أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي، العدد الخامس من دوريّته الفصلية «مكاشفات»، التي تُعنى بشؤون المملكة والعلاقات الدولية، وخصص جزءا منه للحديث عن الصين، تزامنًا مع الذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والصين.
واشتمل العدد، الذي بلغ 249 صفحة، على موضوعات تخص العلاقات الدولية في المنطقة مثل «السودان من البشير إلى البرهان وحمدوك: محطات صعبة وتحديات ماثلة»، و»قاسم سليماني: دور تخريبي وأقنعة متعددة»، و»الحوادث الإرهابية في جمهورية مالي بين 2015 و2020»، و»السعودية وطاجيكستان»: مسيرة العلاقات والمصالح المشتركة»، و»مجاميع القرصنة والميليشيات الرقمية الإيرانية»، وغيرها من الموضوعات والترجمات والقراءات في الكتب.
وتناول الملف الرئيس للعدد «الصين، السيرة الذاتية لشخصيات صينية مهمة في الذاكرة الصينية ومحط إعجاب دولي مثل دنغ شياوبنغ، إضافة إلى الجانب الاقتصادي كواقع الاستثمارات الصينية في المملكة، وكذلك الجوانب الثقافية والعلمية كملف إدراج اللغة الصينية في مدارس المملكة وقاعدة المعلومات الصينية التي أنشأها مركز البحوث والتواصل المعرفي بعنوان «الصين في الأدبيات العربية» وغيرها من الموضوعات التي يتم التطرق لبعضها لأول مرة.
استقبل رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، أمس، وفدًا من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الرياض، وذلك في مقر المركز في حي الصحافة. واطّلع كل من السيد جوناثان بينولي، والسيدة سالي ربيع، على أبرز نشاطات المركز وبرامجه البحثية والتواصلية سواء داخل المملكة أو خارجها، بالإضافة إلى منتجاته المعرفية التي يصدرها على شكل كتب أو تقارير أو دوريّات. وثمّن الوفد جهود مركز البحوث والتواصل المعرفي ودراساته وأعماله الثقافية، منوهين بمشاركات المركز في واشنطن دي سي في أكثر من مؤتمر وفعالية. حضر اللقاء المدير التنفيذي للمركز أ. عبدالله الكويليت، وكبير الباحثين بالمركز د. عبد الله الفرج، ومدير الشؤون الثقافية بالمركز أ. صالح زمانان، ورئيس وحدة الترجمة أ. محمد بن عودة المحيميد.
ضمن مشروع مركز البحوث والتواصل المعرفي الرامي لنقل الأدب والثقافة السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، صدر حديثًا عن دار ياشلار الأوزبكية للنشر “YOSHLAR NASHRIYOT UYI”، الترجمة الأوزبكية لكتاب الأستاذ الدكتور سعد البازعي “ثقافة الصحراء: دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصر”، نقله من اللغة العربيّة إلى الأوزبكيّة الدكتور مرتضى سيد عمروف، حيث تأتي هذه الترجمة والنشر بالتعاون بين دار ياشلار، وقسم اللغات الشرقيّة في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند، وبين مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض. ورد الكتاب في 248 صفحة من القطع المتوسط، وسيتم توزيعه في عموم مدن ومكتبات أوزبكستان، كما سيقوم المركز بتنسيق برنامج ثقافي عن الكتاب في العاصمة طشقند بالتعاون مع جامعة علي شير نوائي. الدكتور سعد البازعي (1953)، ناقد ومفكر سعودي، حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة الملك سعود 1974، وحاصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة بيردو بولاية إنديانا عام 1978، والدكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي من جامعة بيردو Purdue عام 1983، وكانت أطروحته حول الاستشراق في الآداب الأوروبية. يعمل أستاذاً للأدب الإنجليزي المقارن بجامعة الملك سعود بالرياض منذ 1984 وسبق له الانضمام لعضوية مجلس الشورى عام 2009، وشغل عدداً من المناصب مثل رئاسة تحرير صحيفة “رياض ديلي” الصادرة باللغة الإنجليزية، رئاسة تحرير الطبعة الثانية من الموسوعة العربية العالمية، عضوية المجلس العلمي لجامعة الملك سعود، رئاسة النادي الأدبي بالرياض، وعضوية مجلس الصندوق الدولي لدعم الثقافة باليونسكو، وألقى على مدى ثلاثة العقود الماضية العديد من المحاضرات وشارك في مؤتمرات عديدة في مناطق مختلفة من العالم، منها اليابان، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، السويد وفرنسا، وغيرها. ومترجم هذا العمل “ثقافة الصحراء” الدكتور مرتضى سيد عمروف سبق أن ترجم عدة أعمال سعودية – أدب ونقد – إلى اللغتين الأوزبكيّة والروسيّة، ونشر العديد من البحوث العلميّة التي ناقشت موضوعات الترجمة والأدب العربي، كما عمل أستاذاً مشاركاً في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، وقام بتدريس اللغة العربية وآدابها في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند. يجدر بالذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي – مقره الرياض – أطلق في مطلع العام 2019م مشروعًا تواصليًا ثقافيًا يهدف إلى نقل الآداب والثقافات السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، حيث دشّن المركز في أغسطس الماضي، بمعرض بكين الدولي للكتاب 2019، ثلاثة كتب من الأدب الكلاسيكي السعودي ترجمها إلى اللغة الصينية بالتعاون مع جامعة بكين للدراسات الأجنبية ودار نشر جامعة بكين لإعداد المعلمين ودار انتركونتننتال للنشر، والكتب هي رواية “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، ورواية “ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الناصر الحميدان، والمجموعة القصصية “عرقٌ وطين” لعبدالرحمن الشاعر. كما دشّن في مايو 2019م، بالتعاون مع دار أوقيتوجي الأوزبكية للنشر والإعلام في طشقند، ترجمة أوزبكية لروايتين سعوديتين، هما “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”سقيفة الصفا” لحمزة محمد بوقري، وتم توزيعهما في المكتبات العامة والأكاديمية والخاصة في كافة مدن أوزبكستان، كما أصدر بالتعاون مع دار ياشلار مختارات شعريّة باللغة الأوزبكية للشاعر والمسرحي السعودي صالح زمانان، بعنوان نُزلُ الأبديّة “Abadiyat manzillari”. وضمن مشروع التواصل هذا، قام في يوليو 2019م بترجمة كتاب يخصّ “مشروع قطار الحرمين” إلى اللغة الإندونيسية، وتم توزيعه في العديد من مكتبات إندونيسيا وجامعاتها ووزارة الشؤون الدينية ومؤسسات الإعلام والسفر والسياحة والحج والعمرة. ويعكف المركز حاليًا على ترجمة 20 كتابًا سعوديًا إلى لغات آسيوية، تم اختيارها من قبل لجنة خاصة يشرف عليها في هذا المشروع رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي أ. د يحيى محمود بن جنيد. وتتنوع موضوعاتها بين الشعر والرواية والقصة والنقد الثقافي والتاريخ، وستتم طباعتها ونشرها بالتعاون مع الشركاء في تلكم الدول الآسيوية المعنيّة خلال هذا العام 2020م، والعام 2021م.
