في لقاء مع “جلوبال تايمز” الصينية.. مدير وحدة الصين بمركز “التواصل المعرفي” مبادرة الحزام والطريق تنسجم مع رؤية المملكة 2030

في لقاء مع “جلوبال تايمز” الصينية.. مدير وحدة الصين بمركز “التواصل المعرفي”
مبادرة الحزام والطريق تنسجم مع رؤية المملكة 2030

“مبادرة الحزام والطريق (BRI) تنسجم مع رؤية السعودية 2030، والفوائد متوقعة دائمًا”، هذا رأي أبداه مدير وحدة الصين والشرق الأقصى في مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد المنيعي، الذي أكد أنَّه إذا بذلت الدول العربية والصين جهودًا مشتركة لتعزيز مبادرة الحزام والطريق، فسيكون هناك وضع أفضل في المستقبل
في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة، جاءت هذه المقابلة من مراسلي جلوبال تايمز (جي تي) يو جينكوي وشينغ شياو جينغ مع المنيعي في الرياض، لمعرفة وجهات نظره حول كيفية تعاون البلدين بشكل أفضل في إطار مبادرة الحزام والطريق، فضلاً عن تعميق العلاقات العربية الصينية.

في عام 2016م، عندما زار الرئيس شي جين بينغ المملكة العربية السعودية، تم الارتقاء بالعلاقات الصينية السعودية إلى شراكة إستراتيجية شاملة. شي يزور السعودية مرة أخرى، والسعودية هي الدولة العربية الأولى التي يزورها بعد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، كيف نفهم أهمية هذه الزيارة للعلاقات الثنائية؟
لا شك أنَّ هذه الزيارة تاريخية؛ لأنَّ المملكة العربية السعودية تقدر علاقتها مع الصين، خصوصًا وجود الرئيس الصيني في الرياض، وسيكون هناك مزيد من التحسُّن في العلاقة، وهي متعددة الأوجه، تراوح بين التجارة والثقافة.
في الواقع، إنَّها تبادل مصالح بين البلدين، فضلاً عن علاقة صداقة عميقة. الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية، مما يسهم في تطوير هذه العلاقة، وستسفر القمة عن نتائج مهمة تتطلع إليها الصين في المنطقة، كما الحال بالنسبة إلى المملكة.
كيف تقيمون التعاون بين الصين والسعودية خلال السنوات الست الماضية؟ في رأيك، ما المجالات التي يمكن للجانبين تعميق تعاون فيها؟
بلغ التعاون بين الصين والسعودية ذروته في السنوات القليلة الماضية، ونجحتا في تأسيس عدة شركات ناجحة في مشروعات الطاقة والصناعات المتطوّرة وغيرها، أما المجالات التي ينبغي على الجانبين تعميقها، فتتمثَّل في الاستثمار في مشروعات عملاقة في المملكة، مثل: مشروع نيوم (مدينة تربط آسيا وأفريقيا وأوروبا يجري بناؤها في منطقة تبوك في شمال غرب المملكة العربية السعودية)، والاستثمار في السعودية من خلال الشركات الصينية سيكون بلا شك مفيداً لاقتصاديات البلدين.
هل يمكن القول إن هناك تراجعًا في العلاقات السعودية الأمريكية؟
علاقة السعودية بأمريكا علاقة تاريخية تمتدُّ لأكثر من 80 عامًا. ولا يمكن زعزعة الجانب الأقوى في العلاقات السعودية ـ الأمريكية، الذي يتمحور حول الجانب الأمني، والتحالف الإستراتيجي.
المسار الملحوظ للتذبذب في العلاقات مرتبط بالجانب الاقتصادي، إذ تعدُّ السعودية أكبر مصدر للطاقة في العالم، ولها أن تصدرها إلى حيث شاءت من الدول، ومن بينها الصين، بمعني أن السعودية تراعي مصالحها الاقتصادية، وهذا لا يعني إطلاقًا تحولاً في العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، التي لا يمكنها أن تتخلَّى عن المنطقة، بسبب موقعها الجغرافي، ودورها الأمني الأساسي، والتعامل مع الأحداث، أما الصين فليس لديها الرغبة بأن تكون حليفًا أمنيًا لدول المنطقة لسببين، الأول: تاريخي يتمثّل في غيابها التاريخي عن المنطقة، والسبب الثاني: أنَّ علاقاتها مع جميع دول المنطقة أفقية، فهي لا تتدخل في الصراعات الإقليمية في المنطقة.

