هذه الدراسة التي جاءت ضمن سلسلة (قضايا مستقبلية) التي يصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي، وضعها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن الفرج الباحث بالمركز، وهي تبحث آفاق تطوُّر العلاقات بين المملكة والصِّين، واحتمال تطوُّرها من شراكة استراتيجية إلى تحالف استراتيجي في المستقبل. فقد تمكَّن البلدان خلال فترة وجيزة من إحداث نقلة في تطورهما الاقتصادي، وتغيير موقعهما في النظام العالمي، بحيث أصبحتا من البلدان المؤثرة فيه.
وتطوَّرت العلاقات الاقتصاديَّة بينهما بشكل لم يسبق له مثيل، إلا تطوُّر العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة. ويُعدُّ قطاع الأعمال في المملكة هو المستورد الرئيس من الصِّين، في حين أنَّ القطاع الحكومي هو المستورد الرئيس من الولايات المتحدة.
وقد أدَّت الأزمة المالية الاقتصاديَّة العالمية التي كانت بؤرتها الولايات المتحدة عام 2008م إلى إضعاف الأخيرة وتقوية الصِّين، التي أصبحت، بدلاً منها، هي العربة التي تجر الاقتصاد العالمي وراءها.
ونتج من استمرار الأزمة الاقتصاديَّة بعد عام 2008 م دخول النظام العالمي في مرحلة انتقالية، برزت خلالها 3 أقطاب ومراكز للقوة هي: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا؛ إذ تقيم المملكة علاقات استراتيجية مع هذه الاقطاب، وإن بشكل متباين، ففي مجال الطاقة تتحالف مع روسيا ضمن أوبك + لضمان أمن الطاقة واستقرار أسواق النفط العالمية؛ وتقيم شراكة تجارية مع الصِّين بوصفها القوة التجارية رقم 1 في العالم، وتتحالف استراتيجيّاً مع الولايات المتحدة، التي هي أضخم قوة عسكرية.
وتتميَّز الولايات المتحدة، بكونها أكثر أقطاب النظام العالمي استعراضًا للقوة العسكريَّة، إذ تنتشر قواعدها في منطقة الخليج أكثر من أي دولة أخرى. ووصلت العلاقات بين الصِّين والمملكة، إلى درجة من التطوُّر، وأصبح دفعها إلى الأمام يحتاج إلى مبادرة، ولكنَّ كثيرًا منها سوف يعتمد على تطوُّر المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي.
وقد ترى المملكة والصِّين تطوير علاقاتهما من شراكة استراتيجية إلى تحالف استراتيجي، فهذا من شأنه أن يحلَّ التناقض؛ بوصف أنَّ الصِّين أهم شريك تجاري، في حين أنَّ الولايات المتحدة هي أهم شريك عسكري.
استقبل مركز البحوث والتواصل المعرفي، الثلاثاء الماضي، رئيس وزراء الحكومة اليمنية السابق معالي الدكتور معين عبدالملك، بمقر المركز في الرياض.
وأقيمت في أثناء اللقاء حلقة نقاش حول العلاقات الثقافية اليمنية السعودية، واستعرضت الحلقة الوشائج والروابط الأخوية والدينية والثقافية التي تجمع الشعبين السعودي واليَمني.
وأكد الدكتور معين عبدالملك على أهمية الدور الذي تؤديه المملكة العربية السعودية، وأشاد بجهود مراكز البحوث في تعزيز التواصل والعلاقات الثقافية والفكرية بين المثقفين اليمنيين والسعوديين، خصوصاً في ظل الأزمات والقلاقل التي تمرّ بها المنطقة.
