شهدت العاصمة السعودية الرياض إطلاق أول مدرسة سعودية لصنّاع الفكر، تستهدف صناعة جيل من المفكرين السعوديين، بوصفها مبادرة عملية لدعم قطَّاع صناعة الفكر والنهوض به إلى مستويات عالمية، وفق رؤية استشرافية ومنهج علمي رصين، يتواءَم مع متطلبات رؤية “2030”.
وجاء إعلان إطلاق المدرسة، على لسان رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الدكتور يحيى محمود بن جنيد، على هامش ورشة عمل بعنوان “مراكز الفكر السعودية: الطريق إلى 2030″، التي أقيمت في فندق “موفمبيك الرياض”، بالتعاون بين مركز البحوث والتواصل المعرفي، ومنظمة مراكز الفكر العالمية (OTT)، ومبادرة “DEVE” المتخصصة في تطوير وتمكين مراكز الفكر ومؤسسات المجتمع المدني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحضرها عدد من مديري ورؤساء المراكز السعوديين، ومجموعة من الباحثين والأكاديميين المعنيين بهذا الشأن.
واستمرّت فعاليات الندوة من الساعة 9.30 صباحاً حتى الساعة 3.00م، وتضمّنت ثلاث جلسات، الأولى بعنوان: مراكز الفكر السعودية: الواقع والتحديات. أدارها المستشار والباحث بمركز البحوث والتواصل المعرفي الدكتور علي الخشيبان، وشارك فيها مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية الدكتور منصور المرزوقي، والباحثة المتخصصة في مجال مراكز الفكر الدكتورة عفاف الأنسي. وحملت الجلسة الثانية عنوان: مراكز الفكر السعودية في بيئة عالمية. بإدارة الدكتور الخشيبان، وشارك فيها مدير شؤون الاتصال السابق في تشاثام هاوس كيث بيرنت، ورئيس منظمة مراكز الفكر العالمية إنريكي مانديزابال. وأما الجلسة الثالثة فحملت عنوان: سبيل الإبداع والطريق إلى 2030. وأدارها مدير شؤون النمو في منظمة مراكز الفكر العالمية لويس أورلاندي، وشارك فيها إنريكي مانديزابال، والمدير التنفيذي للمركز الأستاذ عبدالله الكويليت.
وخلال افتتاح الورشة أكد الدكتور ابن جنيد أهمية تكثيف التعاون بين مراكز البحوث والفكر في المملكة وتبادل الخبرات واللقاءات مع مثيلاتها في الخارج، مشدداً على أنَّ الورشة المقامة بهذه المناسبة تسعى للتعرف إلى الوضع الحالي للمراكز، وتتلمس سبل تطويرها بما يخدم أهداف المملكة العربية السعودية، وخصوصاً أهداف رؤية 2030.
ولفت ابن جنيد إلى أهمية القوى العاملة في مراكز الفكر، وضرورة تطويرها وإعدادها ببرامج تدريب وابتعاث منهجية، بالتنسيق مع وزارة التعليم، وذكَر أنَّ الحاجة قائمة إلى تعاون المراكز مع المكتبات ومراكز المعلومات السعودية، لتكون مصدراً للمعلومات. موضّحاً أنَّ من المهم أن تتبنَّى المراكز برامج “الباحث الزائر” فيما بينها، لكي يجري تبادل الزيارات بين باحثيها في السعودية وخارجها، وليتم التنسيق لاستقبال الباحثين من أنحاء العالم، بهدف إثراء معلوماتهم عن المملكة، وتعميق فهمهم لدورها المعاصر.
واحتوت ورقة الدكتور المرزوقي استعراضاً لواقع مراكز الفكر في السعودية وأبرز التحديات التي تواجهها، وانقسم عرضه إلى ثلاثة أقسام، أولها: تعريف مراكز الفكر، وأهم الفروقات بينها وبين حواضن إنتاج المعرفة الأخرى. وثانيها: أبرز سمات مراكز الفكر في المملكة العربية السعودية. وثالثها: أبرز التحديات التي تواجه مراكز الفكر في المملكة. وحث على تولّي جهات وطنية مهمات تذليل الصعوبات التي تواجه مراكز الفكر في المملكة، مثل: مهمة تقويمها، وإيجاد فضاء حوكميّ يساعد على إجراء نقاش يتعلق بمعاييرها والتنافس الإيجابي بينها، على نحو يخدم الالتزام بالجودة والمنهج العلمي. كما دعا إلى إنشاء “بنك دراسات” يصنّف المواضيع والبحوث، بما يسمح بتبادل المراكز الفكرية أحدث ما توصلت إليه، ويحول دون تكرار المهمات نفسها.
أما ورقة الدكتورة الأنسي فتطرقت إلى أبرز التحديات التي تواجه مراكز الفكر السعودية، ومن أبرزها: تحدّي الحصول على التمويل، وتحدّي مواكبة الذكاء الاصطناعي وتسخيره والاستفادة منه.
