج الذي تعتز به الدار في تقديم منتج ثقافي يحقق أهداف تطوير العلاقات بين البلدين.

وأعربت مديرة قسم التعاون الدولي يانغ شيويه عن حرص الدار الدائم على تمتين العلاقات مع المركز، بتوظيف إمكانات الجانبين في الإنتاج الثقافي والعلمي المحقق للتقارب بين الشعبين، مشيرة إلى أهمية التعاون في كثير من المجالات المعرفية والثقافية، التي تعزز العلاقات الرسمية، وقد خطت خوات واسعة في شتى الميادين.

وقدم المشاركون في اللقاء اقتراحات لمشروعات مستقبلية يمكن أن يتبناها مركز البحوث والتواصل المعرفي ودار انتركونتننتال الصينية للنشر لدفع التعاون بينهما في التبادل العلمي، ونشر الأعمال المميزة التي تحقق تواصلاً إيجابيًا، ومعرفة أعمق بواقع الحال في البلدين.

Chinese-Arab-exchange 01
Chinese-Arab-exchange 02
Chinese-Arab-exchange 03
“المشهد الموريسكي: سرديات الطرد في الفكر الإسباني الحديث”

“المشهد الموريسكي: سرديات الطرد في الفكر الإسباني الحديث”

حسام الدين شاشية

صدر عن مركز البحوث والتواصل المعرفي في الرياض، بالاشتراك مع مُؤسسة التميمي في تونس كتاب “المشهد الموريسكي: سرديات الطرد في الفكر الإسباني الحديث” لأستاذ التاريخ الحديث بجامعة تونس حسام الدين شاشية، تقديم أستاذ التاريخ الثقافي لطفي عيسى.
يتكون الكتاب من 640 صفحة تنقسم إلى مُقدمة، وثلاثة أبواب وخاتمة، ثم قسم للملاحق وقسم لعرض الوثائق الأرشيفية، إضافةً إلى المصادر والمراجع التي اعتمدها الكاتب في عمله الضخم.
يقول الكاتب في مُقدمة الكتاب: إنَّ الهدف الأساسي الذي وضعهُ لعمله أن يُقدِّم للقارئ قراءةً واضحة لتطور الفكر الإسباني تجاه المسألة الموريسكية خلال الفترة الحديثة، في إطار محاولته تفسير تزايد الاهتمام بالتاريخ الموريسكي في شبه الجزيرة الإيبيرية، أو الإجابة عن سؤال: ما الذي يجعل إسبانيا الرسمية وغير الرسمية، إسبانيا الأكاديمية، الفنية، الأدبية والصحفيَّة إلخ، تستحضر هذا التاريخ بطُرق مُختلفة وبشكل مُتواتر، وخصوصًا خلال العشريتين الأخيرتين؟
يرى المُؤلف أنَّ تزايد الاهتمام بالتاريخ المُوريسكي، يُعبِّر بالضرورة عن حاجة، فإذا ما قوربت المسألة من زاوية بحثية وصحفية، فهي حاجة للمعرفة، ومن ثَمَّ، إقرار عكسي بنقص المعرفة. أما إذا ما قورب الموضوع من زاوية فنية وأدبية، فهي حاجة لبعث أو خلق حالة أو تصوُّر أدبي وفني للموضوع، للقولبة الجمالية والدرامية. أمَّا من وجهة النظر الاجتماعية والثقافية والسياسية، فهي، حسب رأيه، تعبيرٌ عن حالة القلق والتوتر التي عاشها ويعيشها المُجتمع الإسباني تجاه المسألة الموريسكية.
بالنسبة إلى عنوان الكتاب الأساسي؛ أي “المشهد الموريسكي”، فقد استوحاه الكاتب كما يذكر من كتاب جون لويس غاديس “المشهد التاريخي”، الذي حاول الإجابة عن سؤال: “كيف يرسم المُؤرخون خارطة الماضي؟”، في حين أنَّ عمل شاشية يُحاول الإجابة عن سؤال: كيف رسم الكُتَّاب الإسبان خلال الفترة الحديثة خارطة المسألة الموريسكية؟
اعتمد الكاتب في عمله على مُقاربة راوحت بين استعمال المنهج التأويلي والمنهج الكمي، حسب المُعطيات والنصوص التي توفرت لهُ عن كُلِّ فترة، فالعمل ثريٌّ بالرسوم البيانية والإحصائيات المتنوعة، التي ساهمت في فهم أنساق التطور وتنوعاتها.
اتبع شاشية في مُستوى التخطيط، تخطيطًا كرونولوجيّاً، يقوم على ثلاثة فصول، متفاوتة من حيث الطول، نتيجةً لتفاوت المواد المصدرية من فترة إلى أخرى، حيث عنون الفصل الأول من الكتاب بـ: “كم يوجد في هذا العالم من أشخاص يخشون الآخرين لأنهم لا يشبهونهم!”: كتابات القرنين السادس عشر والسابع عشر”، أين دُرست المسألة الموريسكية في الكتابات الإسبانية للقرنين السادس عشر والسابع عشر، عندما كان حضور الموريسكيين ماديّاً وعلنيّاً بشبه الجزيرة الإيبيرية (حتى نهاية الطرد سنة 1614م). في هذا الفصل، قام بقراءة واسعة في عدد مهم من الكتابات الإسبانية المتنوعة، أي من منظور كتابات ما يُعرف بـ: “التأريخ التبريري “Historiografía apologética، الذي كان معظم مؤلفيه من رجال الدين، ثم الكتابات الإخبارية، فالأشعار والأناشيد، وتلتها الكتابات الروائية والمسرحية.
أما في الفصل الثاني المعنون بـ: “ليس من السهل على أيِّ أمة أن تكُف عن الوجود”: كتابات القرن الثامن عشر”، فقد حاول الكاتب، بدايةً، الوقوف على الحضور الموريسكي في إسبانيا ما بعد الطرد، ثم عالج الكتابات الإسبانية التي تناولت الموضوع الموريسكي، وجاءت في شكل تقارير، يوميات وكتابات صحفية، كما حاول أيضًا الوقوف على رمزيات إعادة طبع الأعمال التي عالجت المسألة الموريسكية في هذا القرن.
وعنون الفصل الثالث بـ: ” المطرودون يعودون!: كتابات القرن التاسع عشر”، وهو الفصل الأطول (جاوز 200 صفحة)، بالنظر إلى تنوُّع التأليف وازدياده حول الموضوع الموريسكي في القرن التاسع عشر، حيث حاول شاشية، بدايةً، تقديم لمحة تاريخية عامة عن إسبانيا في هذا القرن، ثم درس حضور المسألة الموريسكية في الكتابات الصحفية، فالكتابات المسرحية والروائية، وختامًا الكتابات “التاريخية”.
ونقرأ في خاتمة التقديم الذي خصَّ به أ. لطفي عيسى الكتاب ما يأتي: “وبالجملة تبدو محصّلة البحث الشيِّق والمفيد لحسام الدين شاشية حول تطوّر مدركات الإسبان للمسألة الموريسكية، وانتقال تمثلاتهم الجمعية من لُجَاجَةِ التبرير إلى اتّزان التنسيب، مرورًا بالتطبيع والمراجعة، قيمة وجد مفيدة في التعرُّف إلى مسار تحوّل وجهات نظر المدافعين على “الأسبنة” من دعاوي التمسّك المرضي بنقاء الهوية واستعصاء القبول بالغيريات، إلى إعادة الاعتبار تدريجيّاً لدور تلك الجماعات المنفيّة في رسم مشهد إسبانيا الحرة، وإدراج أولئك المظاليم ضمن تاريخ إسبانيا باعتبارهم جزءًا لا يتجزَّأ من الانتماءات المتشابكة والمتظافرة بين ضفَّتي البحر الأبيض المتوسط”.