«إشكاليات الترجمة من الصينية إلى العربية من واقع الأدب النثري والروائي» كتاب أصدره مؤخرًا مركز البحوث والتواصل المعرفي، وهو من إعداد الدكتور ياسر عبدالله السرحان، الذي يقول في مقدمته: «لقد شرعت الصِّين بقوة في العمل على نشر اللغة الصِّينيَّة والتعريف بها. وذلك – لا شك – إحدى أدوات نقل المعرفة، ومن منطلق صيرورة الثقافة نمط حياة للأفراد، ورافدًا أساسيّاً للنمو الاقتصادي، بدا تعزيز التواصل الثقافي بين الصِّين ودول العالم، ولاسيَّما العالم العربي، محطَّ اهتمام وجسرًا قويّاً لبناء التعاون الاقتصادي بين الأطراف المتثاقفة، بيد أنَّ تلك العزيمة قاومتها
تحدِّيات لا تقلُّ خطرًا عن المعوقات السياسيَّة والاقتصاديَّة».
وتلك التحديات يختصرها الكتاب في ثلاثة أمور، أولها تحدٍّ وهمي يتمثل في البعد الجغرافي بين الصين والعالم العربي، وقد تخطته فرص التواصل الثقافي في العصر الحاضر، ومستجدَّات الحضارة في كوكب الأرض، لكن هذا التحدِّي المزعوم ظلَّ باقيًا مسيطرًا على عقلية العربي أمدًا طويلاً.
أمَّا التحديان الجديران بالنظر والدراسة، فيتمثل أولهما في صعوبات ذاتية توصف بها اللغة الصِّينيَّة. ومن الحقائق الأكيدة، أنَّ ازدهار أي لغة لا يكون إلا على حساب أخرى، وقد ازدهرت الإسبانيَّة بعد الحرب العالميَّة الأولى.. والصِّينيَّة والعربيَّة بعد الحرب العالميَّة الثانية. ولو انتقلنا إلى لغات حديثة زمنيّاً لشاهدنا ازديادًا في قوة الشخصية وعدد المتكلمين كما في الإنجليزيَّة والفرنسيَّة اللتين اكتسبتا متكلمين جددًا عن طريق الامتصاص من ناحية، والنمو الطبيعي من ناحية أخرى.
أمَّا الصِّينيَّة في رأي اللغويين المحدثين، فيرجع التزايد العددي لمتكلميها إلى سبب واحد، وهو النمو السكاني الهائل. وعلى عكس الإنجليزيَّة والفرنسيَّة.. والعربيَّة في درجة قوة الشخصيَّة يرى ماريو باي الصِّينيَّة، على الرغم من كثرة متكلميها لغة مقيَّدة إلى حدٍّ كبير بمناطقها المحليَّة.
ومن سياق التحديات التي تقف حجر عثرة أمام اللغة الصِّينيَّة أنَّ لهجاتها كثيرًا ما يفشل المتكلمون بها أن يجدوا صيغة مشتركة للتفاهم على الرغم من أنهم تجمعهم طريقة واحدة للكتاب.
وأمَّا ثاني التحديين فإنه يتمثل في المركزيَّة الأوروبيَّة وهيمنتها على الشأن الثقافي العربي، والوصاية الإنجليزيَّة على لغات الأرض، وهي حقيقة لا يمكننا إخفاؤها.
يُعدُّ هذا الكتاب مفتاحًا لفهم التغيُّرات في دولة الصِّين المعاصرة، من خلال توقُّع اتجاهها المستقبلي، وتفسير بروزها بصفتها لاعبًا أساسيّاً على الساحة الدولية، ودورها في التأثير العميق في مستقبل العالم.
دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصِّينية عصرًا جديدًا؛ فالصِّين الآن في مرحلة جديدة من الدخل المتوسط إلى المرتفع والتنمية البشرية العالية، وتتركز الجهود الهادفة في الوقت الراهن للوصول إلى مرحلة الدخل المرتفع والتنمية البشرية العالية جدّاً، وفي الوقت ذاته، فإنَّ معدل الابتكار النظري المطلوب لتحقيق هذه الأهداف ينعكس بشكل بارز من خلال إلى «استراتيجية محورها الاقتصاد» إلى «استراتيجية محورها الشعب» كما يراها الرئيس شي جين بينغ، الذي يقول: «ينبغي أن يكون هدفنا تحقيق تطلُّعات الشعب لعيش حياٍة أفضل، والتعويل عليه من أجل الدفع بعجلة التاريخ إلى الأمام»، ومن ثَمَّ، يعكس هذا التوجُّه فكرة أنَّ التحديث في خدمة التنمية البشرية، ويمثِّل هذا المفهوم – حسب الكتاب – الهدف الأساس من عملية التحديث الاشتراكي.