واستعرضت ورقة برينت آليات التواصل في مراكز الفكر، والأخطاء الشائعة فيها، وأهم الممارسات الحديثة للاتصال وتبادل الخبرات، ووسائل تعزيز الصورة الذهنية للمراكز.
أما مشاركة مانديزابال فاشتملت على سرد سريع لتاريخ مراكز الفكر في الغرب، ومعاهد الدراسات الدولية، وتحدّث عن التعاون بين مراكز الفكر في العالم، وضرورة تكيّفها مع تحديات اليوم، كما اعتنى بتعداد أهم الفرص المتعلقة بمستقبل المراكز الفكرية في المملكة، وارتباطها بتحقيق رؤية 2030، وأهم التحديات السياسية والفكرية والاقتصادية التي تواجه أعمال هذه المراكز، والفرص الإبداعية المتاحة لها في الوقت الحاضر.
وجاءت مشاركة الكويليت منصبّة على عدد من العوائق التي ينبغي تجاوزها لتطوير الباحثين، وإلى مشكلات التمويل، وأهمية التعاون مع الجامعات والمراكز النظيرة.
يُذكر أنَّ المدرسة السعودية لصنّاع الفكر، التي جرى إطلاقها بهذه المناسبة، تعدّ مبادرة عملية تسعى إلى تهيئة الكفاءات البحثية والإستراتيجية، بما يسهم في تعزيز قطاع مراكز الفكر في السعودية، من أجل النهوض بهذا القطاع، بما يدعم صنّاع القراء وبِناء السياسات العامة وفق أسس علمية أصيلة.
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي بمعرض الكتاب الذي أقيم في كربلاء بنسخته السادسة عشرة بجمهورية العراق، من 22/2 – 3 /3/2023م الموافق 1- 10 شعبان 1444ه.
وشهد جناح المركز زيارات مكثّفة من الباحثين والرواد والشخصيات الثقافية التي زارت المعرض، وقد أشادوا بالعناوين التي شارك بها مركز البحوث والتواصل المعرفي، ولقيت إقبالاً واضحًا من الباحثين والمهتمين.
وتميّز معرض هذا العام بتنوع العناوين العلمية والمصادر الأكاديمية، ومراكز البحث من العراق والعالم العربي، حيث شهد حضور 145 دارًا محلية وعربية وأجنبية من 12 دولة.
زارت البروفيسور نامي تسيجو جامي الأستاذة في كلية الدراسات الدولية بجامعة سوفيا في طوكيو باليابان مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض.
وجرى خلال الزيارة الحديث عن التعاون بين مركز البحوث والتواصل المعرفي وكلية الدراسات الدولية في مجالات البحوث والدراسات ذات العلاقة بالمنطقة.
وتعدُّ البروفيسورة تسيجوجامي من أبرز الباحثين اليابانيين المتخصصين في الشأن السعودي، ولها دراسات نشرت باللغة اليابانية، ومن أبرز ما تتميز به تسيجو جامي معرفتها العملية بالمملكة، من خلال زياراتها شبه السنوية للمملكة منذ أكثر من عشرين عامًا.
استقبل سعادة رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد سعادة أمين عام مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة، الأستاذ الدكتور فهد الوهبي، وبحثا أهمية التعاون بين المركز والمجمع، وقدم الوهبي شرحًا عن الوضع الراهن للمجمع، وما يشهده من تطور بدعم من أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس أمناء المجمع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز. وأعرب رئيس المركز عن سروره باللقاء، وتفاؤله بالدور المميز للمجمع في مجال العناية بالتراث المحفوظ، وقضايا المكتبات الوقفية بشكل عام.
زار سفير جمهورية أوزبكستان المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي أولوغبيك مقصودوف يوم الاثنين 30/1/2023م مركز البحوث والتواصل المعرفي، وبصحبته وفد علمي يضم رئيسة جامعة طشقند أ. د. ركسيفا غولشيرا شوفكاتوفنا، وعدد من مسؤولي الجامعة ونخبة من أساتذتها.
وكان في استقبالهم المدير التنفيذي للمركز الأستاذ عبدالله يوسف الكويليت، وعدد من باحثي المركز، حيث رحّب بسعادة السفير والوفد المرافق، وعبر عن أمله في أن يعمل الجانبان على صياغة إطار اتفاقية للتعاون وتبادل الخبرات العلمية والثقافية، وحصر الاهتمامات المشتركة التي تجمع الجامعة والمركز، وتعزيز التعاون المشترك في تلك المجالات.
