صدر حديثا عن مركز البحوث والتواصل المعرفي، تحقيق معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر، للإمام رضى الدين الحسن بن محمد بن الحسن الصغانى المتوفى سنة 650هـ.
ويقول مركز البحوث والتواصل المعرفي إن “معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر” معجم لغوى على قدر كبير من الأهمية العلمية والتاريخية، وكان العالم الباكستانى فير محمد حسن المخدومى، قد حققه منذ وقت طويل مع أربعة أجزاء فقط، ولم يكتمل نشره، وقام الدكتور أحمد خان، أحد أبرز المهتمين بالمخطوطات فى باكستان، بجلب الكتاب المحقق كاملاً بخطِّ المخدومى فى اثنى عشر مجلداً إلى المملكة العربية السعودية منذ أكثر من عشر سنوات، وتولى المركز عملية الإعداد لنشره، وأسنده للدكتور تركى بن سهو العتيبى أستاذ النحو والصرف سابقا فى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وقام العتيبى بالإشراف على مقابلة عمل الدكتور المخدومى على الأصول المخطوطة، وأضاف وحرر وصوب، وعندما فرغ من عمله تم اكتشاف نسختين مخطوطتين لم يطّلع عليها المرحوم المخدومي، فى معهد البيرونى للاستشراق فى طاشكند بجمهورية أوزباكستان، فعاد الدكتور تركى بن سهو إلى مقابلة العمل كاملاً على النسختين، وأعاد النظر فى الكتاب كلّه، فصحح وعدل بموجبهما على عمل المرحوم الدكتور المخدومي، ومن ثم أصبح شريكاً فى التحقيق.
أنجز مركز البحوث والتواصل المعرفي حديثًا (معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر) للإمام رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني المتوفى سنة 650هـ، وهو معجم لغوي على قدر كبير من الأهمية العلمية والتاريخية، ومنجز علمي استمر إعداده لسنوات.
ويعود تاريخ المعجم عندما حققه العالم الباكستاني فير محمد حسن المخدومي المتوفى سنة 1420هـ، منذ وقت طويل من أربعة أجزاء فقط، وكان آخرها سنة 1417هـ ولم يكتمل نشره، ثم جلبه للمملكة الدكتور أحمد خان أحد أبرز المهتمين بالمخطوطات في باكستان، كاملًا بخطِّ المخدومي في اثني عشر مجلدًا منذ أكثر من عشر سنوات، ليتولى مركز البحوث والتواصل المعرفي عملية الإعداد لنشره بإشراف أستاذ النحو والصرف بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا الدكتور تركي بن سهو العتيبي، وذلك بعد اكتشاف نسختين مخطوطتين لم يطّلع عليها المرحوم المخدومي، في معهد البيروني للاستشراق في طاشكند بجمهورية أوزباكستان. ويُشكّل صدور المعجم من المملكة إضافةً كبيرةً للمعاجم العربية، وما تقدمه من خدمات علمية في مجال التراث الإسلامي والعربي
احتفل مركز البحوث والتواصل المعرفي مساء يوم الخميس في قاعة المحاضرات التابعة للمركز بإطلاق معجم “العباب الزاخر واللباب الفاخر” للعلامة الحسن الصغاني في نسخته الكاملة في طبعة فاخرة من 15 مجلدًا من القطع المتوسط، وذلك برعاية الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، أستاذ اللغة العربية وآدابها عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة مدير جامعة الملك سعود الأسبق، وأول أمين عام لجائزة الملك فيصل العالمية، بحضور محقق المعجم الدكتور تركي بن سهو العتيبي، وبحضور لفيف من جهابذة اللغة العربية وعلومها، وأساتذتها الكبار المرموقين، ونخبة من المثقفين والمهتمين.
ويُعد إصدار هذا العمل إضافة قيمة للمكتبة العربية؛ لما تميزت به هذه النسخة من “العباب الزاخر واللباب الفاخر” من تمام واكتمال دون غيرها من النسخ والتحقيقات السابقة القاصرة، فالتم بها للمعجم شمل أجزائه أخيرًا بعد عمل دؤوب فريد، قام به المحقق، بدأه قبل نحو سبع سنوات، استطاع فيها بعزيمة لا تلين إنجاز ما كان يبدو إلى وقت قريب من زيف الأماني.