* حسام الدين شاشية هو أستاذ وأكاديمي تونسي، مُتخصص في التاريخ الموريسكي والعلاقات بين شبه الجزيرة الإيبيرية وبلاد المغرب خلال الفترة الحديثة، لهُ عدد من المنشورات باللغات العربية والإسبانية والإنجليزية. حائز على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في قسمي تحقيق المخطوطات والدراسات لسنة 2015م، التي يقدِّمها المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق، وجائزة الباحث الشاب في التاريخ لسنة 2020م المُقدمة من بيت الحكمة بتونس.
“التواصل المعرفي” في مؤتمر حواري صيني عربي

“التواصل المعرفي” في مؤتمر حواري صيني عربي

شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في الدورة الرابعة لمؤتمر “الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية” التي فاق عددها الـ 70 حزبًا، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من مراكز بحوث من مختلف الدول العربية، وذلك في المُدَّة من 13 – 18 يوليو 2023م، بمدينة ينتشوان في مقاطعة نيغيشيا الصينية.
مثل المركز الأستاذ فهد المنيعي، الذي ألقى كلمة في الندوة الفرعية الأولى بعنوان “أهمية التبادل الحضاري بين الصين والعالم العربي”، وقد شارك أيضًا في الفعالية الترويجية حول تجربة نيغيشيا بكلمة رئيسة لاقت استحسان الحضور.
وجرى على هامش المؤتمر عَقدُ عَددٍ من حلقات النقاش والندوات للتداول بشأن أبرز القضايا المشتركة بين الصين والعالم العربي، وآليات التعاون وسبل التنسيق بين الجانبين.
وأكدّ البيان الختامي للمؤتمر أهمية توثيق العلاقات الصينية العربية، ونقلها من المستوى الدبلوماسي إلى المستوى الشعبي للتعبير عن قِدم هذه العلاقة التاريخية، وضرورة التعاون والعمل في بناء مشروع الحزام والطريق؛ تحقيقاً للتبادل الحضاري والتكامل المعرفي، وكذلك تنسيق المواقف فيما يتعلَّق بالقضايا الكبرى؛ بما يخدم مصالح كل الشعوب، ويحفظ أمنها، واستقلالها، وسيادتها.
وأجرى ممثل المركز لقاءات مع عدد من المسؤولين الصينيين، أبرزهم وزير دائرة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السيد ليو جيانتشاو، ومساعده السيد تشو روي، وأمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في منطقة نيغيشيا ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب السيد ليانغ يانشون، ومدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا لدائرة العلاقات الخارجية السيد جياو تشيشين، إذ جرى تأكيد أهمية استمرار التواصل بين الطرفين من خلال التشاور، وتبادل الزيارات، وإطلاق برامج التعاون والمبادرات المشتركة.

China-and-Arab-parties-2
China-and-Arab-parties-3
China-and-Arab-parties-4
China-and-Arab-parties

Pin It on Pinterest