غالبًا ما تصور وسائل الإعلام الغربية علاقات الصين الطبيعية مع الشرق الأوسط على أنها تشكل تحدِّيًا لهيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ما رأيك؟
هذا غير صحيح. هناك تباين في المنافسة الأمريكية الصينية من الناحية الاستراتيجي. يركز الوجود الصيني في الاقتصاد، في حين أن الوجود الأمريكي هو وجود أمني يقوم على تحالفات إستراتيجية واقتصادية، إلى جانب تاريخ طويل من العلاقات المباشرة. أما الوجود الصيني فيركز في التنمية الاقتصادية المنبثقة عن مبادرة الحزام والطريق.
ما نوع الفرص والتأثيرات التي تعتقد أن مبادرة الحزام والطريق جلبتها إلى المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط؟
أعتقد أن مبادرة الحزام والطريق تنسجم مع رؤية السعودية 2030، والفوائد متوقعة دائمًا. ومن الأمثلة على التقارب بين المشروعين، ما اتّخذته المملكة من خطوات لإحياء مشروع طريق الحرير، من خلال إنشاء شركة طريق الحرير السعودية في منطقة جازان، حيث يوجد كثير من الشركات الصينية، التي تعمل في مجالات الطاقة والمقاولات، وغيرها من المجالات.
هذه المنطقة هي واحدة من الأذرع الاقتصادية الجديدة للمملكة، التي ستسهم في جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية في مختلف المجالات: الزراعة، والسياحة، والصناعة، إلخ.
يشهد الرئيس شي القمة الأولى للصين والدول العربية والصين- القمة الخليجية في الرياض، ما القوة الدافعة لتوثيق التعاون بين الصين والدول العربية؟
من المتوقع أن تكون هناك رغبة في هذه القمم لتوثيق العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، والتي لها الأهمية نفسها في الوقت الحاضر في تعزيز العلاقات الصينية العربية، إذ من المتوقع أن يكون لديهما وضع أفضل في المستقبل، إذا بذلت الدول العربية والصين جهودًا مشتركة لتعزيز مبادرة الحزام والطريق، وهي إطار دبلوماسي واقتصادي قائم على مبدأ التشاور الواسع، والمساهمة المشتركة، والمنفعة المتبادلة.
كما سيتم تحديث التعاون العملي في مجال الطاقة، مثل: إنشاء البنية التحتية الأساسية، وتسهيل التجارة والاستثمار بوصفهما جانبين مهمين لهذا التعاون، وتبادل التقنيات العالية والجديدة في مجالات الطاقة النووية والطاقة المتجددة، وتقنيات الأقمار الصناعية الفضائية.
تتطلع الصين ودول المنطقة إلى تعاون أوثق وأعمق في المستقبل، من خلال عدة مجالات مهمَّة، على سبيل المثال: الثقة السياسية المتبادلة، والتعاون الأمني، والتعاون التنموي والاقتصادي والتجاري، والتواصل الحضاري، والمصالح المشتركة.
هل يمكنك الحديث علاقاتك مع الصين بإيجاز؟ على سبيل المثال، متى بدأت دراسة الصين؟ ما الموضوعات المتعلِّقة بالصين التي تثير اهتمامك أكثر؟
نعم، لدي علاقة طويلة الأمد مع الصين والصينيين، بدءًا من دراستي في بكين في الجامعة في عام 2007م حتى يومنا هذا.
مكثت في بكين ست سنوات، تعلمت خلالها اللغة الصينية، وكوّنت صداقات رائعة، وتعرفت أيضًا إلى الصين والصينيين من كثب. تعرفت إلى ثقافة الشعب الصيني واهتماماته، وأعمل حاليًا في مركز البحوث والتواصل المعرفي مديرًا لوحدة الصين والشرق الأقصى.
أما بالنسبة إلى الموضوعات التي تهمني والمتعلِّقة بالصين، فهي جميع مجالات المعرفة، مثل: الحضارة والثقافة، ومؤخرًا الاقتصاد