وتميزت هذه النسخة أيضًا بأنها قابلت جميع النسخ المخطوطة المعروفة للمعجم، وغير المعروفة التي عثر عليها المحقق ولم يطلع عليها أحد قبله من المحققين. ويعد هذا الإصدار الجليل الذي تم في أرض المملكة العربية السعودية إضافة جليلة مهمة لأدوار المملكة الريادية، وعلامة بارزة لجهود علمائها وأبنائها البررة في طريق البحث العلمي، وتحقيق التراث العربي الإسلامي. ولا غرو أن يُنظر لهذا العمل الكبير بوصفه أحد أهم الأعمال العربية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
خلال احتفال مركز البحوث والتواصل المعرفي بالمعجم
وفي كلمته الترحيبية في بداية الحفل توجَّه رئيس المركز، الدكتور يحيى بن محمود جنيد، بالشكر للأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة؛ لما وجَّه به من دعم كامل للمعجم. وثنَّى بالثناء والشكر على جهود الدكتور حسن بن عواد السريحي، الأمين العام السابق للمجمع، الذي تابع توفير الدعم للمعجم، وتابع خطوات إنجازه مع مركز البحوث.
كما توجَّه الرئيس بالشكر للدكتور فهد الوهبي، الأمين العام للمجمع؛ لاهتمامه وحرصه ومتابعته وتواصله وحفاوته بالمعجم بعد صدور طبعته النهائية، التي وعد باحتفالية خاصة بها في المدينة المنورة.
بعد ذلك تحدث الدكتور تركي بن سهو العتيبي (محقق المعجم) عن أهمية المعجم وقيمته العلمية، وعن سيرة مؤلفه، وفصَّل في الحديث عن رحلته الشاقة الطويلة في سبيل إنجاز هذا العمل الضخم، وضمَّنها قبسات علمية ولغوية وفرائد مما في جعبته ومما بين دفتَي المعجم.
كما تحدث راعي الحفل، الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، بكلمة شكر فيها مركز البحوث، وأثنى على جهود المحقق وكفاءته العلمية المشهودة، ثم عرج بحديثه على المعجم ومؤلفه، وحمل حديثه شذرات لغوية ومعرفية قيمة، أثرت الحفل، وأعادت إلى الأذهان صورًا من جهود راعي الحفل التاريخية في خدمة اللغة العربية والتراث العربي الإسلامي.
بعد ذلك أُتيح المجال لمداخلات الأساتذة الكبار الحضور، وحملت مداخلاتهم جميعًا ثراء معرفيًّا ولغويًّا، وقيمة علمية يندر أن توجد في ندوات واحتفالات وفعاليات هذا الزمان.
احتفل مركز البحوث والتواصل المعرفي، بإطلاق معجم “العُباب الزاخر واللُّباب الفاخر” للعلامة الحسن الصغاني في نسخته الكاملة، بطبعة فاخرة من 15 مجلدًا من القطع المتوسط. جاء ذلك مساء الخميس الماضي بقاعة المحاضرات التابعة للمركز، برعاية الدكتور أحمد بن محمد الضبيب أستاذ اللغة العربية وآدابها وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، ومدير جامعة الملك سعود الأسبق، وأول أمين عام لجائزة الملك فيصل العالمية، وبحضور محقق المعجم الدكتور تركي بن سهو العتيبي، وبحضور عدد من جهابذة اللغة العربية وعلومها، وأساتذتها الكبار المرموقين، ونخبة من المثقفين والمهتمين.
ويُعد إصدار العمل إضافة قيّمة للمكتبة العربية، لما تميزت به المعجم من تمام واكتمال، بعد عمل دؤوب فريد قام به المحقق بدأه قبل نحو سبع سنوات، واستطاع إنجاز ما كان يبدو إلى وقت قريب من زيف الأماني.
من احتفالية المركز بإطلاق معجم “العُباب الزاخر”
وتميزت هذه النسخة -أيضًا- بأنها قابلت جميع النسخ المخطوطة المعروفة للمعجم، وغير المعروفة التي عثر عليها المحقق ولم يطلع عليها أحد قبله من المحققين.
ويعد هذا الإصدار إضافة مهمة لأدوار المملكة الريادية، وعلامة بارزة لجهود علمائها وأبنائها، في طريق البحث العلمي وتحقيق التراث العربي الإسلامي، ويعد أحد أهم الأعمال العربية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
وبدأ الحفل بكلمة ترحيبية لرئيس المركز الدكتور يحيى بن محمود جنيد، رحب فيها براعي الحفل والحضور الكريم، وتطرق فيها إلى مؤلف المعجم وجانب من مكانته وسيرته العلمية، وأهمية المعجم من الناحية العلمية واللغوية والتاريخية، ورحلة تحقيقه، وجهود محققه الجليلة.
وتوجه بالشكر للأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة، لما وجّه به من دعم كامل للمعجم، وثنّى بالثناء والشكر على جهود الدكتور حسن بن عواد السريحي الأمين العام السابق للمجمع، الذي تابع توفير الدعم للمعجم، وتابع خطوات إنجازه مع مركز البحوث.
