أطلق مركز البحوث والتواصل المعرفي “المعهد السعودي للدراسات الصينية”، في إطار حلقة النقاش التي نظمها بعنوان “نتائج زيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة والقمم الثلاث”، وذلك يوم الأربعاء 20 جمادى الأولى 1444هـ (14 ديسمبر 2022م). وفد أثرى الحلقة عدد من الباحثين والأكاديميين المختصين والمهتمين بالعلاقات الدولية عمومًا، وبالعلاقات العربية الصينية خصوصًا. ورحب رئيس المركز الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد بالمشاركين سواء بالحضور في قاعة المركز أو عبر برنامج “زووم” من الصين، وأشار إلى أن زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية، واحتضان الرياض ثلاث قمم، هي: القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية، تمثل حدثًا له دلالاته ونتائجه في مسيرة علاقات البلدين، وفي تأثيره الكبير في المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والدولي، وهذا ما دفع المركز إلى تبنِّي هذه الحلقة العلمية؛ بأمل الخروج برؤية موحدة تحقق التأسيس لعلاقة أكثر عمقًا وحيوية في المرحلة المقبلة. وشكر ابن جنيد للأكاديميين والباحثين الصينيين إسهامهم في تطوير العلاقات، وحرصهم على التفاعل مع جهود المركز في بناء أرضية مشتركة لتلك العلاقات، وأعلن أّنّ المركز قرر إطلاق “المعهد السعودي للدراسات الصينية” بناءً على ما أبرزته تجربته من وجود اهتمام متبادل من الباحثين السعوديين والصينيين بتأسيس مرحلة جديدة من التواصل الثقافي والعلمي الذي يحقق معرفة أعمق لكل طرف بالطرف الآخر.
احتفت صحيفة “الرياض” بالمبادرات والبرامج والفعاليات والإصدارات وغيرها من الأنشطة التي تبرز دور مركز البحوث والتواصل المعرفي في تجسير العلاقات اللمية والثقافية مع الجامعات والمؤسسات ذات الصلة في الصين، ورصدت الصحيفة كثيرًا جهود المركز في هذا المجال، وهنا ما نشرته اليوم 16 جمادى الأولى 1444هـ (10 ديسمبر 2022م).
من حفل تدشين المرحلة الثانية للنشر المشترك مع دار انتركونتيننتال
“شكّل التواصل المعرفي والثقافي ملمحاً مهماً وبارزاً في تعزيز العلاقات بين الدول سواء من قبل المراكز البحثية أو الجامعات أو المعاهد، وتبدو العلاقة الحضارية المتميزة مع الصين أحد هذه الوجوه المضيئة، فقد دّشن مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخراً عدداً من الإصدارات المشتركة مع جامعات ومراكز ومعاهد صينية، كما وقّع عدداً من الاتفاقات في مضمار التعاون الثقافي والبحثي مع جهات أكاديمية صينية، ونظّم مجموعة من الفعاليات والمناسبات ذات الصلة، في مجموعة من الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية ومن العربية إلى الصينية، إضافة إلى دوريّات وتقارير متنوعة.
فعاليات ومؤتمرات وندوات
وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في عدد من الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات بالصين، من أبرزها المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي أقامه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، وحضره أكثر من 20 خبيراً من المملكة العربية السعودية والصين ومصر والإمارات وقطر والعراق واليمن وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والمغرب ودول أخرى في المنتدى، الضوء على مبادرة التنمية العالمية.
وتبادل المشاركون في المنتدى الآراء حول قضية التنمية في الصين والدول العربية، وشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذه الندوة، حيث أدار رئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد، الجولة الأولى من المنتدى، كما قدّم الباحث في المركز فهد بن صالح المنيعي ورقة بهذه المناسبة.
وأكّد الباحث في الشؤون الصينية في مركز البحوث والتواصل المعرفي فهد صالح المنيعي، أن “مبادرة التنمية العالمية” تعد مبادرة مهمة أخرى طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد مبادرة “الحزام والطريق”، وهي بمثابة “تعبئة مجددة” للتعاون التنموي في العالم، و”تأكيد مجدد” لمفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات، وهذا ما يعد جوهر حقوق الإنسان”، لافتاً إلى أن المبادرة طرحت “خريطة طريق” لتضييق الفجوة بين الجنوب والشمال ومعالجة عدم التوازن في التنمية، وقدّمت كذلك “مسرّعاً” لدفع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وقال: تعمل في الوقت الحالي المملكة بنشاط على دفع التنمية المستدامة وإنشاء اقتصاد أخضر، والصين والمملكة بلدان صديقان يتبادلان الثقة، وتسير العلاقة بينهما بوتيرة متسارعة ومتطورة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.