قمة ووتشن للإنترنت تشكر ممثل “التواصل المعرفي”  ناقشت التعاون في الفضاء السيبراني بمشاركة أكثر من ألفي مختص

قمة ووتشن للإنترنت تشكر ممثل “التواصل المعرفي”
ناقشت التعاون في الفضاء السيبراني بمشاركة أكثر من ألفي مختص

عُقدت قمة ووتشن لمؤتمر الإنترنت العالمي في المُدَّة ما بين يومي (9 – 11 نوفمبر 2020م) في مدينة ووتشن بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وشارك فيها الأستاذ فهد بن صالح المنيعي الباحث المختص في شؤون الصين ممثلاً لمركز البحوث والتواصل المعرفي.

خاطب الرئيس الصيني شي جين بينغ القمَّةَ، مُعربًا عن استعداد الصين للعمل مع دول العالم لشقِّ مسار تنمية رقمية عالمية يتسم بالبناء، والتقاسم المشترك لموارد رقمية، واقتصاد رقمي حيوي، وحوكمة رقمية فعَّالة، وثقافة رقميَّة مزدهرة، وأمن رقمي مضمون بشكل فعال، وتعاون رقمي متبادل المنفعة.

وأضاف شي أنه ينبغي بذل جهود متسارعة لبناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني، والإسهام بحكمة وقوة في السلام والتنمية على الصعيد العالمي، وكذلك في تقدُّم الحضارة البشرية.

وكان عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس قسم الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي شولي قد نقل رسالة الرئيس الصيني وتهنئته في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية.

كما ألقى يوان جيا جون عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وسكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ كلمةً في الجلسة الافتتاحية.

وشهد القمَّةَ، التي تحمل عنوان: “نحو الفضاء الإلكتروني الرقمي المشترك”، أكثر من 2.100 ضيف، بما في ذلك ممثلون رفيعو المستوى من المنظمات الدولية والوزراء والرؤساء التنفيذيون لشركات الإنترنت العالمية الرائدة، والعلماء المعروفون، من 120 دولة ومنطقة، سواء حضوريّاً أو عبر الإنترنت.

وجاءت القمة في أربعة محاور رئيسة، وهي: التعاون والتنمية، والتكنولوجيا والصناعة، والثقافة والمجتمع، والحوكمة والأمن.

وتبادل ممثلو الجهات المشاركة وجهات النظر حول نقاط الاتصال والقضايا الشائعة في الفضاء الإلكتروني، وعقدت القمَّة سلسلةً من الأنشطة المهمَّة، مثل تقديم الحالات البارزة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني، وإطلاق الإنجازات العلمية والتكنولوجية الرائدة على الإنترنت، وتنظيم معرض الإنترنت، ومسابقة الإنترنت العالمية.

مثَّلت الأنشطةُ قصَّةَ مجتمعٍ ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني، وعرضت بشكل شامل أحدث الإنجازات العلمية والتكنولوجية ذات الصلة بالإنترنت العالمية، ودعت إلى الابتكار والتبادل والتعاون العالمي.

في غضون ذلك، استضافت قمَّةُ تشجيانغ هذا العام ندوةَ ممثلي أعضاء قمة مؤتمر الإنترنت لأول مرة.

  واستقطبت الندوة أكثر من 30 ممثلاً للمنظمات الدولية، وشركات الإنترنت العالمية الرائدة، والهيئات والمنظمات الصناعية.

شارك الممثلون في تبادل وجهات النظر حول عددٍ من القضايا، مثل: الفرص والتحدِّيات التي تواجه الإنترنت العالمي، والتطور المستقبلي للقمة، وكان هناك توافق واسع في الآراء.

أصدرت القمة تقرير تطوير الإنترنت في العالم 2022م، وتقرير تطوير الإنترنت في الصين 2022م، وتشاركت إنجازات التنمية الرقمية مع الناس في جميع أنحاء العالم.