وأعرب عن شكره للدكتور فهد الوهبي، أمين عام المجمع؛ لاهتمامه وحرصه ومتابعته وتواصله وحفاوته بالمعجم بعد صدور طبعته النهائية، التي وعد باحتفالية خاصة بها في المدينة المنورة.
وأكد الدكتور تركي بن سهو العتيبي (محقق المعجم) أهمية المعجم وقيمته العلمية، وعن سيرة مؤلفه، وفصّل في الحديث عن رحلته الشاقة الطويلة في سبيل إنجاز هذا العمل الضخم، ضمنها قبسات علمية ولغوية وفرائد مما في جعبته ومما بين دفتي المعجم.
من احتفالية المركز بإطلاق معجم “العُباب الزاخر”
ووجه الدكتور أحمد بن محمد الضبيب كلمة شكر لمركز البحوث، وأثنى على جهود المحقق وكفاءته العلمية المشهودة، ثم عرج بحديثه على المعجم ومؤلفه، وقد حمل حديثه شذرات لغوية ومعرفية قيّمة أثرت الحفل وأعادت إلى الأذهان صورًا من جهود معالي راعي الحفل التاريخية في خدمة اللغة العربية والتراث العربي الإسلامي.
لا خلاف في أن معجم “العباب الزاخر واللباب الفاخر” أحد أهم وأضخم معاجم الألفاظ في اللغة العربية، لكن العجيب الغريب هو أنه على مدى أكثر من 800 عام منذ بداية تأليفه إلى وقتنا الحاضر اشتغل عليه بشكل أو بآخر العديد من العلماء من أفغانستان والباكستان وبغداد ومكة المكرمة والرياض، وفي كل مرحلة أو محطة وقعت أحداث غير عادية حفّت بالكتاب والمشتغلين عليه إلى الآن، فالمؤلف رضي الدين الصغاني توفي ولم يكمله، ووصل فيه إلى مادة (بكم) من حرف الميم، وكان قد أوصى أن يدفن بمكة، ولما توفي دفن ببغداد، ثم نقل رفاته إلى مكة بخمسين دينارا.
والوزير مؤيد الدين ابن العلقمي الذي أوعز إلى الصغاني بتأليف المعجم اتهم بأنه كان السبب في سقوط بغداد والدولة العباسية على يد المغول، ومات مقهورا مغموما مهانا، وأول من حقق الكتاب، العالم العراقي محمد حسن آل ياسين، الذي توفي بعد أن نشر 5 أجراء منه فقط، ثم حققه العالم الباكستاني محمد المخدومي، ومات بعد نشر 4 أجزاء منه، والمجلس الوطني للهجرة بباكستان الذي بدأ في نشر الكتاب أُلغِي بعد نشر 3 أجزاء منه، ثم حمل العالم الباكستاني أحمد خان الكتاب إلى الرياض عله يجد من يقوم بنشره، وقدمه إلى الدكتور يحيى جنيد بمركز الملك فيصل للبحوث ولكنه ترك المركز قبل البدء في العمل، وعندما جدد العمل عليه في مركز البحوث والتواصل المعرفي أسنده إلى الدكتور تركي بن سهو العتيبي الذي راجعه وأعاد تحقيقه، وعندما جهزه للنشر وقعت بين يديه نسخ جديدة من طاشقند بأوزبكستان، فأعاد العمل عليه من البداية، وأخيرا صدر عن المركز في 15 مجلدا.
فألقت عصاها واستقر بها النوى
كما قرَّ عينا بالإياب المسافرُ
معاجم اللغة العربية كثيرة وضخمة، أولها تأليفا معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي (ت170ه)، 8 مجلدات، ومن أشهرها الصحاح أو تاج اللغة وصحاح العربية لإسماعيل بن حماد الجوهري (ت393ه)، 6 مجلدات، جمع فيه ما صح عنده من اللغة التي حصلها بالعراق رواية ودراية، وشافه العرب في ديارهم بالبادية، ومعجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت 370ه)، 17 مجلدا، الذي ولد في هراة بأفغانستان، وعاش ببغداد، وأَسَرَه القرامطة، وعاش مع أناس من هوازن في نجد، يقول: كنت لقوم يتكلمون بطبائعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش، وكنا نشتي بالدهناء ونرتبع بالصمان، واستفدت منهم ألفاظا جمة.
ومعجم العباب الزاخر واللباب الفاخر لرضي الدين الحسن الصغاني (ت 650ه) من أهم هذه المعاجم، قال عنه جلال الدين السيوطي: وأعظم كتاب ألف في اللغة بعد عصر الصحاح كتاب المحكم والمحيط الأعظم، 11 مجلدا، لأبي علي بن سيده الأندلسي الضرير (ت458ه)، ثم كتاب العباب للرضي الصغاني.