وقد أصدر المركز على أثر ذلك كتاباً بعنوان: الشراكة الصينية العربية: ودفع مبادرة التنمية العالمية، جمع فيه كلمات وأوراق عمل الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية.
حلقة نقاش بين مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز تياندا لينغشيان
آفاق تعليم اللغة الصينية في المملكة
وفي مجال تعليم اللغة الصينية عقد مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز تياندا لينغشيان نقاشات حول “برامج تعليم اللغة الصينية ونشرها في المملكة”، بمشاركة منسوبي المركزين، وتناولت تلك النقاشات دور «البحوث والتواصل» في تنشيط الترجمة من الصينية وإليها، ونماذج من مشروعات المركز المنجزة في الترجمة، وأكّد المشاركون أن اعتماد تعليم الصينية في المملكة يستوجب مزيدًا من النشاط لتحقيق هذا الهدف بأعلى مستوى من النجاح.
وتخلل النقاشات حول تعليم اللغة الصينية في المملكة العربية السعودية عدد من النشاطات والنماذج والعروض المرئية، التي تضمنت عدداً من الخطط المقترحة لتعليم اللغة الصينية للدارسين السعوديين، مشتملاً على شرح لتفاصيل الخطة، وأهدافها، ومخرجاتها المتوقعة. انطلاقاً من حرص الجانبين على العمل على تطوير تعليم اللغة الصينية في المملكة.
الشؤون السعودية – الصينية في إصدارات محكّمة
وقد أصدر المركز، بالتعاون مع جهات أكاديمية وثقافية صينية، عدداً من الكتب والبحوث المحكّمة التي عُنيت بالشؤون السعودية الصينية، أو بآفاق العلاقات بين المملكة والصين، إضافة إلى إيجاز بعض الدراسات الصينية وترجمتها، ومنها: كتاب: تركيا: قضايا ورؤى، الذي أصدره المركز بالتعاون مع معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي، وقد ضم ثماني دراسات نشرت في المجلة الآسيوية للدراسات الإسلامية والشرق أوسطية، في شكل ملف خاص بعنوان: «دراسات تركية»، وقد جرى إصدار هذا الكتاب في إطار ترسيخ التواصل بين البلدين، وكان انطلاقة التعاون بين المركز والمعهد.
كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: المسألة الصينية: إدارة المخاطر وتعظيم الفوائد، من الشراكة في التعليم العالي والبحث، الذي أعدّه مجموعة من الباحثين وترجمته إلى العربية هاجر العبيد، انطلاقاً من الرؤية التي تهدف إلى إيجاد إطار قوي لإشراك الصين في البحث والتعليم العالي، إذ يُتوقع أن تتجاوز كثيراً من الدول الغربية، لتصبح من أكثر الدول إنفاقاً على البحث والتطوير في العالم، وقد أظهر هذا البحث أن أي فكرة تنطوي على فك الارتباط بالصين غير قابلة للتطبيق، إلا أنه يشير إلى الحاجة على إيجاد نهج إستراتيجي واضح للتعاون البحثي.
كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: جغرافية الصين، الذي ألّفه تشنغ بينغ، وترجمه عباس جواد الكادمي، الذي درس جيوسياسية الصين، وتطرق إلى تبني بكين سياسة الانفتاح على العالم منذ عام 1978م حتى الآن، وجاء في سياق أن معرفة جغرافية الصين تعد شرطاً ضرورياً لمن يريد معرفة الصين بشكل جيّد.
وأصدر المركز كتاباً بعنوان: التقرير السنوي حول تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي، وهو تقرير رأس تحريره وانغ غوانغدا (محفوظ)، وجاء في سياق تحديد مسيرة تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية، ومرتكزات السياسة الاقتصادية والتجارية الصينية تجاه الدول العربية، كما حدّد السياقات المهمّة التي يجب التركيز فيها لاحقاً. ويضع التقرير التعاون مع الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، ضمن أولويات السياسة الصينية، ويحدّد ضمناً مجال: الطاقة، وأهمية رأس المال السعودي للاستثمار في الصين، وأهمية الفرص التنموية الواعدة في الدول العربية للاستثمار الصيني في المجالات التي غطاها التقرير، وأيضاً أهمية الحزام السياسي العربي لإستراتيجية الحزام والطريق.