المدير التنفيذي ورئيسة الجامعة يتبادلان الهدايا التذكارية
وقدمت رئيسة الجامعة نبذة عن جامعة طشقند التي تأسست عام 1918م، وتضم مختلف الأقسام العلمية والأدبية، إضافة إلى قسم متخصص بالدراسات العربية، ومنها الاقتصاد، والتاريخ، واللغة العربية وآدابها. كما تهتم الجامعة بتدريس تخصصات الترجمة من العربية وإليها، إذ يلقى هذا المجال اهتمامًا خاصّاً لدى الشباب في أوزبكستان، إضافة إلى الدراسات المقارنة بين الآداب الأوزبكية والعربية.
وأكدت رئيسة الجامعة أنَّ الزيارة التي قام بها الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف إلى المملكة في17أغسطس 2022م، هي التي حفزت الجامعة، وبتوجيه منه شخصيّاً، لبحث سبل التعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية في المملكة العربية السعودية.
واستعرضت البرنامج العلمي للجامعة، ومن ضمنه المنتدى العلمي للمستعربين الذي سيقام في حرم جامعة طشقند، ويُعنى بالتاريخ والفلسفة والعلاقات الدولية، واللغة العربية، وأعربت عن أملها في أن يشارك المركز في هذه التظاهرة الثقافية، وأن يرشح كذلك عددًا من أصحاب الاختصاص والاهتمام لدعوتهم إلى هذا المنتدى.
كما استعرض الجانبان برامج الأنشطة والخبرات، لكي يتم من خلالها بناء إطار للاتفاقيات المستقبلية.
وفي نهاية اللقاء عبر السفير الأوزبكي عن سعادته بهذا اللقاء، واعتزازه بالعلاقات الودية التي تجمع السفارة بالمركز، وأعرب عن تطلعه لصياغة الاتفاقات المشتركة فيما يهم الجانبان ويعزز العلاقات بين البلدين جمهورية أوزبكستان والمملكة العربية السعودية.
عُقدت قمة ووتشن لمؤتمر الإنترنت العالمي في المُدَّة ما بين يومي (9 – 11 نوفمبر 2020م) في مدينة ووتشن بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وشارك فيها الأستاذ فهد بن صالح المنيعي الباحث المختص في شؤون الصين ممثلاً لمركز البحوث والتواصل المعرفي.
خاطب الرئيس الصيني شي جين بينغ القمَّةَ، مُعربًا عن استعداد الصين للعمل مع دول العالم لشقِّ مسار تنمية رقمية عالمية يتسم بالبناء، والتقاسم المشترك لموارد رقمية، واقتصاد رقمي حيوي، وحوكمة رقمية فعَّالة، وثقافة رقميَّة مزدهرة، وأمن رقمي مضمون بشكل فعال، وتعاون رقمي متبادل المنفعة.
وأضاف شي أنه ينبغي بذل جهود متسارعة لبناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني، والإسهام بحكمة وقوة في السلام والتنمية على الصعيد العالمي، وكذلك في تقدُّم الحضارة البشرية.
وكان عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس قسم الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي شولي قد نقل رسالة الرئيس الصيني وتهنئته في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية.
كما ألقى يوان جيا جون عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وسكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ كلمةً في الجلسة الافتتاحية.
وشهد القمَّةَ، التي تحمل عنوان: “نحو الفضاء الإلكتروني الرقمي المشترك”، أكثر من 2.100 ضيف، بما في ذلك ممثلون رفيعو المستوى من المنظمات الدولية والوزراء والرؤساء التنفيذيون لشركات الإنترنت العالمية الرائدة، والعلماء المعروفون، من 120 دولة ومنطقة، سواء حضوريّاً أو عبر الإنترنت.
وجاءت القمة في أربعة محاور رئيسة، وهي: التعاون والتنمية، والتكنولوجيا والصناعة، والثقافة والمجتمع، والحوكمة والأمن.
وتبادل ممثلو الجهات المشاركة وجهات النظر حول نقاط الاتصال والقضايا الشائعة في الفضاء الإلكتروني، وعقدت القمَّة سلسلةً من الأنشطة المهمَّة، مثل تقديم الحالات البارزة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني، وإطلاق الإنجازات العلمية والتكنولوجية الرائدة على الإنترنت، وتنظيم معرض الإنترنت، ومسابقة الإنترنت العالمية.
مثَّلت الأنشطةُ قصَّةَ مجتمعٍ ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني، وعرضت بشكل شامل أحدث الإنجازات العلمية والتكنولوجية ذات الصلة بالإنترنت العالمية، ودعت إلى الابتكار والتبادل والتعاون العالمي.
في غضون ذلك، استضافت قمَّةُ تشجيانغ هذا العام ندوةَ ممثلي أعضاء قمة مؤتمر الإنترنت لأول مرة.
واستقطبت الندوة أكثر من 30 ممثلاً للمنظمات الدولية، وشركات الإنترنت العالمية الرائدة، والهيئات والمنظمات الصناعية.