ويواصل معدُّوه «سيواصل الحزب معالجة المشكلات، والتحدِّيات البارزة في تنمية الصِّين. وفي الواقع، فإنَّ الإستراتيجية التي ترتكز على الشعب هي بحدِّ ذاتها ابتكارٌ مهمٌّ يقود الطريق نحو مستقبل الصِّين، وعلاقته بالتنمية».
نظم مركز البحوث والتواصل المعرفي في مقره بالرياض ندوة حوارية الثلاثاء الماضي 28 ربيع الأول 1446هـ (1 أكتوبر 2024م)، حول رواية «بكين بكين» بمشاركة مؤلفها الروائي الصيني العالمي شيو تسي تشين، وحضور مجموعة من المثقفين والأدباء والناشرين السعوديين والصينيين، وغيرهم.
وبدأت فعاليات الندوة التي افتتحها مدير إدارة البحوث بالمركز الدكتور علي الخشيبان بمقدِّمة قصيرة، ألقى بعدها رئيس المركز الدكتور يحيى بن جنيد كلمة ترحيبية بالروائي الصيني والوفد المصاحب له، ثم بعد ذلك ألقت يانغ شوي (مريم) ورقة تعريفية بالروائي الصيني تشين.
وتضمَّنت ورقة شوي تعريفاً بالروائي؛ بوصفه أحد أبرز الكتاب والأدباء الصينيين المعاصرين، وتطرَّقت إلى حصوله على جائزة «ماو دون” الأدبية التي تُعدُّ أعلى جائزة في الأدب الصيني. وأشارت إلى أعماله الأدبية “رحلة إلى الشمال»، و«القدس»، و«وانغ تشنغ روهاي»، و«القطار الليلي»، و«بكين بكين»، وغيرها.
وأوضحت الورقة أنَّ تشين فاز بجائزة «ليو شيون» للأدب، كما حصلت روايته «القدس» على جائزة “لاو شه” للأدب، ونالت روايته «رحلة إلى الشمال» جائزة «أفضل الأعمال الأدبية» من دائرة الإعلام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ثم فازت روايته «جبل يو قونغ شان» بجائزة «يو دا فو» للرواية، وتُرجمت أعماله السردية إلى أكثر من 12 لغة.
ومن الجانب السعودي قدّم الباحث بالمركز عبدالواحد الأنصاري قراءة نقدية حملت عنوان «السعي الدائري في رواية بكين بكين»، تحدَّث فيها عن معوِّقات مقاربة القارئ العربي للأدب الصيني المترجم، مبيناً أنَّه اختار لورقته عنوان «السعي الدائريِّ»؛ لأنَّ حكاية الأبطال في الرواية تشكِّل بنية دائرية تتنقل بين السجون، والشوارع، والمخالفات القانونية.
وأوضح الأنصاري أنَّه يمكن مقاربة اهتمامات رواية «بكين بكين» من نافذتين، إحداهما مرتبطة بالجيل الروائي الذي ينتمي إليه تشين، وهو جيل روائيي ما بعد السبعينيات في الصين، وكذلك من نافذة الرواية نفسها، التي تعرض تجارب بائعي الإسطوانات المزيفة في أسواق «تشون قوان تسون» في العاصمة بكين.
ولاحظت الورقة ملحظاً اجتماعيَّاً، وهو ندرة النساء وكثرة الرجال في الصين، «فالمرأة، وخصوصاً الشابة، تظهر كأنما هي (ملكة نحل) وسط حشد كبير من الذكور يحومون حولها، ولعل لهذا علاقة وطيدة بعاملين أساسيين، هما: التقاليد الشرقية التي تفرض على النساء قدراً معيناً من الامتناع عن الرجال، وتوجب عليهم المحافظة على الكياسة والكرامة، بحيث تؤدِّي نتائج ذلك أحياناً إلى عكس المعادلة. وأما العامل الآخر فهو أنَّ وفرة الرجال في الصين، بسبب خيارات الإنجاب التي تستبعد الإناث غالباً، وترجِّح كفة الأنثى، وتجعل الذكر هو الطرف الأضعف في العلاقة بين الجنسين».