المؤلف الصغاني
مؤلف معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر هو رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني، قرشي من نسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكنه ولد بلاهور (باكستان حاليا) ونشأ في غزنة (أفغانستان حاليا) وتنقل في أرجاء العالم الإسلامي من وسط آسيا إلى العراق والحجاز واليمن، وأقام طويلا بالهند، ومن الأماكن التي زارها جزيرة فرسان سنة 605 للهجرة، وعرف لأول مرة نبات المَرْخ في قُديد بمحافظة خليص بمنطقة مكة المكرمة، واشترى لبَنا في شكوة من امرأة متبرقعة بوادي الصفراء، ووصل إلى أعشاش قرب جبل طمية بالقصيم، ثم استقر ببغداد، وتوفي بها سنة 650ه قبل سقوطها على يد التتار واستباحتها 40 يوما وقتل حوالي مليون من سكانها، هذا عدا عن قتل العلماء والأئمة والقادة والأعيان، وكبار التجار، وأوصى الصغاني بأن يدفن في مكة المكرمة، وأوصى لمن يحمله إليها خمسين دينارا، فلذا دفن أولا في داره ببغداد، ثم نقل رفاته منها ودفن بمكة عملا بوصيته، في وقت كان الانتقال من بغداد إلى مكة فيه مع المشقة مخاطرة أمنية، فقبل وفاته ببضع سنوات انقطع الحج من العراق لأجل الاشتغال بحديث عساكر المغول.
التأليف والتحقيق
ألف الصغاني معجمه بناء على طلب الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي فيقول: أوعز إليّ بأن أؤلف كتابا في لغة العرب يكون بيمن نقيبته وفق الأرب، جامعا شتاتها وشواردها، حاويا مشاهير لغاتها وأوابدها، ليشتمل على أدنى التراكيب وأقاصيها، وبدأ الصغاني في تأليف المعجم عام 642ه تقريبا، وتوفي سنة 650ه ولم يكمله، وإنما وصل فيه إلى حرف الميم مادة (ب ك م).
وبعد نحو 750 عاما قام العالم العراقي محمد حسن آل ياسين بتحقيق 5 أجزاء من العباب، وتوفي قبل أن يستكمل البقية، ثم جاء العالم الباكستاني محمد حسن المخدومي الكشميري الذي عمل ليل نهار على تحقيقه لمدة عشرين سنة في إسلام أباد، وقام المجلس الوطني للهجرة الذي أنشأته دولة باكستان تنفيذا لقرارات المؤتمر الإسلامي عن استقبال القرن الخامس عشر الهجري بنشر 4 أجزاء منه ثم ألغي هذا المجلس وتوقفت طباعة بقية الأجزاء، وتوفي بعد ذلك المخدومي قبل أن يرى عمله النور كاملا، ثم جاء العالم الباكستاني أحمد خان المهتم بالمخطوطات العربية وأحضر التحقيق معه إلى الرياض وقدمه إلى أمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الدكتور يحيى جنيد عام 2015، ثم ترك الدكتور يحيى المركز، ولما تولى مركز البحوث والتواصل المعرفي وجد أن التحقيق يحتاج إلى مراجعة فأسند الموضوع إلى أخينا الدكتور تركي بن سهو العتيبي وبدأ العمل عليه، وعندما انتهى عثر على قطعتين من مخطوطات الكتاب لم يقف عليهما المخدومي محفوظة في مكتبة البيروني بطاشقند بأوزبكستان، وكاتبها عالِم عاش في عصر المؤلف الصغاني، فعاد ابن سهو يقابل ما حرره وصححه وأعاد بناء التحقيق من جديد، ونشره مؤخرا مركز البحوث والتواصل المعرفي في خمسة عشر مجلدا.
صدر عن مركز البحوث والتواصل المعرفي كتاب «مراكز الفكر في المجتمع السعودي ودورها في توجيه السياسة العامة»، للدكتورة عفاف الأنسي، وهو في أصله رسالة علمية، تحصَّلت بها الباحثة على شهادة الدكتوراه من جامعة الملك سعود، ويُعدُّ هذا الكتاب من الدراسات المهمة في مجالها؛ إذ عملت فيه الباحثة على استكشاف واقع مراكز الفكر في المملكة، وتحليل دورها في توجيه السياسات العامة.