شارك الممثلون في تبادل وجهات النظر حول عددٍ من القضايا، مثل: الفرص والتحدِّيات التي تواجه الإنترنت العالمي، والتطور المستقبلي للقمة، وكان هناك توافق واسع في الآراء.
أصدرت القمة تقرير تطوير الإنترنت في العالم 2022م، وتقرير تطوير الإنترنت في الصين 2022م، وتشاركت إنجازات التنمية الرقمية مع الناس في جميع أنحاء العالم.
وعبَّرت اللجنةُ المنظمة للقمة عن تقديرها لمشاركة ممثل مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد المنيعي، ودعته إلى المشاركة في دورة العام المقبل، التي ستحتفي بمرور عشر سنوات على القمَّة.
حضرت جلسة نقاش نظمها مركز البحوث والتواصل المعرفي بين قامات سعودية وقامات صينية شاركونا عن بعد، كانت عبارة عن عصف ذهني لتبادل الأفكار والاستنتاجات والانطباعات عن هذه الزيارة التي شهدت اهتمام عربي وعالمي كبير، كانت زيارة استثنائية من حيث التوقيت، والهدف، شدني ماطرح في الجلسة فدونته بنقاط لأشارككم بها في مقال.
بينما كانت البوصلة متجهة غرباً أدارت المملكة البوصلة متجهة شرقاً دون الإضرار بالعلاقات الأخرى !!
فكان أهم محورين في هذه الزيارة هي مشاركة الصين في رؤية 2030 ومشاركة المملكة في الحزام والطريق، حيث عبرت هذه الزيارة من جميع الجوانب عن التوازن في العلاقات الدولية بين البلدين، ومن أبرز نتائجها ما قاله الرئيس الصيني: أن الصين تأخذ علاقتها مع السعودية بالأولوية، فالمصلحة السعودية هي المصلحة الصينية، وهذه المصلحة بمثابة جواز مرور وعبور للشركات الصينية.
فطنت المملكة لمكانة الصين من الجانب الاقتصادي والسياسي والأمني، إضافة إلى أنها حضارة تمتد لآلاف السنين، كما فطنت الصين لأهمية المملكة السياسية والدينية والاقتصادية والتجارية، وأنها المحور الرئيسي ونقطة التقاء بين الشرق والغرب في طريق الحرير، فالتقت مصالح الطرفين على بناء علاقات استراتيجية ، إذ أن قبل زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة أصدرت وزارة الخارجية الصينية تقرير عن التعاون الصيني العربي في (العصر الجديد)! وكانت هذه المرة الأولى التي يستخدم بها مثل هذا اللفظ الذي يعتبرذو مغزى كبير بالنسبة للطرفين فقد دخلت الصين حقبة جديدة من بناء العصرنة الشاملة ويواكب ذلك ترحيب الدول العربية من الاستقلالية والتواصل المتنوع، ، فإذا كان مؤتمر باندونغ الذي عُقد قبل أكثر من نصف قرن قد فتح الباب أمام إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والدول العربية، فإن القمم الثلاثة التي أقيمت بالرياض تعد بمثابة نقطة انطلاق تاريخية في تعميق التعاون الصيني العربي.
ومن الجانب الإعلامي أكد الصينيون الذين شاركونا بالنقاش أن المقالات التي كُتبت غيرت نظرة الجانب الصيني عن السعودية، وسلطت الأضواء عليها، فالصينيين لايعرفون السعودية الجديدة التي شاهدها الوفد على أرض الواقع والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، نقلت صورة واضحة عن السعودية التي لايعرفها الشعب الصيني. فقد تداول الإعلام الصيني التغيرات الأخيرة التي حدثت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده لبناء مجتمع حيوي منفتح، وقدّمها على أنها بلد ذات استقلالية واضحة في سياستها الداخلية والخارجية التي ترفض أي إملاء من الخارج ، ويقدر الإعلام الصيني هذا التوجه الجديد الذي سيصنع فرقاً كبيراً في العلاقات بين البلدين باعتبار المملكة (شبه الجزيرة العربية) بلد ذات حضارة عريقة ودولة صديقة للصين منذ زمن، وأرجع الكثير من الباحثين العلاقات إلى ما قبل الألفين سنة، عبر طريق الحزام والحرير وطرق أخرى.
فيمكن أن نختصر هذه الزيارة بأنها ما هي إلا تعزيز لعلاقات قديمة كانت بين البلدين وسوف تنطلق من جديد بشكل أقوى لتصنع مستقبل مزدهر لهما .
السعودية اليوم هي منجم الذهب السياسي الموجود على خارطة العالم العربي والشرق الأوسط بأكمله، وقيادة سمو ولي العهد لهذه التجربة الرائدة المتزنة، تطرح للعالم الفكرة الرئيسة التي تقول: إن المصالح السياسية والاقتصادية وليس غيرها هي ما يجب التفكير فيه بعيداً عن التأويلات..