وعبَّرت اللجنةُ المنظمة للقمة عن تقديرها لمشاركة ممثل مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد المنيعي، ودعته إلى المشاركة في دورة العام المقبل، التي ستحتفي بمرور عشر سنوات على القمَّة.

قمم السعودية الثلاث.. قصص سياسية مختلفة

قمم السعودية الثلاث.. قصص سياسية مختلفة

د. علي الخشيبان

السعودية اليوم هي منجم الذهب السياسي الموجود على خارطة العالم العربي والشرق الأوسط بأكمله، وقيادة سمو ولي العهد لهذه التجربة الرائدة المتزنة، تطرح للعالم الفكرة الرئيسة التي تقول: إن المصالح السياسية والاقتصادية وليس غيرها هي ما يجب التفكير فيه بعيداً عن التأويلات..

العالم اليوم أصبح بحاجة إلى مقادير كبيرة من العمل السياسي المختلف من أجل أن يدرك أن التطور والنضج أصبحا سمة دولية، فالعمل السياسي الكبير والمكثف يسمح للعالم أن يستوعب أن القلق غير الواقعي من الصورة الدولية القائمة غير مبرر، عندما تشعر الدول بالقلق من المستقبل إلى درجة غير مقبولة فإن ذلك سيحول دون تحقيق أي نمو مستقبلي ولا حتى تجارب، التاريخ الذي لا يستند إلى تجارب قاسية وعميقة يحوّل الدول إلى حالة من الثبات غير المقبول حيث تستمر الدول في إعادة قراءة قصص التاريخ دون أن تفكر أن تكتب قصصها الخاصة.

في قمم الرياض أثبت الواقع أننا في السعودية نمتلك القدرة والطاقة والحيوية والتكيف على تجاوز الحاضر نحو المستقبل عبر خلق قيم سياسية جديدة قادرة أن تمنحنا المكانة التي نستحقها في مسار السياسة الدولية، السعودية تمتلك التاريخ والتجربة والإمكانات الهائلة، وهي ليست مستجدة في مجال قيادة منطقتها وقيادة أجزاء كثيرة من المعطيات الدولية، فهي مركز الطاقة الدولية وهي محور المسلمين في العالم، كل هذه المعطيات وغيرها كثير جعلت السعودية تدرك أنها دائماً لديها تفهم إقليمي ودولي تجاه مسؤوليتها التي أثبت التاريخ مصداقيتها عبر تجربة سياسية دائماً ما كانت واثقة من نفسها.

السياسة السعودية وعبر هذه القمم الثلاث التي استضافت بها الرياض الرئيس الصيني تمنح المنطقة العربية بجغرافيتها الواسعة الفرصة لتكون محوراً مهماً وكياناً فاعلاً على المستوى الدولي، القصة السياسية السعودية التي طرحتها القمم الثلاث كانت واضحة في خطاب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي عكست للعالم أن النضج السياسي يعتمد ويقوم على المصداقية والتأكيد على تحقيق التطلعات، فالمصداقية في القصة السياسية التي روتها القمم الثلاث تثبت أن المستقبل طريق ممهد بالمصداقية والقيادة.

في عالم اليوم وعالم القرن الحادي والعشرين أثبتت السياسة الدولية أن سلوكها أصبح متغيراً فلم تعد المقايضة بين الدول من أجل قيم محددة أو من أجل تحالفات غير مكتملة أمراً يمكن الاعتماد عليه، التجربة الدولية أثبتت أن المصالح المشتركة هي ما يدفع نحو تقوية الارتباط السياسي والعلاقات المتينة، السياسة الدولية تدخل منعطفاً مهماً؛ فلم تعد الدول بحاجة إلى أن تعيق مشروعاتها السياسية وبحثها عن المستقبل من أجل آخرين، عالم اليوم أثبت أن من لن يثق في سياساتك اليوم فلن يثق بك أبداً.

عالم اليوم السياسي يتطلب دولاً وقادة موثوقين قادرين على إنتاج وتطوير قواعد وأدوار واضحة لدولهم من خلال تأسيس مبادئ المصداقية في المشروعات السياسية التي يقدمونها، إن تطور كل شي في عالم السياسة يعود إلى التاريخ والتجربة، فنحن أمام جيل من الدول يدرك أنه قادر على تطوير العالم من حوله عبر مسارات تمتلك الإرداة السياسية العالية والتفكير والمنطق والتجربة الثرية والتوازن السياسي بين معطيات العالم القائمة.

لقد كانت التجربة السياسية المشروطة التي عاشها العالم العربي خلال العقود الماضية تجربة قاسية أثبتت أنها لم تقدم الجديد لهذه الدول وشعوبها، ولذلك فإن التجربة السياسية العربية التي روتها قصص القمم الثلاث تدور حول فكرة أن العالم العربي بأكمله يسعى إلى تحقيق ضمان العيشة الكريمة والمتطورة والمستقرة، ولأن قمم الرياض تقدم الفرصة الثمينة للعالم العربي وتمنحه القدرة على تحقيق الإنجازات التاريخية، فإن القمم الثلاث باختلاف عناوينها روت قصصاً مختلفة عن عالم اليوم والشراكات المطلوب توفيرها من أجل المحافظة على مكتسبات البشرية.

القصة الأهم في هذه القمم أن هناك فرصة دولية تساهم السعودية سياسياً واقتصادياً في خلقها للعالم من خلال الرغبة والاندفاع الإيجابي العربي نحو تحقيق الإنجازات، فما تحتاجه هذه المنطقة هو بناء تجربة تنموية عبر شريك اقتصادي يهدف إلى تحقيق الإنجازات الشاملة وتعزيز الاقتصادات للدول العربية دون استثناء.

السعودية اليوم هي منجم الذهب السياسي الموجود على خارطة العالم العربي والشرق الأوسط بأكمله، وقيادة سمو ولي العهد لهذه التجربة الرائدة المتزنة، تطرح للعالم الفكرة الرئيسة التي تقول: إن المصالح السياسية والاقتصادية وليس غيرها هي ما يجب التفكير فيه بعيداً عن التأويلات، والسعودية تدرك بكل عمق كما يعكس خطابها السياسي أنها تنتهج سياسة متوازنة في هذا العالم، وتحافظ على مكتسبات الأمة العربية والإسلامية وتدعم قضاياها الحيوية، مع تقدير شديد لكل تجربة يمكنها أن تقدم تحالفات اقتصادية وتنموية تنعكس على المنطقة وعلى تطورها وشعوبها.. لقد أثبتت قمم الرياض أن من قصصها الخالدة سياسياً أن هذه المنطقة لن تكون عالة على العالم من جديد في أزماتها وشعوبها ودولها؛ لأنها سوف تسعى بكل جدية نحو التطور والتنمية.

https://www.alriyadh.com/1986934

مركز “التواصل المعرفي” يطلق المعهد السعودي للدراسات الصينية   نظم حلقة نقاش حول “نتائج زيارة الرئيس شي جين بينغ للمملكة والقمم الثلاث”

مركز “التواصل المعرفي” يطلق المعهد السعودي للدراسات الصينية
نظم حلقة نقاش حول “نتائج زيارة الرئيس شي جين بينغ للمملكة والقمم الثلاث”

أطلق مركز البحوث والتواصل المعرفي “المعهد السعودي للدراسات الصينية”، في إطار حلقة النقاش التي نظمها بعنوان “نتائج زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة والقمم الثلاث”، وذلك يوم الأربعاء 20 جمادى الأولى 1444هـ (14 ديسمبر 2022م).
وفد أثرى الحلقة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين والمهتمين بالعلاقات الدولية عمومًا، وبالعلاقات العربية الصينية خصوصًا.
ورحب رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد بالمشاركين سواء بالحضور في قاعة المركز أو عبر برنامج “زووم” من الصين، وأشار إلى أن زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية، واحتضان الرياض ثلاث قمم، هي: القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية، تمثل حدثًا له دلالاته ونتائجه في مسيرة علاقات البلدين، وفي تأثيره الكبير في المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والدولي، وهذا ما دفع المركز إلى تبنِّي هذه الحلقة العلمية؛ بأمل الخروج برؤية موحدة تحقق التأسيس لعلاقة أكثر عمقًا وحيوية في المرحلة المقبلة.
وشكر ابن جنيد للأكاديميين والباحثين الصينيين إسهامهم في تطوير العلاقات، وحرصهم على التفاعل مع جهود المركز في بناء أرضية مشتركة لتلك العلاقات، وأعلن أّنّ المركز قرر إطلاق “المعهد السعودي للدراسات الصينية” بناءً على ما أبرزته تجربته من وجود اهتمام متبادل من الباحثين السعوديين والصينيين بتأسيس مرحلة جديدة من التواصل الثقافي والعلمي الذي يحقق معرفة أعمق لكل طرف بالطرف الآخر.