وقد توصَّلت فيه إلى عدة نتائج من أبرزها أنَّ مراكز الفكر صناعةٌ في طور التأسيس، مع تفاوت في وعي ممثلي المراكز بالهوية كمركز فكري، وأوضحت الدراسة محدودية مساحة المشاركة في السياسات العامة؛ إذ إنها، في أغلبها، دعمٌ لصانع القرار وليست توجيهاً له. ويُعدُّ هذا الكتاب العمل الثاني للمركز في مجال مراكز البحوث والدراسات، إذ صدر عنه من قبل كتاب «مراكز البحوث والدراسات السعودية ودورها في تحقيق رؤية 2030 « من إعداد أحمد علي عسيري والدكتور حسين محمد الحسن، وتضمَّن الكتاب جملة محاور، منها: التصنيف الدولي لمراكز البحوث والدراسات ورؤية 2030 .
ولعلَّ من أهم ما توصلا إليه هذه الدراسة ما يأتي:
– تواضع جهود المراكز في مجال الترجمة.
– ضرورة الدعم الحكومي المالي للمراكز.
– ضرورة إنشاء جهة تقوم بتنسيق الروابط بين مراكز البحوث في جميع المجالات.
– أهمية توطيد علاقات التعاون مع المراكز الفكرية العالمية.
شبه الجزيرة العربية ليس غريباً عن القطب الآسيوي الصيني، فقد عرفا بعضهما على مرّ التاريخ كجزء من امتدادات اقتصادية لا تزال مستمرة حتى يومنا الحالي.
هذا الامتداد الذي يطوقه اليوم “طريق الحرير الجديد” الذي يعتزم العملاق الصيني إعادة بنائه في مسارات التجارة القديمة، لا يمكن أن يستثني السعودية التي تمر مساراته من خلالها، إلا أن حريراً آخر بدأت الرياض تمده إلى بكين.
إذ توّج مشروع ترجمة “سعودي – صيني” متبادل رحلة نقل الأدب إلى أحرف الدولة الآسيوية الكبيرة، بإعلان ضم رواية “العصفورية” الشهيرة للروائي السعودي غازي القصيبي إلى المكتبة الصينية، في مشروع انطلق منذ العام 2019، قام بترجمة ثماني روايات على دفعتين.
“العصفورية” اختيار صيني
الرواية التي تدور أحداثها بين جدران المصحة النفسية كما هو عنوانها، ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فسخرية الأديب السعودي وسرد تاريخ العرب بأسلوب ذكي وشيّق، لامست شرق القارة قبل أن تلامس المريض في القصة، ليختارها الصينيون من المكتبة السعودية.
ولم تكن العصفورية التي أضفت لوناً زاهياً على المشروع السعودي الصيني هي الوحيدة، إذ رافقتها رواية “السعلوة بين الحقيقة والخيال” لفاطمة أحمد البلوي.
وحول تفاصيل كتب المرحلة الثانية، يشير رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي يحيى جنيد، الذي تولى مهمة الترجمة، إلى أن “العصفورية كانت اختياراً صينياً، أما السعلوة لفاطمة البلوي فتم اختيارها من طرفنا لأن الصينيين يعشقون الأساطير، فمعظم أعمالهم الأدبية تمثل الأساطير”.
اللغات “طريق حرير” ثقافي
وتحاول السعودية توسيع علاقاتها مع شرق العالم وغربه على حد سواء، حتى استثمرت في اللغة الصينية لتكون طريقاً جديد ينقل المعرفة والثقافة على المسارات ذاتها التي حملت الحرير واللبان والبخور يوماً.
وفي مبادرة ثقافية معرفية، دشن مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي مرحلته الثانية من “مشروع النشر السعودي الصيني للأعمال الكلاسيكية والحديثة”.
وتضمنت المرحلة ترجمة وطباعة ثمانية كتب بالمناصفة بين اللغتين الصينية والعربية، ليتم ترجمة أربعة منها في بكين والأخرى في الرياض.
وانتقى المشروع كتباً من صميم المجتمع السعودي، فبجوار عصفورية غازي القصيبي، وسعلوة فاطمة البلوي، تم ترجمة كتاب “10 سيناريوهات لتطور العلاقة بين السعودية والصين” للدكتور عبدالله الفرج، وكتاب “تطور النقود في المملكة العربية السعودية” من إعداد البنك المركزي السعودي.
وتنوعت الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية في المجالات المختلفة، وهي “سيادة القانون في الصين” لفنغ يوجين، و”جغرافية الصين” لتشينغ بينغ، و”ماهوا تينغ وإمبراطورية تينسنت” للباحثين لين جون وتشانغ يو تشو، وكتاب “محمد مكين علامة اللغة العربية الصيني” للي تشن تشونغ.