العالم اليوم أصبح بحاجة إلى مقادير كبيرة من العمل السياسي المختلف من أجل أن يدرك أن التطور والنضج أصبحا سمة دولية، فالعمل السياسي الكبير والمكثف يسمح للعالم أن يستوعب أن القلق غير الواقعي من الصورة الدولية القائمة غير مبرر، عندما تشعر الدول بالقلق من المستقبل إلى درجة غير مقبولة فإن ذلك سيحول دون تحقيق أي نمو مستقبلي ولا حتى تجارب، التاريخ الذي لا يستند إلى تجارب قاسية وعميقة يحوّل الدول إلى حالة من الثبات غير المقبول حيث تستمر الدول في إعادة قراءة قصص التاريخ دون أن تفكر أن تكتب قصصها الخاصة.
في قمم الرياض أثبت الواقع أننا في السعودية نمتلك القدرة والطاقة والحيوية والتكيف على تجاوز الحاضر نحو المستقبل عبر خلق قيم سياسية جديدة قادرة أن تمنحنا المكانة التي نستحقها في مسار السياسة الدولية، السعودية تمتلك التاريخ والتجربة والإمكانات الهائلة، وهي ليست مستجدة في مجال قيادة منطقتها وقيادة أجزاء كثيرة من المعطيات الدولية، فهي مركز الطاقة الدولية وهي محور المسلمين في العالم، كل هذه المعطيات وغيرها كثير جعلت السعودية تدرك أنها دائماً لديها تفهم إقليمي ودولي تجاه مسؤوليتها التي أثبت التاريخ مصداقيتها عبر تجربة سياسية دائماً ما كانت واثقة من نفسها.
السياسة السعودية وعبر هذه القمم الثلاث التي استضافت بها الرياض الرئيس الصيني تمنح المنطقة العربية بجغرافيتها الواسعة الفرصة لتكون محوراً مهماً وكياناً فاعلاً على المستوى الدولي، القصة السياسية السعودية التي طرحتها القمم الثلاث كانت واضحة في خطاب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي عكست للعالم أن النضج السياسي يعتمد ويقوم على المصداقية والتأكيد على تحقيق التطلعات، فالمصداقية في القصة السياسية التي روتها القمم الثلاث تثبت أن المستقبل طريق ممهد بالمصداقية والقيادة.
في عالم اليوم وعالم القرن الحادي والعشرين أثبتت السياسة الدولية أن سلوكها أصبح متغيراً فلم تعد المقايضة بين الدول من أجل قيم محددة أو من أجل تحالفات غير مكتملة أمراً يمكن الاعتماد عليه، التجربة الدولية أثبتت أن المصالح المشتركة هي ما يدفع نحو تقوية الارتباط السياسي والعلاقات المتينة، السياسة الدولية تدخل منعطفاً مهماً؛ فلم تعد الدول بحاجة إلى أن تعيق مشروعاتها السياسية وبحثها عن المستقبل من أجل آخرين، عالم اليوم أثبت أن من لن يثق في سياساتك اليوم فلن يثق بك أبداً.
عالم اليوم السياسي يتطلب دولاً وقادة موثوقين قادرين على إنتاج وتطوير قواعد وأدوار واضحة لدولهم من خلال تأسيس مبادئ المصداقية في المشروعات السياسية التي يقدمونها، إن تطور كل شي في عالم السياسة يعود إلى التاريخ والتجربة، فنحن أمام جيل من الدول يدرك أنه قادر على تطوير العالم من حوله عبر مسارات تمتلك الإرداة السياسية العالية والتفكير والمنطق والتجربة الثرية والتوازن السياسي بين معطيات العالم القائمة.
لقد كانت التجربة السياسية المشروطة التي عاشها العالم العربي خلال العقود الماضية تجربة قاسية أثبتت أنها لم تقدم الجديد لهذه الدول وشعوبها، ولذلك فإن التجربة السياسية العربية التي روتها قصص القمم الثلاث تدور حول فكرة أن العالم العربي بأكمله يسعى إلى تحقيق ضمان العيشة الكريمة والمتطورة والمستقرة، ولأن قمم الرياض تقدم الفرصة الثمينة للعالم العربي وتمنحه القدرة على تحقيق الإنجازات التاريخية، فإن القمم الثلاث باختلاف عناوينها روت قصصاً مختلفة عن عالم اليوم والشراكات المطلوب توفيرها من أجل المحافظة على مكتسبات البشرية.
القصة الأهم في هذه القمم أن هناك فرصة دولية تساهم السعودية سياسياً واقتصادياً في خلقها للعالم من خلال الرغبة والاندفاع الإيجابي العربي نحو تحقيق الإنجازات، فما تحتاجه هذه المنطقة هو بناء تجربة تنموية عبر شريك اقتصادي يهدف إلى تحقيق الإنجازات الشاملة وتعزيز الاقتصادات للدول العربية دون استثناء.