ترجمة الأعمال الكلاسيكية والحديثة
ويحرص مركز البحوث والتواصل المعرفي على توثيق علاقات المملكة الثقافية مع الصين، وفي إطار ذلك يواصل مشروع النشر السعودي الصيني للأعمال الكلاسيكية والحديثة.
وقد ترجم مشروع الترجمة السعودي الصيني رواية «العصفورية» لغازي القصيبي إلى الصينية، في مشروع انطلق منذ عام 2019، قام بترجمة ثماني روايات على دفعتين.
من الكتب المترجمة إلى الصينية
وتدور أحداث «العصفورية» بين جدران المصحة النفسية كما هو عنوانها، ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فسخرية الأديب السعودي المحبّبة في سرده للتاريخ لامست شرق القارة قبل أن تلامس المريض في القصة، ليختارها الصينيون ضمن أبرز ترجماتهم من المكتبة السعودية، وبالتعاون مع مركز البحوث والتواصل المعرفي.
وقد تضمن مشروع التعاون السعودي الصيني في مجال الترجمة كتاب “السعلوة بين الحقيقة والخيال” لفاطمة أحمد البلوي، إضافة إلى ترجمة وطباعة ثمانية كتب بالمناصفة بين اللغتين الصينية والعربية، ليتم ترجمة أربعة منها في بكين والأخرى في الرياض.
وانتقى المشروع كتباً من صميم المجتمع السعودي، فبجوار عصفورية القصيبي، وسعلوة البلوي، تمت ترجمة كتاب “تطور النقود في المملكة العربية السعودية».
وتنوعت الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية في مجالات المختلفة، وهي “سيادة القانون في الصين” لفنغ يوجين، و”ماهوا تينغ وإمبراطورية تينسنت” للباحثين لين جون وتشانغ يو تشو.
“العصفورية” للدكتور غازي القصيبي تُرجم باللغة الصينية
ولم تتوقف الكتب عند ما تمّ تحقيقه وترجمته وطباعته حتى الآن، إذ يتضمن المشروع نقل 20 كتاباً من العربية للصينية، و20 كتاباً من الصينية للعربية، والنشر قائم على تعريف الصين إلى السعوديين، وتعريف السعوديين بالصين.
وبدأ المشروع منذ عام 2019 في معرض بكين الدولي للكتاب بثلاثة أعمال سعودية، هي “عرق وطين” لعبدالرحمن الشاعر، و”ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الحميدان، بالتعاون مع جامعة بكين لإعداد المعلمين وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية – العربية، وكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين.
كما أصدر المركز كتاباً بعنوان: الأدب الصيني، وهو من تأليف الباحث والأكاديمي الصيني ياو دان، وتحدّث فيه عن الثقافة الصينية، التي تتمثل في الأدب والفلسفة والحكمة، وهو كتاب جدير بالقراءة للتعرف إلى جانب مهم من جوانب الثقافة والفكر في الصين. وقد ترجمته قاو يوي شياو (نهلة)، وحرّره وعلّق عليه الباحث بالمركز الدكتور ياسر سرحان.
دوريّات فصلية متخصّصة في شؤون البلدين
وفي مضمار الإصدارات الفصلية، ركّزت مجلة «مكاشفات» الفصلية، التي يصدرها المركز، في عددها الأول من المجلد الثاني على شؤون المملكة العربية السعودية والعلاقات الدولية، وجاءت خصوصية هذا العدد عن الصين، تزامنًا مع الذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين، واشتمل العدد، الذي بلغ 249 صفحة، على موضوعات تخص العلاقات الدولية في المنطقة.
ومن ناحية الملف الرئيس للعدد “الصين”، ضمّت مجلة «مكاشفات» جانب السيرة الذاتية لشخصيات صينية مهمة في الذاكرة الصينية، تعدّ محط إعجاب دولي مثل دنغ شياو بنغ، إضافة إلى الجانب الاقتصادي كواقع الاستثمارات الصينية في المملكة، وكذلك الجوانب الثقافية والعلمية كملف إدراج اللغة الصينية في مدارس المملكة وقاعدة المعلومات الصينية التي أنشأها مركز البحوث والتواصل المعرفي بعنوان “الصين في الأدبيات العربية” وغيرها من الموضوعات التي يتم التطرق لبعضها لأول مرة.