الاختيار من دون تفضيلات أو حدود
وحول أهداف حركة الترجمة التي يقودها المركز، يعلق يحيى جنيد “أردنا أن نقدم صورة واقعية للحركة الفكرية والأدبية في بلادنا، والأدب أكثر قبولاً بين الناس بشكل عام”.
وأضاف، “الإنتاج الفكري السعودي محصور جداً وغير منتشر عالمياً، فقد تمت ترجمة بعض الأعمال الحديثة للغات مثل الإنجليزية والفرنسية بشكل محدود، لكن لا أعتقد أن هناك مشروعاً تولى مهمة الترجمة إلى الصينية بهذا الزخم”.
وعن أسباب اختيار هذه الروايات بعينها لتحظى بفرصة نقل الصورة السعودية للشرق، يشير جنيد “المعيار الأول للاختيار هو ما يمثل الحركة الروائية والقصصية في السعودية، شرط أن يكون مؤثراً وقيماً، أو ما يختاره ويقترحه الجانب الصيني كذلك”. وتأكيداً على أن العلاقات السياسية والدبلوماسية ليست كل شيء، يوضح أن “علاقتنا بالصين قوية لكن معرفتهم بالسعودية ضعيفة، وهذا ليس مستغرباً، فهناك قصور كبير بالتعريف بالحركة الفكرية الثقافية للبلاد، وسبب ذلك نحن وليس الصينيين”.
20 كتاباً
ولم تتوقف الكتب عند ما تمّ تحقيقه وترجمته وطباعته حتى الآن، إذ يشير رئيس وحدة الدراسات الصينية في المركز هيثم السيد، “لدينا مشروع لنقل 20 كتاباً من العربية للصينية، و20 كتاباً من الصينية للعربية، والنشر قائم على تعريف الصين بنا، وتعريف السعوديين بالصين”.
وبدأ المشروع منذ العام 2019 في معرض بكين الدولي للكتاب بثلاثة أعمال سعودية، هي “عرق وطين” لعبدالرحمن الشاعر، و”ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الحميدان، بالتعاون مع جامعة بكين لإعداد المعلمين وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية – العربية، وكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين.
مشاريع أخرى ولغات قادمة
ولم يكتف مشروع “البحوث والتواصل المعرفي” باللغة الصينية، إذ يرتبط المركز الذي تم إنشاؤه العام 2016 بوحدة لدراسة آسيا الوسطى وأخرى لجنوب شرقها، ووحدة للدراسات التركية والكردية وأخرى لدراسات العراق وسوريا، إضافة إلى وحدة الدراسات اليمنية، ووحدة حوض البحر الأحمر والدراسات المحلية.
ويبدو أن النجاح الثقافي للمشروع الصيني أثار حماسة المركز لفتح آفاق آسيوية جديدة، إذ يوضح الدكتور يحيى “نحاول أن تكون إندونيسيا بين الدول التي نقيم معها مشروعاً مشابهاً للمشروع الصيني، ونحن نهتم بقضية اللغة العربية فيها”.
ويستطرد، “لدينا اهتمام كبير بروسيا أيضاً، وأقمنا بعض اللقاءات وحلقات النقاش، كما هو الحال لوسط آسيا ومنها تركمانستان وأوزبكستان وطاجكستان وتركستان وكازاخستان”، إذ تحتل وسط آسيا منطقة النشاط الجديد. ويضيف، “مشروعنا الثاني بعد الصين أوزبكستان، وبدأنا في ترجمة تسعة كتب سعودية إلى الأوزبكية، وسيتم تدشينها قريباً”.
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في معرض بغداد الدولي للكتاب، الذي أُقيم في الفترة من (19- 28 مايو 2022م).
اشتمل جناح المركز في المعرض على أحدث إصداراته من الكتب، والبحوث المحكمة، والمعاجم اللغوية، والترجمات، والدراسات، وغيرها.
وتأتي هذه المشاركة استمرارًا لحرص المركز على المشاركة الدورية في المعارض المحلية والدولية؛ لتحقيق التواصل مع القرَّاء والباحثين من شتى دول العالم، بلوغًا لأهداف المركز البحثية، وترسيخًا لمفهوم التواصل المعرفي.
مثَّل المركز الأستاذ محمد بن عودة المحيميد رئيس قسم الترجمة بالمركز.
يُذكر أنَّ المركز شارك في عدة معارض سابقة للكتاب في العراق، منها أربع مرات في معرض بغداد، ومرة في أربيل، وأخرى في النجف، انطلاقًا من إدراكه أهمية التواصل المعرفي والثقافي مع هذا البلد الشقيق، الذي يمثِّل رافدًا مهمّاً من روافد الحضارة العربية والإسلامية، وقد حظيت إصدارات المركز باهتمام واسع من زوَّار المعرض، الذي كان وجهةً لكثيرٍ من المثقفين والباحثين وأساتذة الجامعات، وبينهم شباب توَّاق إلى المعرفة والاطلاع على الجديد من الإصدارات في المجالات المختلفة.