وأوصت الورقة بأهمية دراسة الأدب الصيني ومتابعة تياراته ومدارسه وأعلامه، ومراعاة أوجه تشابه المجتمعات العربية والصينية من خلال رصدها في الظواهر الأدبية لدى الجانبين.
وألقى مترجم رواية «بكين بكين» الدكتور يحيى مختار كلمة تطرَّق فيها إلى تحدِّيات الترجمة من اللغة الصينية إلى اللغة العربية، خصوصاً فيما يتعلَّق بأسماء المؤلفين وترجمة عناوين الروايات، وبيَّن أنَّ رواية «بكين بكين» جرى تغيير عنوانها في نسختها العربية إلى ما يناسب القارئ، والشارع العربي، الذي يحتاج إلى تقريب العمل الأدبي الصيني إليه بطريقة تمكِّنه من قراءته قراءة مثمرة يتحقق بها التواصل المعرفي والثقافي بين الشعوب، وليمكن نقل الأفكار الأساسية في الأدب الصيني إلى القارئ العربي.
وأفاد الدكتور يحيى مختار بأنَّ شخصيات رواية «بكين بكين» واصلت حضورها في أعمال الروائي تشين، التي ترجمها هو أيضاً إلى العربية، وهي «لقاء في بكين»، و«حكايات من ضاحية بكين».
وانتقل الحديث إلى الروائي الصيني شيو تسي تشين، الذي عرَّف بالفئة الاجتماعية التي عالجت روايته «بكين بكين» قضاياها، وهي الفئة المهاجرة من أرياف الصين ومحافظاتها ومناطقها الأخرى إلى بكين، ممن لم تكن الفرص الوظيفية متاحة لهم في السابق، وقبل مرحلة التحوُّل الإيجابي الجديدة في الصين، لافتاً إلى أنَّ اهتمامات روايته ليست سياسية بقدر ما هي تتعلَّق بنوع معين وشريحة معينة من المجتمع، عاش المؤلف تجاربه معهم، وجمعته بهم ظروف الحياة، وتقلباتها، في أثناء دراسته وعمله في الصين، فصيَّرهم أبطالاً من لحم ودم، وعمََر بهم أجواء رواياته. منبهاً إلى أنَّ ظاهرة “بائعي الأسطوانات المقلَّدة” اختفت من الصين، بعد تطبيقها اتفاقيات حقوق الملكية، وأن الرواية إنما كانت ترصد فئة اجتماعية أوجدتها ظروف صعبة، وتلك الظروف قد تجاوزتها الصين الحديثة، وعاصمتها الحديثة بكين.
بعد ذلك أتيح المجال لمداخلات المشاركين والحاضرين، ومنها مداخلة الروائي عبده خال، والدكتور صالح معيض الغامدي، والدكتور إبراهيم الفريح، والدكتور حسين الحسن، والروائي حسين علي حسين، والقاص خالد الداموك.
يذكر أنَّ اللقاء الذي أقيم في مقر المركز حضرته شخصيات ثقافية وأدبية من الصين والسعودية، من بينهم أستاذ اللغة العربية بجامعة بكين شوي شين قوا (بسام)، والسيدة قوان هونغ نائبة المدير العام لدار إنتركونتيننتال الصينية وفريق النشر في الدار، ومدير التحرير في صحيفة الرياض عبدالله الحسني، والدكتور راشد القحطاني، والدكتور فهد الشريف، وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور إبراهيم النحاس، والكاتب محمد القشعمي، والروائي عبدالعزيز الصقعبي، والقاص خالد اليوسف، وأحمد بن هزاع الشنبري، إضافة إلى عدد من باحثي المركز ومنسوبيه.
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في معرض الرياض الدولي للكتاب (2024م) بعدد من إصداراته وبحوثه وتقاريره ومجلاته.