السعودية اليوم هي منجم الذهب السياسي الموجود على خارطة العالم العربي والشرق الأوسط بأكمله، وقيادة سمو ولي العهد لهذه التجربة الرائدة المتزنة، تطرح للعالم الفكرة الرئيسة التي تقول: إن المصالح السياسية والاقتصادية وليس غيرها هي ما يجب التفكير فيه بعيداً عن التأويلات، والسعودية تدرك بكل عمق كما يعكس خطابها السياسي أنها تنتهج سياسة متوازنة في هذا العالم، وتحافظ على مكتسبات الأمة العربية والإسلامية وتدعم قضاياها الحيوية، مع تقدير شديد لكل تجربة يمكنها أن تقدم تحالفات اقتصادية وتنموية تنعكس على المنطقة وعلى تطورها وشعوبها.. لقد أثبتت قمم الرياض أن من قصصها الخالدة سياسياً أن هذه المنطقة لن تكون عالة على العالم من جديد في أزماتها وشعوبها ودولها؛ لأنها سوف تسعى بكل جدية نحو التطور والتنمية.
أطلق مركز البحوث والتواصل المعرفي “المعهد السعودي للدراسات الصينية”، في إطار حلقة النقاش التي نظمها بعنوان “نتائج زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة والقمم الثلاث”، وذلك يوم الأربعاء 20 جمادى الأولى 1444هـ (14 ديسمبر 2022م). وفد أثرى الحلقة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين والمهتمين بالعلاقات الدولية عمومًا، وبالعلاقات العربية الصينية خصوصًا. ورحب رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد بالمشاركين سواء بالحضور في قاعة المركز أو عبر برنامج “زووم” من الصين، وأشار إلى أن زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية، واحتضان الرياض ثلاث قمم، هي: القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية، تمثل حدثًا له دلالاته ونتائجه في مسيرة علاقات البلدين، وفي تأثيره الكبير في المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والدولي، وهذا ما دفع المركز إلى تبنِّي هذه الحلقة العلمية؛ بأمل الخروج برؤية موحدة تحقق التأسيس لعلاقة أكثر عمقًا وحيوية في المرحلة المقبلة. وشكر ابن جنيد للأكاديميين والباحثين الصينيين إسهامهم في تطوير العلاقات، وحرصهم على التفاعل مع جهود المركز في بناء أرضية مشتركة لتلك العلاقات، وأعلن أّنّ المركز قرر إطلاق “المعهد السعودي للدراسات الصينية” بناءً على ما أبرزته تجربته من وجود اهتمام متبادل من الباحثين السعوديين والصينيين بتأسيس مرحلة جديدة من التواصل الثقافي والعلمي الذي يحقق معرفة أعمق لكل طرف بالطرف الآخر.
احتفت صحيفة “الرياض” بالمبادرات والبرامج والفعاليات والإصدارات وغيرها من الأنشطة التي تبرز دور مركز البحوث والتواصل المعرفي في تجسير العلاقات اللمية والثقافية مع الجامعات والمؤسسات ذات الصلة في الصين، ورصدت الصحيفة كثيرًا جهود المركز في هذا المجال، وهنا ما نشرته اليوم 16 جمادى الأولى 1444هـ (10 ديسمبر 2022م).
من حفل تدشين المرحلة الثانية للنشر المشترك مع دار انتركونتيننتال
“شكّل التواصل المعرفي والثقافي ملمحاً مهماً وبارزاً في تعزيز العلاقات بين الدول سواء من قبل المراكز البحثية أو الجامعات أو المعاهد، وتبدو العلاقة الحضارية المتميزة مع الصين أحد هذه الوجوه المضيئة، فقد دّشن مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخراً عدداً من الإصدارات المشتركة مع جامعات ومراكز ومعاهد صينية، كما وقّع عدداً من الاتفاقات في مضمار التعاون الثقافي والبحثي مع جهات أكاديمية صينية، ونظّم مجموعة من الفعاليات والمناسبات ذات الصلة، في مجموعة من الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية ومن العربية إلى الصينية، إضافة إلى دوريّات وتقارير متنوعة.
فعاليات ومؤتمرات وندوات
وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في عدد من الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات بالصين، من أبرزها المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي أقامه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، وحضره أكثر من 20 خبيراً من المملكة العربية السعودية والصين ومصر والإمارات وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية.
وتبادل المشاركون في المنتدى الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية، وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذه الندوة، حيث أدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد، الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة.
وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد صالح المنيعي، أن “مبادرة التنمية العالمية” تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن المبادرة طرحت “خريطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك “مسرّعاً” لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وقال: تعمل في الوقت الحالي المملكة بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والمملكة بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.