ورصد العدد النشاطات التي قام بها المركز خلال السنة المنصرمة مع المراكز العلمية والبحثية في الصين، من ندوات وزيارات متبادلة واستقبال لوفود دبلوماسية وأكاديمية في مقر المركز بالرياض، وكذلك مشاركة العديد من الباحثين السعوديين في الاحتفال بمناسبة مرور 70 عاماً على قيام جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة المركز في معرض بكين الدولي للكتاب، والنشاطات الجانبية التي رافقت المشاركة، مثل توقيع مذكرة التعاون مع دار إنتركونتيننتال للنشر، وتوقيع الاتفاقية مع معهد ساينوباك للبحوث.
وتضمن العدد أيضاً الإشارة إلى أحدث الإصدارات التي تتعلق بتطوير العلاقات السعودية الصينية مثل كتاب: 10 سيناريوهات لتطور العلاقة بين السعودية والصين الذي قام بتأليفه كبير الباحثين بالمركز الدكتور عبدالله الفرج، وتقرير مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي وأحزاب الدول العربية للدكتور إبراهيم النحاس وغيرها من الإصدارات”.
تضمن الحفل إلقاء كلمات ثمَّن أصحابها ما يقوم به المركز من دور في تجسير العلاقات الثقافية والمعرفية والإنسانية بين البلدين الصديقين، وببرنامج النشر المشترك الذي يتبناه مركز البحوث والتواصل المعرفي مع عدد من المؤسسات والمراكز والجامعات الصينية، بينها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في شانغهاي، ودار إنتركوننتال للنشر الصينية، وجامعة بكين للمعلمين، وغيرها.
وأعرب الدكتور لي يانسونغ، عن سعادته بالشراكة مع مركز البحوث والتواصل المعرفي، والعمل معًا من أجل ترسيخ علاقات البلدين التي تمتد في عمق التاريخ، مشيرًا إلى سعي جمهورية الصين الشعبية إلى تطوير علاقاتها مع الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
كما أوضح أن الكتاب يتضمن أوراق عمل الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، التي نظمها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في 8 سبتمبر عام 2022، بتكليف من وزارة الخارجية الصينية، وبمشاركة 20 خبيرًا من الصين، ومصر، والإمارات، والسعودية، وقطر، والعراق، واليمن، وفلسطين، ولبنان، والسودان، والجزائر، والمغرب، ودول أخرى.
وسلطوا الضوء على مبادرة التنمية العالمية، وتبادلوا الأفكار والآراء حول سبل تعزيز التنمية المشتركة بين الجانبين، وتعزيز تكامل استراتيجيات التنمية، في إطار مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال مشاركته في المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 21 سبتمبر 2021، مؤكدًا أنها تتوافق مع توجهات المملكة لدفع التعاون الدولي إلى آفاق أرحب تحقق المصالح المشتركة، والتنمية المستدامة للشعوب.
أفكار تستحق التوثيق
أبدى لي تشن، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، سعادته بتدشين الكتاب الذي احتضن أفكار عدد كبير من الخبراء الصينيين والعرب المعنيين بالعلاقات العربية الصينية، وتعزيزها في المجالات كافة.
ونوه لي أن هذه الأفكار التي طرحها أولئك الخبراء في أوراق عمل الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية استحقت التوثيق، لما لها من أثر إيجابي في دعم مبادرة التنمية العالمية، الهادفة إلى تحقيق التعاون البناء بين دول العالم، وبلوغ التنمية المستدامة.
وأشاد “لي” في ختام كلمته بالتعاون بين مركز البحوث والتواصل المعرفي ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وتجربتهما في النشر المشترك، الذي يسهم في ترسيخ البنية الثقافية والمعرفية بين الصين والمملكة العربية السعودية، والعالم العربي عمومًا.
بيئة عمل تنافسية
هنأ الأستاذ عبد الرحمن بن أحمد الحربي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية، المركزين بتدشين هذا الكتاب الذي يطرح رؤى خبراء صينيين وعرب حول قضية جوهرية تهم الصين والدول العربية؛ هي توجيه التعاون بينهما نحو التنمية المحققة لمصلحة الشعوب.
وأشار الحربي إلى عمق العلاقات العربية الصينية، وما كان لطريق الحرير من دور في تمتين تلك العلاقات، ونوه بما بين المملكة والصين من شراكة استراتيجية لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ومبادرة الحزام والطريق، والعمل معًا لإيجاد بيئة أعمال تنافسية عالميًا، وشدد على أهمية العمل الثقافي في دفع العلاقات، ودعم الدبلوماسية الرسمية، مثمنًا دور مركز البحوث والتواصل المعرفي، وتبنيه مبادرة النشر المشترك، ومقدرًا اهتمام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بالتعاون الثقافي بين البلدين، ودعمه.