وتضمَّنت الإصدارات التي عرضها جناح المركز بالمعرض (E-4) قائمة متنوِّعة من شتى الاختصاصات، منها الدراسات المعاصرة، والبحوث المحكّمة، والإصدارات الخاصَّة، والمعاجم، والتراثيات، والترجمات، والدراسات والتقارير، والدوريات.
واحتوى جناح المركز على عدد من إصداراته التي أحرزت جوائز في مجال التأليف والترجمة، من بينها كتاب الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي الذي يحمل عنوان: «المملكة العربية السعودية والأزمة الاقتصادية العالمية: الانعكاسات والحلول (1348-1352هـ / 1929-1933م)»، الفائز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب لعام 2019م، في دورتها الرابعة، في تخصص الكتب المتعلِّقة بتاريخ الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية. وكذلك كتاب «الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر» لمؤلفته البوتوريكية الدكتورة لوثي لوبيث بارالت، الذي فازت ترجمته بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، في دورتها التاسعة في عام 2023م في فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية. وكتاب «المشهد الموريسكي» لمؤلفه الدكتور حسام الدين شاشية، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2024م في فرع المؤلف الشاب.
وعرض جناح المركز عدداً من الكتب المهتمَّة بالتراث واللغة العربية، جاء على رأسها قاموس «العباب الزاخر واللباب الفاخر» للصغاني، وكتاب «سيرة محمد عبدالخالق عضيمة» للدكتور تركي بن سهو العتيبي، إضافة إلى بعض كتب السيرة الغيرية، مثل كتاب «محمد مكين علامة اللغة العربية الصيني» لمؤلفه لي تشن تشونغ. وبعض المعاجم، مثل المعجم النوبي، والمعجم الهوساوي، والمعجم القبائلي، ومعجم تماشق الطارقي، كما ضمَّ بعض الدراسات الأدبية، مثل: كتاب «قراءة سعودية في الرواية الصينية المعاصرة» للدكتورة خيرية السقاف وآخرَين.
واشتملت قائمة الدراسات المعاصرة التي عرَضها الجناح على كتاب «الإستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط» لكبير الباحثين بالمركز الدكتور عبدالله الفرج، و«التحرير الصحفي» و«الصحافة الإلكترونية» للدكتور حسين حسن حسين، و«حياة الأفغان في المهجر والعرب في إيران» للدكتور عائض آل ربيع، و«مؤجج الثورات» للدكتورة انشراح سعدي، و«ريادة الأعمال» للدكتور عبدالملك المخلافي، و«الرسائل الجامعية في الوقف» للدكتور أمين سيدو، و«الحرب التجارية الأمريكية الصينية» للباحث محمد الصادق، و«اقتصاد المعرفة» للدكتور بو بكر سلطان أحمد، و«العلاقات السعودية الدولية» للدكتور إبراهيم المطرف، و«حقوق الإنسان في ضوء مقاصد الشريعة» للدكتور مسفر القحطاني، والدبلوماسية الشعبية» للدكتور حسين محمد الحسن وأسامة الزيني، و«إدارة الخطر والتأمين» للدكتور محمد عبدالمولى عثمان، وغيرها.