نظّم مركز البحوث والتواصل المعرفي بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية التابع لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، أمس، ندوة افتراضية مشتركة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين، تحت عنوان “استعراض الماضي والتطلّع للمستقبل”، بمشاركة سفارة خادم الحرمين الشريفين في بكين، وسفارة جمهورية الصين الشعبية في الرياض. وبدأ مدير الندوة، المدير التنفيذي لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية البروفيسور وانغ قوانغدا، الترحيب بالمشاركين من البلدين، مُعرجًا بالحديث عن ظروف إقامة الندوة بالشراكة بين مؤسستين علميتين سعوديّة وصينيّة، ومناسبة إقامتها التي تهمّ البلدين وتستدعي التوقف واستذكار الكثير من المفاصل التاريخيّة الهامة والمُشرقة في العلاقات بينهما. بعدها قام بتقديم المُتحدثَيْن في الجلسة الافتتاحية للندوة وهما: سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية، تركي بن محمد الماضي، وسفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، والسفير السابق لدى المملكة لي تشنغ ون. وعبّر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية، تركي بن محمد الماضي، في بداية كلمته، عن سعادته وتشرّفه أن يكون سفيرًا للمملكة في بكين خلال الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي يحتفل بها كل منهما ويهتم بها لمّا تمثله من صداقة واحترام بين الحكومتين والشعبين. واستذكر تركي الماضي جهود الشخصية الدبلوماسية السعودية الرائدة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل –رحمه الله-الذي وقّع عام 1990م على وثيقة إنشاء العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين السعودية والصين وتبادل السفراء وتنظيم اجتماعات على المستويات السياسية والاقتصادية والشبابية وغيرها. وأكّد أنّ الإنجازات التي حققها البلدان معًا لا تقاس بزمن الثلاثين سنة الماضية، بل سبقته واختصرته، وعبر حكوماتهما وشعبيهما ارتقت العلاقات إلى آفاق شملت كافة القطاعات، حيث توّجت هذه العلاقات بزيارة فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شين جين بينغ للمملكة في يناير 2016م، ثم توقيع إنشاء اللجنة رفيعة المستوى بين البلدين التي يرأسها من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ثم توّجت بالزيارة الخاصة والشهيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- للصين في مارس 2017م. وقال سفير المملكة لدى الصين: “لا تزال العلاقات والشراكات بين البلدين في تصاعد في مجالات الاستثمار والاقتصاد، والتعليم والثقافة، ولعل زيارة سمو ولي العهد –رعاه الله-للصين في فبراير 2019م، وتوجيهه بإدخال اللغة الصينية ضمن المناهج الدراسية السعودية لخير دليل على استمرار هذه العلاقات وتناميها في المستقبل.” وشكر في ختام كلمته مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض على إقامة هذه الندوة مع شريكه في شنغهاي مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، التي تأتي استكمالاً لمشروعاته التي تتناول العلاقات السعودية الصينية وتزيد من بناء جسور التواصل، سواءٌ في مجال الندوات والبحوث والشراكات العلمية، أو في مجال الترجمة الذي قدّم من خلاله الآداب والثقافات السعودية للشعب الصيني، وكان آخرها ثلاث روايات سعودية دشّنها في معرض بكين الدولي للكتاب 2019م، مشيدًا بما تقدمه أيضًا مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين من جهود ثقافية ومعرفية وعلمية في العاصمة بكين، معتبرًا هاتين المؤسستين السعوديتين من المؤسسات الوطنية المميزة في توطيد العلاقات الثقافية والعلمية مما يزيد في تقارب الشعبين السعودي والصيني. عقب ذلك تحدث سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، السفير الأسبق لدى المملكة لي تشنغ ون، مستعرضًا الزيارات الرسمية التي قام بها قادة البلدين خلال الثلاثين عامًا الماضية، وقيمة التبادل التجاري بين البلدين 30 الذي زاد في العام 2019 عن 1990 بمقدار 260 ضعفا، ليبلغ 78 مليار دولار، كما أصبحت الصين في عام 2013، وللمرة الأولى، أكبر شريك تجاري للمملكة، بينما تتبوأ المملكة مكانة أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا لـ 15 عاماً متتالياً. وبيّن أن العقود الثلاثة الماضية شهدت كثافة في التواصل الشعبي بين البلدين، حيث يقوم أكثر من 20 ألف مواطن سعودي بزيارة الصين سنويا للسياحة والعمل والدراسة، ويتجاوز عدد الجالية الصينية في المملكة 20 ألف نسمة، كما يوجد حوالي 40 جامعة صينية تدرّس اللغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز فتحت فرعها في جامعة بكين في عام 2018، وفي عام 2019 دخلت مادة اللغة الصينية إلى المنهج الدراسي لعدة مدارس سعودية، ووسعت جامعة الملك سعود تخصص اللغة الصينية، ووقّعت جامعة جدة اتفاقية التعاون مع الجانب الصيني بشأن إقامة معهد كونفوشيوس، وفي عام 2016 أقيم في بكين معرض “طريق العرب…روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور”، وهو أول معرض من نوعه في الصين، أما في عام 2018 فقد أقيم معرض “كنوز الصين” للآثار الصينية في الرياض، كما شكّل البلدان فريقا مشتركاً لتنقيب الآثار في موقع السرين بالمملكة. واستذكر السفير لي تشنغ ون الدعم المتبادل بين الصين والمملكة في اللحظات الحاسمة لتجاوز الأوقات الصعبة، ففي عام 2008 بعد الزلزال