وقد أصدر المركز على أثر ذلك كتاباً بعنوان: الشراكة الصينية العربية: ودفع مبادرة التنمية العالمية، جمع فيه كلمات وأوراق عمل الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية.
حلقة نقاش بين مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز تياندا لينغشيان
آفاق تعليم اللغة الصينية في المملكة
وفي مجال تعليم اللغة الصينية عقد مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز تياندا لينغشيان نقاشات حول “برامج تعليم اللغة الصينية ونشرها في المملكة”، بمشاركة منسوبي المركزين، وتناولت تلك النقاشات دور «البحوث والتواصل» في تنشيط الترجمة من الصينية وإليها، ونماذج من مشروعات المركز المنجزة في الترجمة، وأكّد المشاركون أن اعتماد تعليم الصينية في المملكة يستوجب مزيدًا من النشاط لتحقيق هذا الهدف بأعلى مستوى من النجاح.
وتخلل النقاشات حول تعليم اللغة الصينية في المملكة العربية السعودية عدد من النشاطات والنماذج والعروض المرئية، التي تضمنت عدداً من الخطط المقترحة لتعليم اللغة الصينية للدارسين السعوديين، مشتملاً على شرح لتفاصيل الخطة، وأهدافها، ومخرجاتها المتوقعة. انطلاقاً من حرص الجانبين على العمل على تطوير تعليم اللغة الصينية في المملكة.
الشؤون السعودية – الصينية في إصدارات محكّمة
وقد أصدر المركز، بالتعاون مع جهات أكاديمية وثقافية صينية، عدداً من الكتب والبحوث المحكّمة التي عُنيت بالشؤون السعودية الصينية، أو بآفاق العلاقات بين المملكة والصين، إضافة إلى إيجاز بعض الدراسات الصينية وترجمتها، ومنها: كتاب: تركيا: قضايا ورؤى، الذي أصدره المركز بالتعاون مع معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي، وقد ضم ثماني دراسات نشرت في المجلة الآسيوية للدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، في شكل ملف خاص بعنوان: «دراسات تركية»، وقد جرى إصدار هذا الكتاب في إطار ترسيخ التواصل بين البلدين، وكان انطلاقة التعاون بين المركز والمعهد.
كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: المسألة الصينية: إدارة المخاطر وتعظيم الفوائد، من الشراكة في التعليم العالي والبحث، الذي أعدّه مجموعة من الباحثين وترجمته إلى العربية هاجر العبيد، انطلاقاً من الرؤية التي تهدف إلى إيجاد إطار قوي لإشراك الصين في البحث والتعليم العالي، إذ يُتوقع أن تتجاوز كثيراً من الدول الغربية، لتصبح من أكثر الدول إنفاقاً على البحث والتطوير في العالم، وقد أظهر هذا البحث أن أي فكرة تنطوي على فك الارتباط بالصين غير قابلة للتطبيق، إلا أنه يشير إلى الحاجة على إيجاد نهج إستراتيجي واضح للتعاون البحثي.
كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: جغرافية الصين، الذي ألّفه تشنغ بينغ، وترجمه عباس جواد الكادمي، الذي درس جيوسياسية الصين، وتطرق إلى تبني بكين سياسة الانفتاح على العالم منذ عام 1978م حتى الآن، وجاء في سياق أن معرفة جغرافية الصين تعد شرطاً ضرورياً لمن يريد معرفة الصين بشكل جيّد.
وأصدر المركز كتاباً بعنوان: التقرير السنوي حول تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي، وهو تقرير رأس تحريره وانغ غوانغدا (محفوظ)، وجاء في سياق تحديد مسيرة تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، ومرتكزات السياسة الاقتصادية والتجارية الصينية تجاه الدول العربية، كما حدّد السياقات المهمّة التي يجب التركيز فيها لاحقاً. ويضع التقرير التعاون مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، ضمن أولويات السياسة الصينية، ويحدّد ضمناً مجال: الطاقة، وأهمية رأس المال السعودي للاستثمار في الصين، وأهمية الفرص التنموية الواعدة في الدول العربية للاستثمار الصيني في المجالات التي غطاها التقرير، وأيضاً أهمية الحزام السياسي العربي لإستراتيجية الحزام والطريق.
ترجمة الأعمال الكلاسيكية والحديثة
ويحرص مركز البحوث والتواصل المعرفي على توثيق علاقات المملكة الثقافية مع الصين، وفي إطار ذلك يواصل مشروع النشر السعودي الصيني للأعمال الكلاسيكية والحديثة.
وقد ترجم مشروع الترجمة السعودي الصيني رواية «العصفورية» لغازي القصيبي إلى الصينية، في مشروع انطلق منذ عام 2019، قام بترجمة ثماني روايات على دفعتين.