استقبل مركز البحوث والتواصل المعرفي السيد سونغ تشونغ بينغ الباحث في شؤون الشرق الأوسط، والمؤثر في وسائل التواصل الاجتماعية، لبحث آفاق التعاون بين مركز البحوث ومركز “شي ون” لخدمات التقنية، وحضر اللقاء الباحثات الصينيات تسينك شين، ووانغ سيسي، وجونغ وين. ومجموعة من الباحثين في “مركز البحوث”. وفي البداية عرّف بينغ بنفسه بوصفه باحثًا في شؤون الشرق الأوسط، ويحظى بمتابعة واسعة النطاق عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي يصل عددها إلى عشرات الملايين. وشرح الضيف الصيني مشروع برنامجه الذي يحمل عنوان “عين عالمية”، وهو برنامج مصمم لتقديم تحليلات على المستوى الإستراتيجي للديناميكيات السياسية العالمية، مع التركيز بشكل خاص على شؤون الشرق الأوسط. موضحًا أنه يهدف إلى تقديم رؤى عميقة حول المشهد السياسي الحالي في الشرق الأوسط، وتعزيز فهم هذه القضايا المعقدة لدى الجمهور الصيني الغفير. وأبدى استعداده لإقامة تواصل معرفي بين “عين عالمية” ووحدة الدراسات الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي. وعرّف رئيس مركز “شي ون” للتقنية مجال تخصص عمل المركز الصيني المذكور بأنه مركز أبحاث داخلي مؤثر يقع مقره في هونغ كونغ، ويشتمل على معلومات تقنية متبادلة مهمة، ويضم خبراء في مجال تقنية المعلومات. وقدّم بينغ نبذة عن بعض أعماله في مجال أدب الخيال العلمي، التي مزج فيها خبراته العسكرية والسياسية والاجتماعية بفن الخيال العلمي، بوصفه كاتباً روائياً وباحثاً متخصصاً. كما تعرّف إلى نبذة عن مركز البحوث والتواصل المعرفي وإلى نشاطاته وإصداراته المتعلقة بمجال الأبحاث والدراسات التي دشنتها وحدة الدراسات الصينية بالمركز عن الصين، إضافة إلى الأعمال الأدبية والنقدية السعودية التي ترجمها المركز من اللغة العربية إلى اللغة الصينية. وأبدى السيد بينغ وزميلاته إعجابهم بما شاهدوه من تطور كبير في مدينة الرياض التي نظّم لهم المركز جولات في مناطق متنوعة فيها، وفي وسطها التراثي وشمالها المتطور.
لأربعة من إصداراته رقم قياسي لـ”مركز البحوث” في جوائز التأليف والترجمة
تَوّج مركز البحوث والتواصل المعرفي مسيرة إصداراته في التأليف والترجمة بحصد أربع جوائز، ثلاث منها في التأليف، وواحدة في الترجمة، فاز بها مؤلفون من السعودية والمغرب وتونس، وتنوّعت بين محليّة وعربيّة وعالميّة. وفي نطاق الجوائز المحلّية فاز كتاب الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي الذي يحمل عنوان: “المملكة العربية السعودية والأزمة الاقتصادية العالمية: الانعكاسات والحلول (1348-1352هـ / 1929-1933م)” بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب لعام 2019م، في دورتها الرابعة، في تخصص الكتب المتعلقة بتاريخ الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية. وجاء الكتاب الذي أصدره المركز في نهاية عام 2017م في 301 صفحة من القطع المتوسط، حيث أعدّته الدكتورة الحربي بوصفه دراسة جديدة من نوعها، تناولت خلالها انهيار سوق الأسهم الأمريكية في نيويورك عام 1348هـ (1929م)، وهي الأزمة التي عُرفت بـ “الكساد الكبير”، أو “الانهيار الكبير”، وانعكس تأثيرها على ميدان التجارة العالمية، وامتدَّ إلى دول المنطقة العربية، ومن بينها المملكة العربية السعودية. وكشفت هذه الدراسة تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية في المملكة العربية السعودية خلال السنوات (1348-1352هـ/ 1929-1933م) ونوعية التأثير، وكيف تمت مواجهتها، والطرائق التي استُخدمت لمعالجتها. وبيّنت المؤلفة في نتائج عملها أنَّ التفاؤل الذي ساد أروقة الحكومة في عهد المؤسس الملك عبد العزيز أسهم في تجاوز هذه الأزمة، وأنَّ العامل الأكبر في تجاوزها كان الحنكة الإدارية والصبر اللذين تحلَّى بهما الملك عبد العزيز في معالجتها. وأثبتت الدراسة ذلك بالوثائق والمستندات المحلية منها والدولية. أما الكتاب الثاني فهو الطبعة الثانية من كتاب “الصين في الأدبيات العربية: توثيق ببليوجرافي ودراسة ببليومترية”، للباحث بالمركز الدكتور أمين بن سليمان سيدو، الذي فاز بجائزة مؤسسة تشينغ مانغ الثقافية في الصين، التي تمنح للكتب المدرجة ضمن أفضل الدراسات الأجنبية عن الصين، وقد عدّته لجنة الجائزة في الصين من ضمن أفضل الدراسات الأجنبية عن الصين لعام 2021م، ويُترجم حالياً إلى الصينية. وذكر مؤلف الكتاب أنَّ المصادر العربية اهتمت بالصين في مختلف الجوانب، وشغلت مكانةً واسعةً من كتابات العرب، لافتًا إلى أنَّ الأعمال الببليوجرافية هي اللبنات الأساسية لأنظمة التوثيق والتحكّم بالمعرفة، ولا سبيل إلى الوصول إلى مصادر المعرفة إلا من طريقها. وتأتي أهمية هذا العمل من تركيزه على توثيق الأعمال المنشورة باللغة العربية أو المترجمة إليها عن الصين، وفي ذلك تيسير للصعاب أمام الباحثين للوصول إلى المصادر بطريقة علمية مقنّنة حسب المواصفات العالمية المتّبعة، وقد جرى تحليل هذه الأعمال بالاعتماد على الأساليب الببليومترية والطرائق الإحصائية، للكشف عن جوانب القوة والضعف في الموضوعات المدروسة. وفي مجال آخر مرتبط بتاريخ العرب والمسلمين في أوروبا، وفي إسبانية بخاصّة، أسفر التعاون بين مركز البحوث والتواصل المعرفي وبين مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات عن فوز كتاب “الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر” لمؤلفته البوتوريكية الدكتورة لوثي لوبيث بارالت وترجمة الدكتور محمد برادة والدكتورة نادية العشيري المغربيّين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، في دورتها التاسعة في عام 2023م في فئة الترجمة من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، وهو كتاب يسلط الضوء على بُعد مختلف من أبعاد حياة الموريسكيين في الوسط الإسباني، إذ دوّن أولئك الكتّاب أحلامهم وحياتهم وشعائرهم الدينية، فكان هذا الإصدار إحياءً لتراث مندثر. وقد أثبتت الدراسة وجود أدب موازٍ للأدب الإسباني الكلاسيكي، لكنه أدب صامت كان يُكتب في الخفاء، وهو الأدب الموريسكي بلغة “الألخميادو”، كما أنه تضمّن كتابات لموريسكيين من المنفى؛ أي: مِن خارج إسبانيا، وكانوا مشتتين بين انتمائهم الإسلامي وحنينهم إلى وطنهم المفقود الذي كتبوا بلغته السائدة تلك، لكن بحروف لغتهم العربية الأصلية. وقد كان لمركز البحوث والتواصل المعرفي دور مهم في خروج هذه الترجمة في حلّتها الجديدة، حيث إن محرر الكتاب الباحث بالمركز الدكتور ياسر سرحان نقّح مادّة الكتاب في نسختها العربيّة، وتتبّع مصادرها الإسلامية، واستخرجها من أصولها من الكتب والمخطوطات العربية المحقَّقة، وصحّح عددًا من المفاهيم والتصورات لدى الباحثة البورتوريكية حول الموريسكيين في تلك الحقبة وتاريخهم وحياتهم وثقافتهم في حواشي الكتاب وتعليقاته، وبذلك تُعَدّ النسخة العربيّة من الكتاب مراجَعة بإتقان وقابلة لأن تكون مصدرًا موثّقًا استرفد مادّته من الكتاب الأصلي الإسباني ومن الأصول العربية التي عثرت عليها المؤلفة، مع التنقيح والتصحيح للأخطاء التي سبّبها حاجز اختلاف اللغة والثقافة، حيث إنَّ سردية الكتاب تسترفد محتواها من تلاقي عالمين، أحدهما مشرقي عربي، والآخر إسباني أوروبي، وترسم صورة بانورامية لمكوِّنٍ إسلامي في بيئة مسيحية. وفي مجال متّصل بمسلمي شبه الجزيرة الإيبيرية (الموريسكيين) فاز كتاب “المشهد الموريسكي” لمؤلفه الدكتور حسام الدين شاشية، الصادر كذلك عن مركز البحوث ومؤسسة