في حين أشاد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية تشن ويتشينغ، بتدشين كتاب “الشراكة الصينية العربية ودفع مبادرة التنمية العالمية” باللغتين العربية والصينية”، مؤكدًا أهمية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ومن بينها التنمية التي أطلق في سبيلها الرئيس شي جين بينغ مبادرة تراعي مصالح الدول وشعوبها.
وثمَّن السفير الصيني دور المركزين في تعزيز التعاون الثقافي السعودي الصيني، مشيرًا إلى عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، والتواصل بين الأمتين العربية والصينية، على طريق الحرير القديم قبل أكثر من ألفي عام، متناولًا ما تحقق من مصالح جوهرية بين المملكة والصين، وتطور العلاقات الثنائية بشكل كبير في الحاضر، حتى أصبحت شراكة استراتيجية في ظل اهتمام القيادتين بتعزيز العلاقات.
واحتفل المشاركون عبر تطبيق “زووم”، من الدبلوماسيين والخبراء الذين أسهموا بأوراق عمل في الكتاب التوثيقي للدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية، ومنسوبي وباحثي مركز البحوث والتواصل المعرفي، ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، في تدشين الكتاب، وتزيَّنت قاعتاهما في الرياض وشانجهاي بلوحة فنية حملت غلافي الكتاب بالعربية والصينية.
أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي في هذا الشهر (أغسطس 2022م) ترجمة الدكتور وحيد بن أحمد الهندي لكتاب “التخطيط الاستراتيجي للمنظمات العامة وغير الربحية: دليل تعزيز واستدامة الإنجاز التنظيم”، الذي وضعه الدكتور جون م. برايسون أستاذ تخطيط الشـــــؤون العامة بجامعة مينيسوتا في مدينة مينيابوليس الأمريكية.
يشتمل الكتاب على عدد من الأسئلة المهمَّة التي تواجه قادة ومديري المنظمات العامة وغير الربحية أثناء تعاملهم مع التحديات التي تواجه منظماتهم في الوقت الحاضر وفي المستقبل. يقدم القسم الأول للقارئ ديناميكية التخطيط الاستراتيجي؛ إذ يعرض الفصل الأول مفهوم التخطيط الاستراتيجي، ويحدد أهمية التخطيط للحكومات والهيئات العامة والمنظمات غير الربحية والمجتمعات بوجه عام.
يشتمل الفصل على خبرة ثلاث منظمات مع التخطيط الاستراتيجي، وهي مدينة Minneapolis التي استخدمت التخطيط الاستراتيجي منذ سنوات كثيرة، والمنظمة الثانية منظمة غير ربحية، وهي جمعية التنمية الاقتصادية الحضرية، التي يقع مركزها الرئيس في مدينة Minneapolis. أما المنظمة الثالثة، فهي المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، والمصنفة منظمة غير ربحية، وتشترك مع الأمم المتحدة التي تسعى إلى توحيد منظمات الرقابة المالية والمحاسبة في (194) دولة.
يقدم المؤلف في الفصل الثاني منهجه المفضل للتخطيط الاستراتيجي والإدارة، ويسميه: دورة التغيير الاستراتيجي. وجرى استخدام هذا الأسلوب بفاعلية من كثير من الحكومات والهيئات العامة، والمنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وغيرها.
وتوضح الفصول من (10-3) التي تشكل الجزء الثاني من الكتاب – وبشكل مستفيض- كيفية تطبيق منهج دورة التغيير الاستراتيجي.
يغطي الفصل الثالث الاتفاق المبدئي، وتقييم الاستعداد “ومنهج التخطيط”، الذي يشكّل مرحلة من عمليات التخطيط الاستراتيجي.
ويركز الفصل الرابع في معرفة القوانين والتشريعات التنظيمية وتوضيح الرسالة والقيم. ويعالج الفصل الخامس تقييم بيئة المنظمة داخليًا وخارجيًا. ويناقش الفصل السادس قضايا استراتيجية من ناحية حقيقتها، وكيفية تحديدها ونقدها. ويتناول الفصل السابع، وضع استراتيجيات وخطط فعالة مع المراجعة واعتمادها. ويغطي الفصل الثامن تطوير رؤية المنظمة للنجاح، بمعنى كيف يكون شكل المنظمة بعد أن تنجز مهمتها، وتحقق إمكاناتها الكاملة. ويهتمُّ الفصل التاسع بوضع عملية تنفيذ فعالة. ويغطي الفصل العاشر إعادة تقييم الاستراتيجيات وعملية التخطيط الاستراتيجي مقدمةً لدورة جديدة من التخطيط الاستراتيجي.