نظّم مركز البحوث والتواصل المعرفي، ندوة حول آفاق التعاون السعودي العراقي في مجال المكتبات ومؤسسات المعلومات في يوم 3 شعبان 1443هـ (6 مارس 2022م)، بحضور متخصصين ومثقفين وأكاديميين في علم المعلومات والمكتبات والتوثيق من البلدين.
أكد رئيس المركز الدكتور يحيى محمود بن جنيد أهمية التعاون بين البلدين في مجال المكتبات ومؤسسات المعلومات، وبهذا الوقت تحديدًا، الذي ساعدت وطوّرت فيه التقنية على التواصل من جهة، وعلى ترقية نظم المكتبات ومؤسسات المعلومات وتحديثها من جهة أخرى .
وأشار إلى تاريخ الكتاب والمكتبات في بغداد وسائر العراق، بوصفها مركزًا من مراكز الثقافة، وموطنًا من مواطن المعرفة لقرون عديدة، مشيدًا بما توصلت له المكتبات وصناعة الكتاب في المملكة وما تعكسه مؤسساتها من عالميّة وتطوّر، مُذكّراً في ختام كلمته بأن البلدين الشقيقين هما من أكثر البلدان العربيّة امتلاكاً للمخطوطات والوثائق التاريخيّة النفيسة .
ألقى سفير جمهورية العراق لدى الرياض الدكتور عبد الستار هادي الجنابي كلمةً أكد فيها أهمية التواصل بين البلدين الشقيقين في مجال المكتبات والمعلومات، والمجالات الثقافية والمعرفية بشكل عام، متمنياً تكثيف الزيارات المتبادلة بين المؤسسات المعنية.
بدأت الندوة التي أدارها أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً الدكتور راشد بن سعد القحطاني، وقدم فيها أربع أوراق عمل من أستاذ علم المعلومات المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور سعد الزهري الغامدي، والأمين العام للمكتبة المركزية في الجامعة التقنية الوسطى ببغداد الدكتورة ثناء شاكر الأبرشي، ومدير مركز الفهرس العربي الموحد بالرياض الدكتور صالح المسند، وأستاذ المعلومات والمكتبات المساعد بجامعة بغداد الدكتور تيسير فوزي رديف .
وناقشت أوراق العمل آفاق التعاون وأشكال الشراكة بمجال المكتبات ومؤسسات المعلومات بين السعودية والعراق، مستعرضين تجارب الأكاديميات والمراكز التي يعملون فيها، والأرقام والإحصاءات التي تبين تطوّر بعض تلك المؤسسات أو حاجتها للنهوض بها وتمكين طلبتها ومرتاديها من استخدام التقنيات الحديثة في حفظ الوثائق والمخطوطات وإيجاد العناوين والمصادر والمراجع الكافية والمعاصرة التي تعضد دراساتهم، وترتقي بالبحث العلمي في المؤسسات الأكاديمية .
أُقيمت ندوة (سمنار) افتراضية على برنامج “زوم” حول الاحتفاء بصدور كتاب “الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر” بالتعاون بين مركز البحوث والتواصل المعرفي (السعودية) ومؤسسة التميمي للبحث والمعلومات (تونس)، وشارك فيها رئيس مؤسسة التميمي الدكتور عبدالجليل التميمي، ورئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الدكتور يحيى بن جنيد، إضافة إلى عدد من الأكاديميين والإعلاميين المهتمين بشأن الدراسات الموريسكية.
وبيّن التميمي أنه زار مؤلفة الكتاب الدكتورة لوثي لوبيث بارالت في دولة بوتوريكو ووجد أنها أسست “مخبراً” يضمن أكثر من عشرين باحثاً وباحثة متخصصين في دراسات “الألخميادو”، أي: الأدب القشتالي المكتوب بالأحرف العربية، وعندما اطلع على كتابها حول أدب السرّي لمسلمي أسبانيا الأواخر حرص على إخراجه وإبرازه بالعربية.
الدكتورة لوثي لوبيث بارالت
وأثنى الدكتور ابن جنيد على الإصدار، وقال إنه كتاب من أهم الأعمال التي تصدر باللغة العربية في هذا الوقت، وبيّن أنّ ترجمته ومراجعته وتحريره مرّت بمراحل عدة حتى استُكملت طباعته في المملكة العربية السعودية، ثم في تونس.