المدمر الذي ضرب محافظة ونتشوان الصينية، قدمت المملكة للصين 50 مليون دولار من المساعدات النقدية و10 ملايين دولار من المساعدات العينية، وهي الأكبر من نوعها على مستوى العالم، ولن ينساها الشعب الصيني أبدا. وفي العام الجاري، بعد اندلاع وباء فيروس كورونا المستجد، تحدث الرئيس شي جينبينغ والملك سلمان بن عبدالعزيز مرتين عبر الهاتف للتعبير عن عزيمة لا تلين للتعاون في مكافحة الوباء. و وأضاف: في الوقت الأصعب الذي تعكف الصين فيه على مكافحة الوباء، سارعت المملكة لشراء المواد الطبية لمساعدة مدينة ووهان، كما تضامن كثير من مستخدمي الإنترنت بالمملكة مع الصين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد انتشار الوباء في المملكة، قدمت الحكومة الصينية كمية كبيرة من مواد الوقاية والسيطرة، وأرسلت فريقًا من الخبراء الطبيين، وتتعاون شركة BGI الصينية مع المملكة لرفع قدرتها على اختبار الفيروس، في في نموذج من التعاون يحتذى به ويزيد متانة الصداقة بين البلدين والشعبين. ثم بدأت بعد ذلك أوراق الندوة التي بدأ بها المستشار الاقتصادي والباحث في الشؤون الصينية الدكتور ماجد بن برجس العتيبي، متناولاً أهم الزيارات السعودية للصين، وأهم التطورات الاقتصادية بين البلدين خلال الثلاثين عامًا الماضية، مؤكدًا على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للصين مثلت خطوة إيجابية في توثيق العلاقات بين البلدين الصديقين، كما تعززت في شهر ذي القعدة 1437 هـ العلاقات السعودية الصينية بشكل كبير حين قام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى جمهورية الصين الشعبية بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين واستجابة لدعوة الحكومة الصينية. وأوضح أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين شهد نموًا سريعًا أدى إلى ارتفاع حجم التجارة البينية بلغت حوالي 2.04 تريليون ريال خلال آخر عشر سنوات “منذ 2009 حتى عام 2019” موزعة إلى نحو 1.3 تريليون ريال صادرات سعودية إلى بكين، وأكثر من 700 مليار ريال واردات للمملكة من الصين، متوقعًا ازدياد التعاون والشراكة في شتى المجالات بين البلدين مستقبلاً لما تملكه المملكة من مكانة دينية وحضارية واقتصادية، وما تملكه الصين من إمكانات وقدرات اقتصادية وتقنية وبشرية هائلة. تلا ذلك مشاركة من أستاذ معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور دينغ جون في بورقة بعنوان (التبادل الثقافي بين الصين والمملكة العربية السعودية: إنجازات وتحديات)، أشاد فيها بما تم تحقيقه من خطوات في العلاقات الثقافية الثنائية، مستذكرًا بعض الإنجازات ذات الرمزية الكبيرة والهامة، منها مشاركة السعودية في معرض إكسبو شنغهاي 2010م، الذي كان الجناح الأشهر والأكثر زيارة لدى الزوار الصينيين، وكذلك مشاركة الصين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) 2014م بوصفها ضيف الشرف في ذلك العام. وعدّ أستاذ جامعة شنغهاي للدراسات الدولية تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- لمكتبة الملك عبد العزيز في جامعة بكين، وتسلّمه شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة، واحدة من أهم إنجازات التبادل الثقافي بين البلدين. وأضاف: اهتمت العديد من المؤسسات في السعودية والصين بمشروعات الترجمة ونقل المعارف والآداب بين اللغة العربية واللغة الصينية ونشرها ومساندة وتشجيع المترجمين، فقد حصل مترجمان صينيان على جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة في الدورتين الرابعة والسابعة. ولعلنا اليوم نرى استمرار التبادلات الثقافية والزيارات بين أفراد الشعبين سواء للمشاركة في المهرجانات الثقافية والمؤتمرات العلمية أو من أجل السياحة أو التعلّم أو الحج، وغيرها.  ونوّه الدكتور دينغ جون بالمشروعات والجهود الثقافية التي قدمها مركز البحوث التواصل المعرفي السعودي خلال العامين الماضيين، سواء داخل الصين أو في السعودية، التي زادت من رصيد التبادل الثقافي والإنجازات المشتركة في هذا الحقل عبر المؤتمرات والزيارات والترجمات والندوات، وهو ما ترك أثرًا طيباً وبالغًا في الأوساط الأكاديمية والثقافية بمدن الصين التي يتشارك المركز مع مؤسساتها. من جانبه قدّم الباحث في مركز البحوث والتواصل المعرفي هيثم محمود السيد مشاركة بعنوان (التواصل والتقبّل: الحراك الثقافي هو الأساس)، تحدث فيها عن تاريخية التواصل بين الصين وشبه الجزيرة العربية، وتاريخية العلاقات والزيارات الرسمية بين المملكة والصين، بالإضافة إلى مستقبل العلاقة بين البلدين ثقافياً حيث عدّ إدراج اللغة الصينية في المملكة والانفتاح على الثقافة الصينية داعمًا كبيرًا للالتقاء بين الثقافتين، كما أن دعم المؤسسات الحكومية والمراكز البحثية داخل البلدين أنتج الكثير من الزيارات والتقاربات والمؤتمرات، مستشهدًا بمركز البحوث والتواصل المعرفي الذي دشّن موقعه الإلكتروني الخاص باللغة الصينية، وكذلك إصداره مؤخرًا العدد الخامس من مجلة (مكاشفات) التي تأتي الصين فيها كضيف العدد عبر سبعة بحوث تتعلق بالصين، بالإضافة لتدشينه الطبعة الثالثة من كتاب (الصين في الأدبيات العربية). وأكد أن الحراك الثقافي هو من أعمدة الارتكاز للعلاقات السعودية الصينية، لوجود الكثير من أوجه التشابه بين الثقافة العربية والصينية، ولما تقدمه رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق من فرص ثمينة لتطوير العلاقات الثقافية، من خلال