يشتمل الجزء الثالث على فصلين يهدفان إلى مساعدة القادة على معرفة ما الذي يحتاجون إليه لبدء التخطيط الاستراتيجي وإنجاحه. ويغطي الفصل الحادي عشر الأدوار المتعددة للقيادات والمسؤوليات الضرورية لممارسة القيادة الاستراتيجية الفعالة للمنظمات العامة وغير الربحية. ويقيّم الفصل الثاني عشر خبرات التخطيط الاستراتيجي لثلاث منظمات استخدمت كأمثلة في الكتاب، كما يشتمل هذا الفصل على توجيهات حول كيفية بدء التخطيط الاستراتيجي.
يشتمل الكتاب في نهايته على قسمين من الموارد، إذ يقدم المورد (أ) مجموعة من طرائق تحديد أصحاب المصالح، وطرائق التحليل التي تهدف إلى تنظيم المشاركة واقتراح الأفكار الاستراتيجية التي تستحق التنفيذ، وتنظيم تحالف داعم للأفكار أثناء عملية التنفيذ. ويقدم المورد (ب) معلومات حول كيفية استخدام الأدوات المتاحة كالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لدعم دورة التغيير الاستراتيجي.
يزود كتاب التخطيط الاستراتيجي للمنظمات العامة وغير الربحية القادة والمديرين والمخططين بالتوجيهات التي يحتاجون إليها من أجل الانخراط في التخطيط الاستراتيجي التشاوري، وعملية الإدارة التي تهدف إلى تحسين فعالية منظماتهم ومجتمعاتهم وتجاوبها مع بيئاتها.
يتركز عمل جون م. بريسون مؤلف الكتاب في مجالات القيادة، والإدارة الاستراتيجية، والتعاون، وتصميم عملية التغيير للمنظمات والمجتمعات. حصل المؤلف على عدد من الجوائز على أعماله، بما في ذلك جائزة أفضل كتاب، وجائزة أفضل ستة أبحاث، وأيضاً جائزة General Electric Award عن الأبحاث المتميزة في التخطيط الاستراتيجي من أكاديمية الإدارة، وأيضًا جائزة البحث المتميز وجائزة Charles H. Levine Memorial للتميز في الإدارة العامة.
مركز البحوث والتواصل المعرفي يصدر كتابًا يقارن بين سيادة القانون في الصين بالنموذج الغربي
أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي كتابًا بعنوان “سيادة القانون في الصين مقارنة بالنموذج الغربي” يناقش طرائق سيادة القانون وخصائصها في الصين في العصر الحديث، ويحاول تحليل الفرق بين “سيادة القانون في الصين” و”سيادة القانون في الدول الغربية”، من ناحية طبيعتها وأساسها.
ويهدف إلى تلخيص خصائص الأنماط لسيادة القانون الصينية، ويسلط الضوء على طريقة سيادة القانون الصينية والدروس والخبرات منها سواء أكانت إيجابية أم سلبية.
في البداية يقارن هذا الكتاب بشمولية بين الثقافتين القانونيتين الصينية والغربية والنمطين الصيني والغربي لسيادة القانون، مع التحليل الدقيق لنظرية “المركزية الغربية”، وما يسمى “سيادة القانون العمومي” التي تقف وراء التيار السائد لسيادة القانون في العصر الحديث، كما يناقش جميع العناصر المؤثرة فيها، مثل: التقاليد والثقافات والأديان. ثم يستعرض المسيرة المتعرجة لجعل سيادة القانون المعاصرة في الصين ذات صبغة حضارية، بما يستخلص حكمة إصدار القانون وتطبيقاته منذ أكثر من مئة سنة. يلخص الكتاب خصائص سيادة القانون الصينية التي تتمثل في ثمانية أنماط، وطرائق تطبيقها على الصعيدين النظري والتطبيقي. وأخيراً، يطرح اسنتتاجًا يشير إلى ضرورة التحوّل من الأفكار إلى الأفعال، ومن سيادة القانون الصينية إلى الصين ذات السيادة القانونية.