صحيفة “الرياض” تحتفي بفعاليات المركز وإصداراته عن الصين:       السعودية والصين.. علاقات معرفية وتواشج ثقافي

صحيفة “الرياض” تحتفي بفعاليات المركز وإصداراته عن الصين:
السعودية والصين.. علاقات معرفية وتواشج ثقافي

احتفت صحيفة “الرياض” بالمبادرات والبرامج والفعاليات والإصدارات وغيرها من الأنشطة التي تبرز دور مركز البحوث والتواصل المعرفي في تجسير العلاقات اللمية والثقافية مع الجامعات والمؤسسات ذات الصلة في الصين، ورصدت الصحيفة كثيرًا جهود المركز في هذا المجال، وهنا ما نشرته اليوم 16 جمادى الأولى 1444هـ (10 ديسمبر 2022م).

من حفل تدشين المرحلة الثانية للنشر المشترك مع دار انتركونتيننتال

“شكّل التواصل المعرفي والثقافي ملمحاً مهماً وبارزاً في تعزيز العلاقات بين الدول سواء من قبل المراكز البحثية أو الجامعات أو المعاهد، وتبدو العلاقة الحضارية المتميزة مع الصين أحد هذه الوجوه المضيئة، فقد دّشن مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخراً عدداً من الإصدارات المشتركة مع جامعات ومراكز ومعاهد صينية، كما وقّع عدداً من الاتفاقات في مضمار التعاون الثقافي والبحثي مع جهات أكاديمية صينية، ونظّم مجموعة من الفعاليات والمناسبات ذات الصلة، في مجموعة من الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية ومن العربية إلى الصينية، إضافة إلى دوريّات وتقارير متنوعة.

فعاليات ومؤتمرات وندوات

وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في عدد من الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات بالصين، من أبرزها المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي أقامه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، وحضره أكثر من 20 خبيراً من المملكة العربية السعودية والصين ومصر والإمارات وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية.

وتبادل المشاركون في المنتدى الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية، وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذه الندوة، حيث أدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد، الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة.

وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد صالح المنيعي، أن “مبادرة التنمية العالمية” تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن المبادرة طرحت “خريطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك “مسرّعاً” لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

وقال: تعمل في الوقت الحالي المملكة بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والمملكة بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.

وقد أصدر المركز على أثر ذلك كتاباً بعنوان: الشراكة الصينية العربية: ودفع مبادرة التنمية العالمية، جمع فيه كلمات وأوراق عمل الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية.

حلقة نقاش بين مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز تياندا لينغشيان

آفاق تعليم اللغة الصينية في المملكة

وفي مجال تعليم اللغة الصينية عقد مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز تياندا لينغشيان نقاشات حول “برامج تعليم اللغة الصينية ونشرها في المملكة”، بمشاركة منسوبي المركزين، وتناولت تلك النقاشات دور «البحوث والتواصل» في تنشيط الترجمة من الصينية وإليها، ونماذج من مشروعات المركز المنجزة في الترجمة، وأكّد المشاركون أن اعتماد تعليم الصينية في المملكة يستوجب مزيدًا من النشاط لتحقيق هذا الهدف بأعلى مستوى من النجاح.

وتخلل النقاشات حول تعليم اللغة الصينية في المملكة العربية السعودية عدد من النشاطات والنماذج والعروض المرئية، التي تضمنت عدداً من الخطط المقترحة لتعليم اللغة الصينية للدارسين السعوديين، مشتملاً على شرح لتفاصيل الخطة، وأهدافها، ومخرجاتها المتوقعة. انطلاقاً من حرص الجانبين على العمل على تطوير تعليم اللغة الصينية في المملكة.