دعم الملحقيات الثقافية وتمكينها، ودعم المنح الدراسية، وعمل برامج تثقيفية مواكبة لحجم العلاقة بين البلدين، والاهتمام بشكل متواصل بمشروعات الترجمة الواسعة التي تشمل الكتب والمجلات والأوراق العلمية والأفلام وغيرها. عقب ذلك قدّم نائب عميد كلية الدراسات العربية بجامعة نينغشيا والأستاذ الزائر لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية البروفيسور جين جونغ جي ورقة حول (العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والسعودية)، تحدث فيها عن أهمية السعودية بالنسبة للصين من هذا الجانب بوصفها أكبر حزام اقتصادي وسوق استهلاكي في منطقة الشرق الأوسط، وعضوًا في منظمة التجارة العالمية، وفي منظمة الأوبك، ومجموعة العشرين، كما أنها تقع في تقاطع ثلاث قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهي المنطقة المتقاربة لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية التي منذ اقتراحها ازدهرت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والمملكة العربية السعودية بشكل كبير. واستعرض البروفيسور جين تشونغ جيه ما ورد في تقرير المكتب الاقتصادي والتجاري للسفارة الصينية في الرياض، وما أوردته المعلومات الجمركية العالمية لنظام GTF، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والمملكة 78.18 مليار دولار أمريكي في عام 2019، بزيادة سنوية بلغت 23.29٪، وهو رقم قياسي في حجم التجارة الثنائية بين البلدين، فقد بلغت واردات الصين من المملكة 54.26 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 18.23٪ على أساس سنوي، والمنتجات الرئيسة المستوردة هي النفط الخام والبلاستيك والمطاط والمواد الكيميائية الأخرى، بالإضافة إلى الجمبري المجمد الذي يُعدّ ضمن أفضل المنتجات المستوردة باستثناء البترول. وأضاف: بلغت صادرات الصين إلى المملكة 23.92 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية نسبتها 36.54٪، حيث تشمل منتجات التصدير الرئيسة المعدات الكهروميكانيكية والإلكترونية، والأثاث، والمنسوجات، والسيارات، ومنتجات الحديد والصلب وكذلك الملابس. وأكّد أن رؤية المملكة 2030 ستعزّز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بتسارعٍ غير مسبوق، حيث أن المملكة العربية السعودية من أجل التخلص من اعتمادها على النفط، أطلقت خطة “رؤية 2030″، وكثفت من تنفيذ سياسات التنويع الاقتصادي وسعت جاهدة لتوسيع الإنتاج غير النفطي، وتطوير التعدين غير النفطي والصناعات الخفيفة، مع الاهتمام بالتنمية الزراعية، ودونما شك فإن الاقتصاد السعودي حاليًا في فترة إصلاح وانفتاح عبر هذه الرؤية، مما يحسّن بيئة العمل للاستثمار الأجنبي عمومًا، والصين على وجه الخصوص بما أنها تعاونت مع المملكة في العديد من المشروعات الرائدة في مجال المدن الصناعية والمحطات، وبما أن الحديث هنا أيضًا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين في أيام الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما. من جهتها قدّمت عميدة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة لطيفة آل فريان ورقة بعنوان (التعاون الأكاديمي بين السعودية والصين: تجربة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن)، قدمت فيها لمحة عن الجامعة وبرامجها وأهم نجاحاتها وشراكاتها الدوليّة، مشيرة إلى أن الجامعة أبرمت اتفاقية مع جامعة بكين للغات والثقافة لتقديم دبلوم اللغة الصينية للأعمال (دبلوم لمدة سنتين 4 مستويات دراسية بمعدل 80 ساعة تحصل فيه الطالبة على شهادة معتمدة من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالإضافة إلى شهادة جامعة بكين للغات والثقافة)، ويعد هذا التعاون لجامعة بكين للغات والثقافة الأول في الشرق الأوسط لتقديم برنامج أكاديمي لتعليم اللغة الصينية. وأكدت على حرص الجامعة على التبادل الثقافي مع أكاديميات الصين حيث يوجد 18 طالبة صينية حصلن على منح دراسية في كلية اللغات، وكلية الآداب، ومعهد تعليم اللغة العربية، كما يوجد 6 أعضاء من هيئة التدريس تخصص لغة صينية، بالإضافة إلى التعاون البحثي المتميز بين جامعة الأميرة نورة و 6 جامعات صينية، نتج عنه 7 أبحاث علمية تم نشرها في أوعية مصنفة لـ ISI و Scopus. وذكرت الدكتورة لطيفة آل فريان أن جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن قامت بالعديد من الزيارات العلمية للصين، كمعهد كونفوشيوس في بكين، ومركز الابتكار والصناعة الذكية لشركة سيمنز العالمية بالصين – شندو، ووقعت اتفاقية مع شركة HUAWEI لتأسيس أكاديمية لتقنية المعلومات والاتصالات، وشارك عدد من طالباتها في مسابقة هواوي الشرق الاوسط لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي اقيمت في مدينة شنزن في الصين عام ٢٠١٧م، وحصلت الجامعة خلالها على جائزة التميز. وفي الجلسة الختامية للندوة ألقيت كلمتان من قبل رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، ومدير لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية الأستاذ الدكتور تشو وي ليه. ورحّب الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد بالمشاركين في الندوة، مقدمًا شكره لسفارة المملكة في بكين، وسفارة الصين في الرياض على مشاركتهما في هذه الندوة التي تُنظم بمناسبة مرور 30 عامًا من العلاقات السعودية الصينية، استطاعت فيها أن تؤسس لصداقة متينة، كانت فيما مضى تركّز على الجانب الاقتصادي والسياسي، لكنّها