من الكتب المترجمة إلى الصينية
وتدور أحداث «العصفورية» بين جدران المصحة النفسية كما هو عنوانها، ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فسخرية الأديب السعودي المحبّبة في سرده للتاريخ لامست شرق القارة قبل أن تلامس المريض في القصة، ليختارها الصينيون ضمن أبرز ترجماتهم من المكتبة السعودية، وبالتعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي.
وقد تضمن مشروع التعاون السعودي الصيني في مجال الترجمة كتاب “السعلوة بين الحقيقة والخيال” لفاطمة أحمد البلوي، إضافة إلى ترجمة وطباعة ثمانية كتب بالمناصفة بين اللغتين الصينية والعربية، ليتم ترجمة أربعة منها في بكين والأخرى في الرياض.
وانتقى المشروع كتباً من صميم المجتمع السعودي، فبجوار عصفورية القصيبي، وسعلوة البلوي، تمت ترجمة كتاب “تطور النقود في المملكة العربية السعودية».
وتنوعت الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية في مجالات المختلفة، وهي “سيادة القانون في الصين” لفنغ يوجين، و”ماهوا تينغ وإمبراطورية تينسنت” للباحثين لين جون وتشانغ يو تشو.
“العصفورية” للدكتور غازي القصيبي تُرجم باللغة الصينية
ولم تتوقف الكتب عند ما تمّ تحقيقه وترجمته وطباعته حتى الآن، إذ يتضمن المشروع نقل 20 كتاباً من العربية للصينية، و20 كتاباً من الصينية للعربية، والنشر قائم على تعريف الصين إلى السعوديين، وتعريف السعوديين بالصين.
وبدأ المشروع منذ عام 2019 في معرض بكين الدولي للكتاب بثلاثة أعمال سعودية، هي “عرق وطين” لعبدالرحمن الشاعر، و”ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الحميدان، بالتعاون مع جامعة بكين لإعداد المعلمين وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية – العربية، وكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين.
كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: الأدب الصيني، وهو من تأليف الباحث والأكاديمي الصيني ياو دان، وتحدّث فيه عن الثقافة الصينية، التي تتمثل في الأدب والفلسفة والحكمة، وهو كتاب جدير بالقراءة للتعرف إلى جانب مهم من جوانب الثقافة والفكر في الصين. وقد ترجمته قاو يوي شياو (نهلة)، وحرّره وعلّق عليه الباحث بالمركز الدكتور ياسر سرحان.
دوريّات فصلية متخصّصة في شؤون البلدين
وفي مضمار الإصدارات الفصلية، ركّزت مجلة «مكاشفات» الفصلية، التي يصدرها المركز، في عددها الأول من المجلد الثاني على شؤون المملكة العربية السعودية والعلاقات الدولية، وجاءت خصوصية هذا العدد عن الصين، تزامنًا مع الذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين، واشتمل العدد، الذي بلغ 249 صفحة، على موضوعات تخص العلاقات الدولية في المنطقة.
ومن ناحية الملف الرئيس للعدد “الصين”، ضمّت مجلة «مكاشفات» جانب السيرة الذاتية لشخصيات صينية مهمة في الذاكرة الصينية، تعدّ محط إعجاب دولي مثل دنغ شياو بنغ، إضافة إلى الجانب الاقتصادي كواقع الاستثمارات الصينية في المملكة، وكذلك الجوانب الثقافية والعلمية كملف إدراج اللغة الصينية في مدارس المملكة وقاعدة المعلومات الصينية التي أنشأها مركز البحوث والتواصل المعرفي بعنوان “الصين في الأدبيات العربية” وغيرها من الموضوعات التي يتم التطرق لبعضها لأول مرة.
ورصد العدد النشاطات التي قام بها المركز خلال السنة المنصرمة مع المراكز العلمية والبحثية في الصين، من ندوات وزيارات متبادلة واستقبال لوفود دبلوماسية وأكاديمية في مقر المركز بالرياض، وكذلك مشاركة العديد من الباحثين السعوديين في الاحتفال بمناسبة مرور 70 عاماً على قيام جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة المركز في معرض بكين الدولي للكتاب، والنشاطات الجانبية التي رافقت المشاركة، مثل توقيع مذكرة التعاون مع دار إنتركونتيننتال للنشر، وتوقيع الاتفاقية مع معهد ساينوباك للبحوث.
وتضمن العدد أيضاً الإشارة إلى أحدث الإصدارات التي تتعلق بتطوير العلاقات السعودية الصينية مثل كتاب: 10 سيناريوهات لتطور العلاقة بين السعودية والصين الذي قام بتأليفه كبير الباحثين بالمركز الدكتور عبدالله الفرج، وتقرير مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي وأحزاب الدول العربية للدكتور إبراهيم النحاس وغيرها من الإصدارات”.