الشؤون السعودية – الصينية في إصدارات محكّمة

وقد أصدر المركز، بالتعاون مع جهات أكاديمية وثقافية صينية، عدداً من الكتب والبحوث المحكّمة التي عُنيت بالشؤون السعودية الصينية، أو بآفاق العلاقات بين المملكة والصين، إضافة إلى إيجاز بعض الدراسات الصينية وترجمتها، ومنها: كتاب: تركيا: قضايا ورؤى، الذي أصدره المركز بالتعاون مع معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي، وقد ضم ثماني دراسات نشرت في المجلة الآسيوية للدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، في شكل ملف خاص بعنوان: «دراسات تركية»، وقد جرى إصدار هذا الكتاب في إطار ترسيخ التواصل بين البلدين، وكان انطلاقة التعاون بين المركز والمعهد.

كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: المسألة الصينية: إدارة المخاطر وتعظيم الفوائد، من الشراكة في التعليم العالي والبحث، الذي أعدّه مجموعة من الباحثين وترجمته إلى العربية هاجر العبيد، انطلاقاً من الرؤية التي تهدف إلى إيجاد إطار قوي لإشراك الصين في البحث والتعليم العالي، إذ يُتوقع أن تتجاوز كثيراً من الدول الغربية، لتصبح من أكثر الدول إنفاقاً على البحث والتطوير في العالم، وقد أظهر هذا البحث أن أي فكرة تنطوي على فك الارتباط بالصين غير قابلة للتطبيق، إلا أنه يشير إلى الحاجة على إيجاد نهج إستراتيجي واضح للتعاون البحثي.

كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: جغرافية الصين، الذي ألّفه تشنغ بينغ، وترجمه عباس جواد الكادمي، الذي درس جيوسياسية الصين، وتطرق إلى تبني بكين سياسة الانفتاح على العالم منذ عام 1978م حتى الآن، وجاء في سياق أن معرفة جغرافية الصين تعد شرطاً ضرورياً لمن يريد معرفة الصين بشكل جيّد.

وأصدر المركز كتاباً بعنوان: التقرير السنوي حول تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي، وهو تقرير رأس تحريره وانغ غوانغدا (محفوظ)، وجاء في سياق تحديد مسيرة تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، ومرتكزات السياسة الاقتصادية والتجارية الصينية تجاه الدول العربية، كما حدّد السياقات المهمّة التي يجب التركيز فيها لاحقاً. ويضع التقرير التعاون مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، ضمن أولويات السياسة الصينية، ويحدّد ضمناً مجال: الطاقة، وأهمية رأس المال السعودي للاستثمار في الصين، وأهمية الفرص التنموية الواعدة في الدول العربية للاستثمار الصيني في المجالات التي غطاها التقرير، وأيضاً أهمية الحزام السياسي العربي لإستراتيجية الحزام والطريق.

ترجمة الأعمال الكلاسيكية والحديثة

ويحرص مركز البحوث والتواصل المعرفي على توثيق علاقات المملكة الثقافية مع الصين، وفي إطار ذلك يواصل مشروع النشر السعودي الصيني للأعمال الكلاسيكية والحديثة.

وقد ترجم مشروع الترجمة السعودي الصيني رواية «العصفورية» لغازي القصيبي إلى الصينية، في مشروع انطلق منذ عام 2019، قام بترجمة ثماني روايات على دفعتين.

من الكتب المترجمة إلى الصينية

وتدور أحداث «العصفورية» بين جدران المصحة النفسية كما هو عنوانها، ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فسخرية الأديب السعودي المحبّبة في سرده للتاريخ لامست شرق القارة قبل أن تلامس المريض في القصة، ليختارها الصينيون ضمن أبرز ترجماتهم من المكتبة السعودية، وبالتعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي.

وقد تضمن مشروع التعاون السعودي الصيني في مجال الترجمة كتاب “السعلوة بين الحقيقة والخيال” لفاطمة أحمد البلوي، إضافة إلى ترجمة وطباعة ثمانية كتب بالمناصفة بين اللغتين الصينية والعربية، ليتم ترجمة أربعة منها في بكين والأخرى في الرياض.