اليوم تهتم أيضًا بالتعاون الثقافي والعلمي والحضاري. واستشهد رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي بتجربة المركز في التواصل الثقافي والبحثي وبناء العلاقات والاتفاقيات مع جامعات الصين ومراكز التفكير فيها، مبيّنًا أن المركز قدّم العديد من البرامج المشتركة التي تهدف للتقارب ومد الجسور المعرفية، فلا يكاد يمر شهر إلاّ ويستضيف المركز باحثًا أو أكاديميًا أو دبلوماسيًا من الصين، كما أن المركز شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات والمعارض في عدد من مدن الصين. ونادى بتكثيف الجهود المستقبلية من قبل المؤسسات العلمية والثقافية في التوسع بالدراسات التي تهم البلدين عن بعضهما، وكذلك مشروعات الترجمة وتبادل الخبرات والزيارات والبعثات مما يوطد العلاقة بين الشعبين، ويرفع من فهم الآخر والوعي بالمشتركات، خاصة أن البلدين يمتلكان أسبابًا جمّة لتعزيز العلاقة في كل المجالات. من جانبه قال مدير لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية الأستاذ الدكتور تشو وي ليه: “يسعدني كل السعادة أن أشارك في هذه الندوة التي تأتي بمناسبة احتفالنا المشترك بإنشاء العلاقة الرسمية بين الصين والسعودية في حين قد مرت عليها 30 سنة كاملة، وأن أشهد معكم سويا تطور هذه العلاقة المتميزة وتقدمها، وانجازاتها واسهاماتها، التي لا تصب في مصلحة بلدينا وشعبينا فحسب، بل في صالح أمن وسلام الإقليم والعالم أيضاً.” وأضاف: كنا وما زلنا نقدر المملكة العربية السعودية كل التقدير، اذ إنها موطن اللغة العربية وبلاد الحرمين الشريفين، ويشتاق إلى زيارتها كل دارس صيني يريد أن ينهل العربية. واختتم البروفيسور تشو وي ليه كلمته بتأكيده على أن ما يستدعى السرور والغبطة في هذه الاحتفالية بالسنة الثلاثين لتأسيس العلاقة الرسمية بين الصين والسعودية، أنّ هذه العلاقة الثنائية الاستراتيجية المتميزة قد صعدت درجات أعلى أثناء مكافحتنا المشتركة ضد فيروس كورونا المستجد هذا العام، من خلال الاهتمام البالغ والمشترك بحياة الإنسان، والتضامن الصادق والتعاون الأخوي والودي. حضر الندوة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ، الذي علّق بعد ختام الندوة، وشكر مركز البحوث والتواصل المعرفي بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية التابع لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، والمشاركين في الندوة، مشيرًا إلى أن الذكرى الثلاثين للعلاقة بين البلدين تأتي في الوقت الذي نسعد بالكثير من الشراكات والتعاون في شتى الحقول، وسوف تستمر بكل تأكيد في ظل القيادات الحكيمة للبلدين، وبين الشعبين الودودين الطيبين.
ينظم مركز البحوث والتواصل المعرفي بالتعاون مع مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية التابع لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، الأربعاء المقبل 15 يوليو 2020م، ندوة مشتركة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين، تحت عنوان “استعراض الماضي والتطلّع للمستقبل”. ويشارك في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة كل من سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية، تركي بن محمد الماضي، وسفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية لي تشنغ ون. كما ستقدم العديد من الأوراق في الندوة حول الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية، عن طريق كل من المستشار الاقتصادي والباحث في الشؤون الصينية الدكتور ماجد بن برجس العتيبي، والباحث في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية الدكتور دينغ جون، والباحث في مركز البحوث والتواصل المعرفي هيثم محمود السيد، والباحث المشارك بمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ونائب عميد كلية الدراسات العربية بجامعة نينغشيا الدكتور جين جونغ جي. وفي الجلسة الختامية للندوة سيتحدث كل من رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، ومدير لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية الأستاذ الدكتور تشو وي ليه. الجدير بالذكر أن اللقاء سيبدأ الساعة 11 صباحًا، ويستمر لمدة ساعتين، عبر منصة برنامج zoom، وسينقل مباشرة على قناة مركز البحوث والتواصل المعرفي في يوتيوب وعبر صفحته في تويتر .@crikksa
شارك مركز البحوث والتواصل المعرفي، خلال الأيام الماضية، في سلسلة الندوات العلمية التي نظمتها جامعة بجاجران برعاية وزارة التعليم والثقافة بجمهورية إندونيسيا، ونفذها قسم اللغة العربية بكلية العلوم الانسانية في جامعة بجاجاران الحكوميّة بالتعاون مع اتحاد مدرسي اللغة العربية في إندونيسيا. وبدأ عقد الندوات عن بعد بعنوان (مستقبل دراسات اللغة العربية بعد زمن وباء كورونا المستجد/ كوفيد 19) منذ يوم الاثنين الماضي، وتستمر حتى ١٨ يوليو ٢٠٢٠ الموافق ١٥ حتى ٢٧ من ذي القعدة ١٤٤١هـ، وجاءت مشاركة المركز بورقة قدمها الدكتور علي معيوف المعيوف بعنوان (تعليم العربية للناطقين بغيرها بتقنية المعلومات الرقمية). وحضر الندوة الافتتاحية الدكتور محمد فهمي مدير شؤون التعليم والتعاون الأكاديمي الدولي وسفير جمهورية إندونيسيا في جمهورية باكستان السيد إيوان سيودي أمري. ويشارك في الندوات ويديرها عدد من أساتذة جامعة باجاجاران، كما يشارك فيها عدد من أساتذة الجامعات الإندونيسية، وعدد من الأكاديميين من السعودية، والمغرب، وباكستان، وبروناي دار السلام.