التميمي، بجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2024م في فرع “المؤلف الشاب”، وهو كتاب يرصد سرديات الإسبان أنفسهم حول طرد الموريسكيين من الأندلس، وقد أسفر البحث عن تطوُّر إدراكات الإسبان للمسألة الموريسكية وتحولاتها، وعن تنقّل الخطاب القومي والثقافي الإسباني من حالة نشوة الانتصار والتشفي إلى حالة من محاولة التبرير والتسبيب، مرورًا بمحاولة تطبيع القصة في سبيل إخضاعها لمراجعة محايدة، وهو الأمر الذي لم يستطع المثقفون الإسبان حتى الآن الوصول إليه، على اعتبار أنَّ الاعتراف بالمظلومية الموريسكية لا يزال أفقًا قد تصل الثقافة الإسبانية المعاصرة إلى تقبّله بصدر رحب فيما بعد، ولكن ليس في المرحلة الراهنة من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
قام سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ بزيارة وداعية إلى مركز البحوث والتواصل المعرفي. عبر السفير الصيني عن بالغ شكره للمركز، مثمنًا ومنوهًا بعمق العلاقات التي نشأت بين السفارة الصينية وهو شخصيًا وبين مركز البحوث –إبان فترة عمله المنقضية- مشيدًا بدور المركز في تنمية العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية من خلال ما قدمه من أعمال تتعلق بالتواصل الحضاري والثقافي، وتنظيم اللقاءات، وورش العمل، والنشر المشترك، وإعداد الكتب والدراسات، والمشاركة الفاعلة في معارض الكتاب بالصين، واستقبال الوفود الصينية المختلفة، وتقديم الدعم والمشورة لها. وعبر رئيس المركز عن بالغ امتنانه لسعادة السفير الصيني؛ لما قدمه من نموذج دبلوماسي ثقافي نشط وفعال خلال فترة عمله، وهذا ما أثر إيجابًا في مسار العلاقات بين البلدين بوجه عام، والعلاقات الثقافية والعلمية على وجه الخصوص، منوهًا بما قدمته السفارة ممثلة بسعادة السفير تشن وي تشينغ من خدمات جليلة ودعم وتسهيلات لمركز البحوث والتواصل المعرفي، وهذا ما أسهم في تفعيل دوره وتمتين علاقاته مع المراكز البحثية والمؤسسات العلمية والثقافية الصينية. ومما تجدر الإشارة إليه أن سعادة السفير الصيني حضر مرتديًا الزي السعودي الرسمي، تأكيدًا لما يحمله من مشاعر طيبة تجاه المملكة وشعبها، وتطلع سعادته إلى مزيد من تعميق العلاقات بين البلدين، وقد أشاد بمكانة المملكة ودورها المحوري إقليميَّاً ودوليَّاً. وفي نهاية اللقاء أهدى رئيس المركز سعادة السفير الصيني مجموعة من الهدايا التذكارية أبرزها كتاب (سلمان بن عبد العزيز: رصد لأخباره الصحفية من 1935- 1987م) ومجموعة من الكتب السعودية المترجمة من العربية إلى الصينية.
عقدت الباحثة في دراسات الهجرة في منطقة الشرق والخليج العربي هيلين تولي في 14 رجب 1445هـ /24 يناير 2024م حلقة نقاش بمقر المركز بالرياض، بعنوان «دبلوماسية الهجرة في دول الخليج العربي»، وحضرها الأستاذ عبدالله الكويليت الرئيس التنفيذي لمركز البحوث والتواصل المعرفي، والمستشار في المركز الدكتور علي الخشيبان، وشارك في إثراء النقاش كل من الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى، والدكتور سعيد الغامدي عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود، والأستاذ سليمان العساف الكاتب بصحيفة الوطن، وعدد من باحثي المركز. وقد تناولت حلقة النقاش قضايا الهجرة، وفصَّلت في تحديد أرقام ونسب العمالة المهاجرة إلى الخليج وحجمها بسوق العمل المحلي، وتحويلاتهم البنكية في كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي. كما تطرقت الورشة أيضًا إلى السياسات الشعبية في منطقة الخليج حول العمالة، والتأثيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وما قد يكون للعمالة المهاجرة من تأثير سالب في التركيبة السكانية للبلد المضيف.