ووصفت المترجمة الدكتورة نادية العشيري من المغرب الكتاب بأنَّه من الأصول النادرة من نوعها، كما استعرضت بعض المصاعب والعقبات التي واجهتها في ترجمته، لا سيما فيما يتعلّق بالوقت المخصص للترجمة، وذكرت أن من المهمّ تبنّي قضية الموريسكيين؛ لأنَّ ذلك يمكن أن ينير الطريق للشعوب الأخرى، التي تصارع من أجل البقاء في ظل الاضطهاد، وينبغي جمع هذا التراث وتوثيقه وتوظيفه لفك شيفرة التاريخ الموريسكي، ولا بدّ مِن مد الجسور بين المشرق والمغرب والمهتمين بالثقافة العربية والتاريخ الأوربي، من أجل الحفاظ على هذا التخصص والعناية به وتطويره.
وتحدثت الدكتورة إيناس صحابو عن القيمة العلمية للمخطوطات التي درستها مؤلفة الكتاب لوثي لوبيث بارالت، وذكرت أنَّ هذا الكتاب يمثّل تحدّيًا ماديّاً ومعنويّاً للمقولة التي تدعي أنَّ التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون، فقد قدمت بارالت الفرصة للموريسكيين المغلوبين والمقهورين لسماع صوتهم، من خلال أدب الموريسكيين السري خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، وهو يقدم شهادة وافية عن التهجين الثقافي المتنوع لدى الإسبانيين والموريسكيين على حدٍ سواء، ومن شأن مواصلة البحث في المكتبات الإسبانية والأوربية عن المواد المشابهة لمحتوى الكتاب أن يؤدّي إلى الكشف عن مواد وتفاصيل أخرى أكثر توسعًا وشمولية.
وأضافت: إنَّ تحقيق هذا النوع من المخطوطات يستلزم الإلمام باللغة العربية والمصطلحات الدينية الإسلامية، ومعرفة اللهجات الإسبانية القديمة والتاريخ الموريسكي؛ لأنَّ هذه المخطوطات مزيج يلتقي في مصب ثقافتين وحضارتين مختلفتين.
وقالت: إنَّ هذا الكتاب يسلط الضوء على بُعد جديد من أبعاد حياة الموريسكيين في الوسط الإسباني بعيدًا من المشكلة المركزية المتمثّلة في طرد المسلمين من الأندلس عام 1609م، فقد دوّن أولئك الكتّاب أحلامهم وحياتهم وشعائرهم الدينية، فكان هذا بداية إحياءٍ لتراث مقبور بالكامل، وقد أثبتت المؤلفة وجود أدب موازٍ للأدب الإسباني الكلاسيكي، لكنه أدب صامت يُكتب في الخفاء، هو الأدب الموريسكي، كما أنه تضمّن كتابات لموريسكيين يكتبون من المنفى، أي: مِن خارج إسبانيا، وهم مشتتون بين انتمائهم الإسلامي وحنينهم إلى وطنهم المفقود الذي يكتبون بلغته السائدة، لكن بحروف لغتهم العربية الأصلية.
وأوضح الدكتور ياسر سرحان في مداخلته أنَّ تجربته في مراجعة الكتاب كشفت له أن النصوص الموريسكية مشتركة، وتسترفد مادتها من تلاقي عالمين، أحدهما مشرقي عربي، والآخر إسباني أوربي، وترسم عالماً إسلامياً في بيئة مسيحية، وذكَر أنَّ ثمة صعوبات واجهته في أثناء مراجعة الكتاب، ومنها: التوثيق عن النسخ العربية لاستخراج النصوص العربية الأصلية المنقولة في النسخة الإسبانية ونشرها كما هي، وتصحيح بعض المفاهيم والتصورات الخاطئة في الكتاب، ثم وإدراجها في الحواشي والتعليقات.
وأوضح الدكتور حسام شاشية في كلمته أنَّه اطلع على الكتاب في نسخته الإسبانية التي صدرت عام 2009م، ووصف قراءته باللغة الأصلية بالأمر الصعب، وبأنَّ مراجعة نسخته العربية كانت بدرجة عالية من الصعوبة أيضًا، وقد استغرقت نحو عامين؛ لأن المؤلفة استخدمت مصادر “ألخميدية” كُتبت بلغة ذلك العصر، وتقوم بتحليلات معمقة جدّاً.
وبيّن أنَّ هذا الكتاب ليس مرجعاً فحسب، بل هو مصدر غني بالترجمات لمخطوطات أصلية، ويمكن القيام بكثير من الدراسات بناءً عليه، فضلاً عن التحليلات الممتازة للمؤلفة لوثي لوبيث بارالت، التي ضخت فيها خبرتها التي راكمتها خلال عقود طويلة.