دشّن مركز البحوث والتواصل المعرفي، أمس، موقعه الإلكتروني باللغة الصينيّة، بحضور رئيس المركز الدكتور يحيى محمود بن جنيد، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد تشن وي تشينغ، وذلك في مقر المركز بحي الصحافة بالرياض. وأكد الدكتور بن جنيد أن الموقع يتيح للقارئ الصيني والمهتمين بإنتاجات المركز العلمية وفعالياته الثقافية الاطلاع والمتابعة باللغة الصينية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي نتيجة لاهتمام مركز البحوث والتواصل المعرفي بالصين والشركاء من مؤسساته الأكاديمية والبحثية والثقافية، ولزيادة التواصل والتبادل المعرفي بين المملكة والصين. من جانبه أشاد سفير الصين لدى الرياض السيد تشن وي تشينغ بهذه الخطوة التي تعزز التقارب بين الصين والسعودية، ويقوم بها مركز البحوث والتواصل المعرفي عن وحدة الدراسات الصينية في المركز كواحدة من جهوده الكثيرة وفعالياته التي تخص جمهورية الصين، متمنيًا أن تستمر هذه الجهود الثقافية والعلمية الحثيثة من كلا الجانبين لما يحقق المصلحة المشتركة. كما قدّم مدير إدارة الباحثين في المركز الدكتور عائض آل ربيع، أثناء التدشين، عرضًا موجزًا عن العدد الخامس من مجلة “مكاشفات” التي أصدرها المركز مؤخرًا وتهتم بالعلاقات الدولية والاقتصاد ودراسة السياسات، حيث شمل العدد ملفًا كبيرًا ورئيسًا عن جمهورية الصين الشعبيّة. الجدير بالذكر أنه يمكن للقراء الاطلاع على الموقع الإلكتروني لمركز البحوث والتواصل المعرفي باللغة الصينية على الرابط التالي: https://crik.sa/chinese حضر التدشين المدير التنفيذي لمركز البحوث والتواصل المعرفي عبدالله الكويليت، والمشرف على مجلة اليمامة عبدالله الصيخان، ومدير الشؤون الثقافية بالمركز صالح زمانان، والسكرتير الثالث بسفارة الصين لدى الرياض ما ين روي.
أصدر مركز البحوث والتواصل المعرفي، مؤخرًا، تقريراً بعنوان ” لماذا أصبح رمضان سوق الفن الرديء؟”، تناول 13 مسلسلاً و7 برامج للمقالب عُرضت على الفضائيات العربيّة خلال شهر رمضان الماضي، ووجدت متابعة كبيرة، بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا، الذي تحوّل إلى جائحة حبست الأنفاس في العالم، وفرضت على الناس البقاء في منازلهم، فأصبح التلفزيون أحد أهم الملاذات، بعد أُن أُغلقتِ المطاعم والمقاهي، التي كانت تستقطبهم، وتحتضن أمسياتهم الرمضانية. وجاء التقرير الذي أعدّه الدكتور حسين حسن حسين، في 38 صفحة من القطع الكبير، مشيرًا في مقدمته إلى أن المستوى المتواضع لما قُدّم من مسلسلات وبرامج فرض سؤالاً مهمّاً: لماذا أصبح شهر رمضان المبارك سوقاً للفن الرديء؟ حيث الاهتمام بالكم على حساب الكيف، وإغراق الفضائيات بكلّ ما هو سيّىء في المضمون، وفقير فنيّاً، حتى أصبحت أخطاء المخرجين والممثلين محلَّ تندُّر المشاهد العادي، الذي لا يحتاج إلى كثيرِ تعبٍ لاكتشاف أخطاء فنية ساذجة، ما كانت ترتكب والدراما العربية تخطو أولى خطواتها في بدايات القرن الماضي؟ وإن لم يستعرض هذا التقرير كلَّ ما قدَّم من أعمالٍ، لكنّه اشتمل على نماذج تكفي للحكم على مستوى الدراما العربية مضموناً وشكلاً، إلى جانب تحليل برامج المقالب، للوصول إلى بعض النتائج، التي قد تفيد في إعادة تقييم هذه البرامج، وتجاوز الأخطاء الكارثية التي أصبحت سمةَ معظمها. واستنتج الدكتور حسين حسن حسين أن أبرز السمات السلبية فيما قدم في شهر رمضان من مسلسلات وبرامج مقالب هي: الإساءة إلى الدين، اشتباك السياسة والدين والفن، العلاقات مع إسرائيل، الأخطاء التاريخية، والاستغلال والعنصرية، كثرة الأخطاء الفنيّة.