وانتقى المشروع كتباً من صميم المجتمع السعودي، فبجوار عصفورية القصيبي، وسعلوة البلوي، تمت ترجمة كتاب “تطور النقود في المملكة العربية السعودية».

وتنوعت الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية في مجالات المختلفة، وهي “سيادة القانون في الصين” لفنغ يوجين، و”ماهوا تينغ وإمبراطورية تينسنت” للباحثين لين جون وتشانغ يو تشو.

“العصفورية” للدكتور غازي القصيبي تُرجم باللغة الصينية

ولم تتوقف الكتب عند ما تمّ تحقيقه وترجمته وطباعته حتى الآن، إذ يتضمن المشروع نقل 20 كتاباً من العربية للصينية، و20 كتاباً من الصينية للعربية، والنشر قائم على تعريف الصين إلى السعوديين، وتعريف السعوديين بالصين.

وبدأ المشروع منذ عام 2019 في معرض بكين الدولي للكتاب بثلاثة أعمال سعودية، هي “عرق وطين” لعبدالرحمن الشاعر، و”ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الحميدان، بالتعاون مع جامعة بكين لإعداد المعلمين وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية – العربية، وكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين.

كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: الأدب الصيني، وهو من تأليف الباحث والأكاديمي الصيني ياو دان، وتحدّث فيه عن الثقافة الصينية، التي تتمثل في الأدب والفلسفة والحكمة، وهو كتاب جدير بالقراءة للتعرف إلى جانب مهم من جوانب الثقافة والفكر في الصين. وقد ترجمته قاو يوي شياو (نهلة)، وحرّره وعلّق عليه الباحث بالمركز الدكتور ياسر سرحان.

دوريّات فصلية متخصّصة في شؤون البلدين

وفي مضمار الإصدارات الفصلية، ركّزت مجلة «مكاشفات» الفصلية، التي يصدرها المركز، في عددها الأول من المجلد الثاني على شؤون المملكة العربية السعودية والعلاقات الدولية، وجاءت خصوصية هذا العدد عن الصين، تزامنًا مع الذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين، واشتمل العدد، الذي بلغ 249 صفحة، على موضوعات تخص العلاقات الدولية في المنطقة.

ومن ناحية الملف الرئيس للعدد “الصين”، ضمّت مجلة «مكاشفات» جانب السيرة الذاتية لشخصيات صينية مهمة في الذاكرة الصينية، تعدّ محط إعجاب دولي مثل دنغ شياو بنغ، إضافة إلى الجانب الاقتصادي كواقع الاستثمارات الصينية في المملكة، وكذلك الجوانب الثقافية والعلمية كملف إدراج اللغة الصينية في مدارس المملكة وقاعدة المعلومات الصينية التي أنشأها مركز البحوث والتواصل المعرفي بعنوان “الصين في الأدبيات العربية” وغيرها من الموضوعات التي يتم التطرق لبعضها لأول مرة.

ورصد العدد النشاطات التي قام بها المركز خلال السنة المنصرمة مع المراكز العلمية والبحثية في الصين، من ندوات وزيارات متبادلة واستقبال لوفود دبلوماسية وأكاديمية في مقر المركز بالرياض، وكذلك مشاركة العديد من الباحثين السعوديين في الاحتفال بمناسبة مرور 70 عاماً على قيام جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة المركز في معرض بكين الدولي للكتاب، والنشاطات الجانبية التي رافقت المشاركة، مثل توقيع مذكرة التعاون مع دار إنتركونتيننتال للنشر، وتوقيع الاتفاقية مع معهد ساينوباك للبحوث.

وتضمن العدد أيضاً الإشارة إلى أحدث الإصدارات التي تتعلق بتطوير العلاقات السعودية الصينية مثل كتاب: 10 سيناريوهات لتطور العلاقة بين السعودية والصين الذي قام بتأليفه كبير الباحثين بالمركز الدكتور عبدالله الفرج، وتقرير مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي وأحزاب الدول العربية للدكتور إبراهيم النحاس وغيرها من الإصدارات”.

Pin It on Pinterest