وجاءت التوصيات في ختام التقرير، وأبرزها من ناحية برامج المقالب كالتالي:
إخضاع برامج المقالب لتقييم عالٍ يتناول الجوانب الاجتماعية والتربوية والنفسية، ويتوخى خلوَّها من الاستهزاء بالضيوف، والحطّ من قدرهم، أو ممارسة التنمُّر عليهم.
ضمان عدم إساءتها لشعب أو فئة من الناس، كالقبائل، والمرأة، والأطفال.
ضمان خلو المشاهد من الألفاظ والمشاهد الخادشة، وعدم معالجة ذلك بإلغاء الصوت، لأنَّ بعض الضيوف يمثلون قدوةً لكثيرين من صغار السن.
أمّا التوصيات بالنسبة للمسلسلات فهي:
أهمية وجود لجنة للنصوص تضمُّ كُتَّاباً، ونُقَّاداً، لإجازة السيناريو والحوار، والنص لا يزال على الورق.
تحويل النصوص التاريخية أو تلك التي تتناول حقبة تاريخية معينة للمراجعة العلمية من مختصين.
إخضاع الأعمال بعد الانتهاء من تصويرها للجنة مختصة من مخرجين وفنيين للتنبيه إلى الأخطاء الفنيّة، وتفاديها قبل العرض، ومن ثم إجازتها.
تجنب طرح القضايا ذات الحساسية على نحوٍ عابر، مثل العلاقة مع إسرائيل، لأن المردود سيكون سلبيّاً.
أن تكون الأعمال السعودية أصيلة، ونابعة من المجتمع، وليست محاكاة لمجتمعات أخرى لها عاداتها وتقاليدها المختلفة، حتى لو كانت مجتمعات عربية، لوجود خصوصية لكلِّ مجتمع.
تولي الدولة إنتاج أعمال كبيرة ذات رسالة من خلال هيئة الترفيه، على أن تكون بمعايير موضوعية وفنية عالية.
صدر حديثًا عن مركز البحوث والتواصل المعرفي، ترجمة لكتاب “المعركة من أجل القيادة في القرن الـ21: سبع خيارات في المستقبل القريب”، من تأليف سيرغي غلازييف المستشار السابق للرئيس الروسي، ووزير التكامل والاقتصاد الكلي في اللجنة الاقتصادية للمنطقة الأوراسية ، وترجمة د.عبد الله بن عبد المحسن الفرج. وجاء الكتاب في 311 صفحة من القطع المتوسط، اشتملت على مقدمتين للمؤلف والمترجم، وخمسة فصول احتوت على 13 بابًا، حيث جاء الفصل الأول عن الأسباب الموضوعية لأزمة المنظومة الاقتصادية العالمية، والباب الثاني حول الاستراتيجية الأمريكية للحفاظ على الهيمنة ومخاطر الحرب العالمية الجديدة. أما الفصل الثالث فتناول آفاق تطور الاقتصاد الروسي في ظل الأزمة العالمية، والفصل الرابع عنونه المؤلف بـ “اصطفاف روسيا في المركز الجديد لنظام الاقتصاد العالمي”، وجاء الفصل الأخير ليشرح الخيارات السبعة في المستقبل القريب أمام الولايات المتحدة والصين وروسيا. وبيّن المترجم أن الكتاب سيحظى بأهمية كبيرة من قبل الباحثين عمومًا، والباحثين والمثقفين المهتمين بقضايا الشرق الأوسط بشكل خاص، وذلك لأسباب، منها: أنَّ تلك هي المرة الأولى التي يُترْجَمُ فيها إلى العربية مؤلَّفٌ من مؤلفات غلازييف، والثاني: قرب مؤلِّفه من أصحاب اتخاذ القرار الروسي، والثالث: اعتباره واحدًا ممَّن يمكن أن يطلق عليهم المحافظون الروس الجدد. هؤلاء المحافظون الذين تجمعهم عدة منتديات منها نادي “إزبورسك” الروسي الذي يحاضر فيه غلازييف. وهم يتناقضون مع الليبراليين الروس الذين كانت لهم صولة وجولة خلال العقد الأول في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ولذا فليس مستغرباً أن يكون مؤلف هذا الكتاب ضمن القائمة الأمريكية للشخصيات المقربة من الرئيس الروسي التي شملتها العقوبات الأمريكية. وأوضح الدكتور عبدالله الفرج أن بعض الأفكار والآراء الواردة في سطور هذا الكتاب تعبِّر عن وجهة نظر “المحافظين الروس الجدد”، وهذا ما توخاه مركز البحوث والتواصل المعرفي من ترجمة الكتاب لإظهار موقف تلك الفئة للقارئ العربي، مشيرًا إلى أن المركز حين يضطلع بنشر هذا الكتاب، يتيح للباحثين العرب فرصة التعرف عن قربٍ على المشكلات التي واجهتها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والحلول التي يرى المؤلف أنها كفيلة باستعادة روسيا زمامَ المبادرة والاصطفاف جنبًا إلى جنب مع الدول الرائدة في هذا العالم.
المركز ودار ياشلار بطشقند يُصدران مختارات شعريّة لصالح زمانان باللغة الأوزبكيّة
ضمن مشروع مركز البحوث والتواصل المعرفي الرامي لنقل الأدب والثقافة السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، صدر حديثًا عن دار ياشلار الأوزبكية للنشر “YOSHLAR NASHRIYOT UYI”، مختارات شعريّة للشاعر والمسرحي السعودي صالح زمانان، بعنوان نُزلُ الأبديّة “Abadiyat manzillari”، نقلها من اللغة العربيّة إلى الأوزبكيّة الدكتور مرتضى سيد عمروف، حيث تأتي هذه الترجمة والنشر بالتعاون بين دار ياشلار، وقسم اللغات الشرقيّة في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند، وبين مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض. وجاء الكتاب في 112 صفحة من القطع المتوسط، شملت مقدمة المترجم، و 30 نصًا للشاعر تنوّعت بين نصوص جديدة لم تنشر بعد، ونصوص تم اختيارها من ثلاث مجموعات شعريّة، كان زمانان قد طبعها بالعربية هي: ديوان “عائدٌ من أبيه” (3 طبعات)، وديوان “رأسه في الفجيعة.. أصابعه في الضحك”، وديوان “أعطال الظهيرة” (طبعتان). ويعتبر صالح زمانان من الشعراء والمسرحيين الشباب الذين رسّخوا تجربتهم في المشهد الثقافي وأثّبتوا الأحقيّة حيث توّج بجائزة السنوسي الشعرية عام 2016 كأول سعوديّ يحوزها، وجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب 2017 كأصغر من ينالها، وكتب عدة بحوث في مجال المسرح والحداثة، وطبع 8 كتب بين الشعر والمسرح، وترجمت نصوصه للغات الإسبانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية والصينية، وأقام أمسيات ومحاضرات في الشعر والأدب بأكثر من 20 دولة في قارات العالم جميعها. وأكّد المترجم الدكتور مرتضى سيد عمروف في مقدمة الديوان المُترجم أن قصائد “نُزل الأبديّة” تمثّل رؤية الشعراء والمبدعين الشباب في المملكة العربية السعوديّة تجاه العالم والوجود والإنسان والأشياء الأخرى التي تجسّد مقاصد الشعر وغايات الأدب، وسوف تلاقي احتفاءً خاصاً في أوزبكستان، سواء عند القرّاء من محبي الشعر والتجارب المترجمة، أو عند الأكاديميين والباحثين في الأدب العربي المعاصر، بوصفها تعكس الموجة الجديدة من الأدب العربي المنقول إلى الأوزبكيّة. وأشار إلى أن المجموعة ستُقدم ملمحًا حداثيّاً جليّاً لما توصلت له التجربة الشعريّة في المملكة، من ناحية الشكل الشعري، أو من نواحي الموضوعات والاستنادات الثقافيّة والمعالجات الفنيّة، فنصوص صالح زمانان في هذا الإصدار تأتي ضمن تصنيف قصيدة النثر العربيّة، وتتجلّى في ثناياها اشتغالات بديعة، تتناول غير المألوف تارةً، وتصطنع من خلاله صورة شعريّة جديدة ومشعّة، وتارةً تتناول المألوف والاعتيادي/ اليومي، لكنّ هذا التناول لا يُهمل الدهشة، فهو يأتي من جهة مفاجئة كالفلسفة أو التراث أو حتى المسرح الذي يُعدّ الشاعر زمانان أحد كتّابه المهمين في السعودية. وسبق للدكتور مرتضى سيد عمروف قبل هذا العمل أنْ ترجم عدة أعمال من الأدب السعودي إلى اللغتين الأوزبكيّة والروسيّة، ونشر العديد من البحوث العلميّة التي ناقشت موضوعات الترجمة والأدب العربي، كما عمل أستاذاً مشاركاً في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، وقام بتدريس اللغة العربية وآدابها في كلية الترجمة بجامعة علي شير نوائي الحكومية بطشقند. الجدير بالذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي – مقره الرياض – أطلق في مطلع العام 2019م مشروعًا تواصليًا ثقافيًا يهدف إلى نقل الآداب والثقافات السعودية إلى لغات القارة الآسيوية، حيث دشّن المركز في أغسطس الماضي، بمعرض بكين الدولي للكتاب 2019، ثلاثة كتب من الأدب الكلاسيكي السعودي ترجمها إلى اللغة الصينية بالتعاون مع جامعة بكين للدراسات الأجنبية ودار نشر جامعة بكين لإعداد المعلمين ودار انتركونتننتال للنشر، والكتب هي رواية “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، ورواية “ثقب في رداء الليل” لإبراهيم الناصر الحميدان، والمجموعة القصصية “عرقٌ وطين” لعبدالرحمن الشاعر. كما دشّن في مايو 2019م، بالتعاون مع دار أوقيتوجي الأوزبكية للنشر والإعلام في طشقند، ترجمة أوزبكية لروايتين سعوديتين، هما “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”سقيفة الصفا” لحمزة محمد بوقري، وتم توزيعهما في المكتبات العامة والأكاديمية والخاصة في كافة مدن أوزبكستان. وضمن مشروع التواصل هذا، قام في يوليو 2019م بترجمة كتاب يخصّ “مشروع قطار الحرمين” إلى اللغة الإندونيسية، وتم توزيعه في العديد من مكتبات إندونيسيا وجامعاتها ووزارة الشؤون الدينية ومؤسسات الإعلام والسفر والسياحة والحج والعمرة. ويعكف المركز حاليًا على ترجمة 20 كتابًا سعوديًا إلى لغات آسيوية، تم اختيارها من قبل لجنة خاصة يشرف عليها في هذا المشروع رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي أ. د يحيى محمود بن جنيد. وتنوّعت موضوعات الكتب المختارة لمشروع الترجمة بين الشعر والرواية والقصة والنقد الثقافي والتاريخ، وستتم طباعتها ونشرها بالتعاون مع الشركاء في تلكم الدول الآسيوية المعنيّة خلال هذا العام 2020م، وخلال العام 2021م، حيث تأتي هذه المختارات الشعريّة لصالح زمانان “نُزُل الأبديّة”، التي ترجمت للأوزبكية ونُشرت بالتعاون مع دار ياشلار للنشر في طشقند كأولى الكتب العشرين التي يجري ترجمتها ونشرها في هذه الحزمة الجديدة من كتب الأدب والثقافة السعودية.